القاضي أبو بكر بن العربي
اسمه و نشأته:
هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد المعافري الأشبيلي المالكي.
ولد في سنة 22 شعبان سنة 468هـ, 31 مارس 1076م, بمدينة أشبيلية، في أحضان أسرة كانت لها حظوة لدى المعتمد بن عباد في عصر دول الطوائف.
مكانته العلمية, وثناء العلماء عليه:
- قال الشيخ صديق حسن خان في "التاج المكلل": 308/280: "إمام في الأصول والفروع، سمع ودرس الفقه والأصول, وجلس للوعظ والتفسير، وصنف في غير فن، والتزم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى أوذي في ذلك بذهاب كتبه وماله, فأحسن الصبر على ذلك كله". أهـ.
- وقال الشيخ العلامة أحمد بن محمد الشهير بالمقري من كتابه "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب": "علم الأعلام، الطاهر الأثواب، الباهر الأبواب، الذي أنسى ذكاء إياس، وترك التقليد للقياس, وأنتج الفرع من الأصل، وغدا في الإسلام أمضى من النصل" أهـ, من التاج المكلل.
مؤلفاته:
للإمام القاضي أبي بكر بن العربي مؤلفات كثيرة لم يصلنا أغلبها، وقد قضى أربعين سنة في الإملاء والتدريس، وفي بث ما حصله من العلوم، ونستطيع أن نصنف أسماء مصنفاته حسب موضوعاتها.
أما التصنيف حسب تاريخ تأليفها فمن الصعب القيام به؛ لأنه يحيل إلى كتبه في أماكن كثيرة من مصنفاته، مما يدل على أنه يملي في وقت واحد عدة كتب, وأنه لا يقتصر على كتاب واحد حتى يفرغ منه، ثم يبدأ في غيره.
- علوم القرآن:
- أحكام القرآن:
لا شك في نسبة هذا الكتاب إلى أبي بكر بن العربي؛ لأنه قد ذكره في كتابه: "شرح صحيح الترمذي" المسمى بـ "عارضة الأحوذي".ج1/ صـ 204،124،116،59،51.
وذكره في "سراج المريدين", "ورقة 237".
ونسبه إليه تلميذه أبو بكر بن خير الأشبيلي في فهرست ما رواه عن شيوخه.
"ط. سرقسطة, 1893، صـ 54. ونسبه إليه ابن فرحون في "الديباج", صـ 281.
- أنوار الفجر:
هو أعظم كتاب له، كان كثيرًا ما يفتخر به، ويشيد بأهميته في مختلف كتبه، ذكر أنه ألفه في مدة عشرين عامًا، وأن به ثمانين ألف ورقة، ولم يصل إلينا شيء منه فيما نعلم. وذكره المقري في "نفح الطيب": ج2 صـ 242.
- قانون التأويل:
ذكر أبو بكر بن العربي أنه ألفه في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة, وصرح بذلك في مقدمة كتابه "عارضة الأحوذي": ج11, صـ 49. وذكره المقرئ في "نفح الطيب": ج2, صـ 242.
- الناسخ والمنسوخ:
ذكره في كتابه "سراج المريدين" ورقة 237, وتحدث عنه في عدة مواضع من "أحكام القرآن", وذكره ابن خير والمقري، وابن فرحون في "الديباج": صـ 282.
- المقتبس في القراءات:
نسبه إليه حاجي خليفة في "كشف الظنون": 499/2.
- الحديث:
- عارضة الأحوذي في شرح الترمذي:
ذكره بهذا العنوان ابن خلكان في "وفيات الأعيان" ط. محيي الدين عبد الحميد، القاهرة: 4024/3, وسماه في كتابه "سراج المريدين", ورقة 237, بشرح الترمذي.
وذكره المقري في "نفح الطيب": 242/2. وطبع الكتاب في ثلاثة عشر مجلدًا.
- شرح الحديث:
ذكر المؤلف هذا الكتاب في أحكام القرآن في ثلاثة مواضع, ويحتمل أن يكون هو نفس كتاب شرح صحيح الترمذي.
- كتاب النيرين في الصحيحين:
وسماه أحيانا شرح الصحيحن كما فعل في كتابه "أحكام القرآن", وذكره في كتابه "العواصم من القواصم". واقتصر أحيانًا على تسميته "بالنيرين" كما فعل في كتابه "عارضة الأحوذي": 22/10.
