ابن أبي داود السجستاني

أفغانستان

اسمه وكنيته: أبو بكر, عبد الله بن أبي داود, سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني .

ولادته ونشأته: وُلِدَ بسجستان, سنة ثلاثين ومائتين.

رحل به والده فطوّف به شرقاً وغرباً, وأسمعه من علماء ذلك الوقت. فسمع بخراسان وأصبهان, ونيسابور, والبصرة, وبغداد, والكوفة, والمكة والمدينة, والشام, ومصر ثم استوطن بغداد.

وكان ذا همة عالية من صغره في التحصيل والطلب, ومن دلائل هذه الهمة قوله رحمه الله-: (دخلت الكوفة ومعي درهم واحد، فاشتريت به ثلاثين مد باقلاء، فكنت آكل منه مداً، وأكتب عن الأشج ألف حديث، فكتبت عنه في الشهر ثلاثين ألف حديث، ما بين مقطوع ومرسل)

وروى الخطيب عن أبي القاسم الأزهري، عن أبو بكر بن شاذان قال: (قدم ابن أبي داود سجستان، فسألوه أن يحدثهم فقال: ما معي أصل. فقالوا: ابن أبي داود وأصول قال: فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي. فلما قدمت بغداد قال البغداديون: مضى ابن أبي داود إلى سجستان ولعب بالناس. ثم فيجوا فيجاً اكثروه بستة دينانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة. فكتبت لهم وجيء بها، وعرضت على الحفاظ، فخطؤني في ستة أحاديث منها، حدثت بها كما حدثت، وثلاثة أخطأ فيها)

مشايخه:

روى عن أبيه, وأحمد بن صالح النيسابوري, ومحمد بن يحيى الذهلي, وعلي بن خشرم, وأبي سعيد الأشج, وعَمْرو بن علي البصري, ومحمد بن عبد الرحيم, وخلق كثير بخراسان والحجاز والعراق ومصر والشام وأصبهان وفارس .

تلاميذه: وحدث عنه خلق منهم:

 ابن حبّان, وأبو أحمد الحاكم, وأبو الحسن الدارقطني, وبكر بن مجاهد المقرئ, وأبو حفص بن شاهين, عبد الله بن بَطّة, وغيرهم كثير .

مصنفاته:

القصيدة الحائية, المسند, والسنن, والمصاحف, المصابيح, نظم القرآن, فضائل القرآن, القرآءات, التفسير, والبعث والنشور, شريعة المقارئ, شريعة التفسير, والناسخ والمنسوخ.

مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

قال الخطيب: سمعت أبا محمد الخلال يقول: كان أبو بكر بن أبي داود أحفظ من أبيه.

 قال عنه الذهبي: " كان من بحور العلم؛ بحيث إن بعضهم فضّله على أبيه "

وقال أبو القاسم بن النحاس: سمعت ابن أبي داود يقول: رأيت أبا هريرة في النوم، وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، كث اللحية، ربعة أسمر، عليه ثياب غلاظ. فقلت: إني لأحبك يا أبا هريرة. فقال: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا. فقلت: كم من رجل أسند عن أبي صالح، عنك قال: مائة رجل, قال ابن أبي داود: فنظرت فإذا عندي نحوها.

قال أبو حفص بن شاهين: أملى علينا ابن أبي داود زماناً ما رأيت) بيده كتاباً، إنما كان يملي حفظاً. وكان يقعد على المنبر بعد ما عمي، ويقعد تحته بدرجة ابنه أبو معمر، وبيده كتاب يقول له: حديث كذا. فيسر من حفظه حتى يأتي على المجلس

عقيدته:

يعد الإمام أبو بكر ابن عبد ابن أبي داود السجستاني من أئمة أهل السنة والجماعة ومن المتبعين للكتاب والسنة.

وقد عده الإمام ابن القيم –رحمه الله تعالى- من أئمة السنة المثبتين لصفة العلو, ,أثنى عليه, وذلك في نونيته المسماة ب(الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية

وقد جاء عنه في تمام هذه القصيدة: (هذا قولي, وقول أبي, وقول أحمد بن حنبل, وقول

وقد جاء عنه في تمام هذه القصيدة: (هذا قولي, وقول أبي, وقول أحمد بن حنبل, وقول من أدركنا من أهل العلم, ومن لم ندرك ممن بلغنا عنه, فمن قال غير هذا فقد كذب)

وفاته:

توفي سنة ستّ عشرة وثلاث مئة, وهو ابن ست وثمانين سنة وستة أشهر وأيام, وقد صُلّي عليه مراراً. وقد قيل: صُلّ عليه ثمانون مَرّة .

ودفن يوم الأحد لإثنتي عشرة بقيت من ذي الحجة من سنة ست عشرة وثلاث مئة.