- الأحاديث المسلسلات:
نسبه إليه أبو بكر بن خير الأشبيلي في فهرست ما رواه عن شيوخه: صـ 175, وأخذه عنه، وذكره في "نفح الطيب": 242/2.
- الأحاديث السباعيات:
نسبه إليه أبو بكر بن خير الأشبيلي, ودرسه عليه: صـ 175, وذكره أيضًا المقري في "نفح الطيب": 242/2.
- شرح حديث أم زرع:
نسبه إليه المقري "نفح الطيب": 242/2.
- شرح حديث الإفك:
نسبه إليه المقري "نفح الطيب": 242/2.
- شرح حديث جابر في الشفاعة:
نسبه إليه المقري "نفح الطيب": 242/2.
- الكلام على مشكل حديث السبحات والحجاب:
ذكره المقري "نفح الطيب": 242/2.
- كتاب مصافحة البخاري ومسلم:
أخذه عنه أبو بكر الأشبيلي: "صـ 166 في فهرسته".
- مشكل القرآن والحديث:
يدخل تحت هذا القسم كتاب واحد وهو كتاب "المشكلين", ذكره في "أحكام القرآن", ونص عليه في "عارضة الأحوذي": 275/11.
- أصول الدين أو علم الكلام:
- العواصم من القواصم:
وقد أشار المؤلف نفسه إلى كتابه في عدة كتب من تأليفه كسراج المريدين, وعارضة الأحوذي: 255/13، 229/13. ونسبه إليه المقري في "نفح الطيب": 242/2.
وابن فرحون في "الديباج": صـ 121. والشاطبي في "الاعتصام": 343،316،202،194, ج154/3 والذهبي في "تذكرة الحفاظ": ج325،324/3
- الدواهي والنواهي:
ذكره في كتبه كأحكام القرآن والعواصم من القواصم. ونسبه إليه المقري "نفح الطيب": 242/2 وذكره حاجي خليفة "كشف الظنون": ج496/1
- رسالة الغرة:
ذكرها المؤلف في العواصم من القواصم وبين أنه كتبها ردًّا على رسالة لابن حزم تسمى "برسالة الدرة في الاعتقاد". "العواصم من القواصم: صـ 266- طبعة د. عمار طالبي."
- الأمد الأقصى بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا:
نوه بكتابه هذا في عدة مواضع من مصنفاته كشرح الترمذي وأحكام القرآن.
ونسبه المقري في "نفح الطيب" إليه: 242/2.
قال الدكتور عمار طالبي, حفظه الله:
"وقد عثرنا على الكتاب مخطوطًا في خزانة الوثائق بالرباط سنة 1967, ووقفنا عليه، وهو يقع تحت رقم ق4".
- كتاب المتوسط في معرفة صحة الاعتقاد، والردُّ على من خالف السنة، وذوي البدع والإلحاد:
ذكره في كتابه "عارضة الأحوذي": 118/12.
ذكره أبو بكر بن خير الأشبيلي في فهرست ما رواه عن شيوخه: صـ 259, ونسبه إليه المقري في "نفح الطيب": 242/2
- كتاب المقسط في شرح المتوسط:
ذكره في كتابه "أحكام القرآن", ونص عليه في غير ما كتاب من مؤلفاته.
ونسبه إليه أبو بكر بن خير في فهرست ما رواه عن شيوخه: صـ 258.
- نزهة الناظر وتحفة الخواطر:
وسماه أحيانا "نزهة المناظر وتحف الخواطر"، ذكره في "العواصم من القواصم": صـ 7 من طبعه د. عمار طالبي ولم يذكره المقري ولا ابن خير.
- كتب الزهد:
- سراج المريدين في سبيل المهتدين, كاستنارة الأسماء والصفات في المقامات والحالات الدينية والدنيوية، بالأدلة العقلية والشرعية القرآنية والسنية:
هو الكتاب الذي سماه "القسم الرابع من علوم القرآن في التذكير", ذكره مؤلفه في كتابه: "شرح صحيح الترمذي عارضة الأحوذي": 28/1, وحاجي خليفة "كشف الظنون": 23/2, نقلا عن تذكرة القرطبي.
ونسبه إليه ابن فرحون "الديباج المذهب": 282.
وذكره ابن الحاج العبدري 737 هـ, في كتابه "مدخل الشرع"، البابي الحلبي، القاهرة، 1960، ج4, صـ 301.
ويوجد هذا الكتب كاملًا مصورًا في دار الكتب المصرية تحت رقم "20348ب", وهو مأخوذ عن نسخة الشيخ أحمد بن الصديق الغماري المغربي.
وتوجد نسخة أخرى منه في مكتبة الكتاني بخط أندلسي واضح.
- سراج المهتدين:
نسبه إليه ابن فرحون "الديباج: صـ 282".
والمقري في "نفح الطيب: 242/1".
- مراقي الزلفي:
نسبه إليه العبدري في "مدخل الشرع: ج 119،66/1", ج125،123/2", "ج 295،294،25،23/4".
والمقري في "نفح الطيب: 242/2".
- كتاب العقد الأكبر للقلب الأصغر:
نسبه إليه المقري "نفح الطيب: 242/2
- تفصيل التفصيل بين التحميد والتهليل:
ذكره المقري في "نفح الطيب: ج2, صـ 242".
- أصول الفقه:
- كتاب المحصول في أصول الفقه:
أشار إليه المؤلف في "أحكام القرآن".
وابن فرحون في "الديباج المذهب: صـ 292".
والمقري في "نفح الطيب: 242/2
- كتاب التمحيص:
ذكره المؤلف في "أحكام القرآن"، وفي "العواصم من القواصم: 24", من طبعة د. عمار طالبي, وذكره في "سراج المريدين: ورقة 138".
- كتب الفقه "الفروع":
- المسالك في شرح موطأ الإمام مالك:
بني هذا الكتاب على أساس المسائل الفقهية فهو كتاب حديث وفقه في آن واحد، ولكن اخترنا أن نعتبره من كتب الفقه؛ لاهتمام أبي بكر بن العربي في شرحه بمسائل الفقه، ولمعارضته فيه للظاهرية، ونقده لها أعنف النقد فيما يتعلق بالرأي عند الإمام مالك.
نسبه إليه ابن فرحون "الديباج: صـ 282".
والمقري في "نفح الطيب: ج2, صـ 242"، وسماه "ترتيب المسالك في شرح موطأ الإمام مالك".
وتوجد من هذا الكتاب نسختان: الأولى في المكتبة الوطنية بالجزائر "رقم 425"، والثانية في خزانة جامعة القرويين بفاس تحت رقم "180", وتاريخ نسخها 711هـ.
- القبس على موطأ مالك بن أنس:
نسبه إليه أبو بكر بن خير, وسماه "القبس من شرح مالك بن أنس". فهرست ما رواه عن شيوخه صـ 88.
وذكره المقري "نفح الطيب: ج1،صـ 242".
وابن فرحون في "الديباج: صـ 282".
ويوجد للكتاب سبعة نسخ متفرقة في مكتبات الجزائر والمغرب وتركيا.
انظر مجلة معهد المخطوطات العربية: مجلد 5, صـ 176،192
- شرح غريب الرسالة:
وهو شرح للألفاظ اللغوية والفقهية الغربية من رسالة ابن أبي زيد القيرواني المالكي 389 هـ.
نسبه إليه المقري "نفح الطيب: ج2, صـ 242".
- تبيين الصحيح في تعيين الذبيح:
نسبه إليه المقري في "نفح الطيب: ج1, صـ 242".
- كتاب ستر العورة:
ذكره المقري في "نفح الطيب: ج2, صـ 242.
- كتاب التقصي:
ويبدو أنه في الفقه لإشارة المؤلف إليه في أحكام القرآن بصدد مسألة في الوضوء.
- تخليص التخليص:
ذكره مؤلفه في كتابه "أحكام القرآن", وأحال إليه في مسألة قصر الصلاة, والنية في الإحرام, وابن فرحون "الديباج: 383", والمقري "نفح الطيب: ج2, صـ 242".
- تخليص الطريقتين:
ذكره في كتابه "أحكام القرآن"، ويبدو أنه كتاب في الفقه؛ لأنه أحال إليه في مسألة فقهية تتعلق بالتسمية في الذبح.
- الجدل والخلافات:
- الكافي في أن لا دليل على النافي:
نسبه إليه المقري "نفح الطيب: ج2, صـ 242".
- الإنصاف في مسائل الخلاف:
يقع هذا الكتاب في عشرين مجلدًا، أشار إليه مؤلفه في بعض مصنفاته, وسماه "كتاب المسائل", "عارضة الأحوذي: 65/1
ونسبه إليه المقري "نفح الطيب: 242/2
"وحاجي خليفة: "160/1 من كشف الظنون".
- اللغة والنحو:
- رسالة له في النحو واللغة أطلق عليها "ملجئة المتفقيهن إلى معرفة غوامض النحويين، واللغويين":
ذكرها أبو بكر بن العربي في عدة مواضع من كتبه، في "أحكام القرآن", وفي شرح الترمذي "عارضة الأحوزي: 144/1".
ونسبها إليه المقري في "نفح الطيب: 242/2".
- رده على ابن السيد البطليوسي:
رد أبو بكر بن العربي علي أبي محمد عبد الله بن السيد البطليوسي "521 هـ" في شرحه على ديوان أبي العلاء المعري المسمى بلزوم ما لا يلزم, ورد ابن السيد على رد أبي بكر بن العربي بكتاب سماه "الانتصار عمن عدل عن الاستبصار".
وقد نسب هذا الرد إلى أبي بكر بن العربي تلميذه أبو بكر بن خير الأشبيلي, فهرست ما رواه عن شيوخه صـ 419.
- تاريخ:
- ترتيب الرحلة للترغيب في الملة:
ذكره مؤلفه في كتابه "سراج المريدين: ورقة 97".
وفي "العواصم من القواصم: صـ 43", من طبعة د. عمار طالبي.
ونسبه إليه المقري "نفح الطيب: ج2, صـ 242".
- أعيان الأعيان:
نسبه إليه المقري "نفح الطيب: ج2، صـ 242".
- فهرست شيوخه:
ألف أبو بكر بن العربي كتابًا ترجم فيه لشيوخه، سماه تلميذه أبو بكر بن خير الأشبيلي "بكتاب فيه جملة من شيوخ الحافظ أبي بكر بن العربي", وذكر أنهم واحد وأربعون رجلًا, خرَّج عن كل واحد منهم حديثًا، وأنه قرأه عليه "فهرست ما رواه عن شيوخه: صـ 166".
وأخيرًا فإن أبا بكر ذكر أن له كتابًا يسمى "بالأمالي" ذكر لك في كتاب "سراج المريدين: ورقة 97".
وذكره أيضًا في كتاب "العواصم من القواصم: صـ 176", من طبعة د. عمار طالبي, وإن كان ذكره له في العواصم من القواصم قرن به "أنوار الفجر", وأغلب الظن أنه ليس كتابًا مستقلًا, وإنما هو عبارة عن أماليه عامة بما في ذلك أغلب كتبه التي كان يمليها.
وذكر أبو بكر بن العربي أن له كتابًا سماه "بالعوض المحمود", غير أن هذا الكتاب محير لا نعرف أين نضعه غير أنه أشار إلى أنه تحدث فيه عن مسألة الرؤيا, وبين اسم جزء من أجزاء هذا الكتاب وسماه "محاسن الإنسان", انظر "عارضة الأحوذي: 130،123/911", فلعله أن يكون في الأخلاق.
وفاته:
أتاه أجله "بمغيلة" قرب مدينة "فاس" في ربيع الأول سنة 543 هـ, ودفن في "فاس" خارج باب المحروق، على مسيرة يوم من "فاس" غربًا منها.
وصلى عليه صاحبه أبو الحكم بن حجاج، ودفن يوم الأحد 7 ربيع الأول سنة 453 هـ.
وبموته انطفأت شعلة من الذكاء متقدة، وأفل نجم طلعة متوثبة، وسكنت روح ذات طموح غالب، وخمد ذهن نافذ كان ينير للناس ظلمات حالكة، ويذهب بإشكالات معضلة.
وفاضت نفس تواقة إلى تحقيق العدل، وإشاعة مبادئ الأخلاق والدين في الواقع الاجتماعي، وإلى بث الروح العلمية النافذة الفاحصة، وإلى تكوين جيل جديد على أسس تربوية جديدة.
أقبل صاحب هذه الروح من المشرق ليغرسها في المغرب، وكفاه أنه ما فارق الوجود حتى بذل جهده، وحقق بعض الذي كان يتوق إليه.