وليد محمد العلي
هو الأستاذ الدكتور وليد محمد عبدالله محمد العلي.
ولد الشيخ ـ رحمه الله ـ في يوم الخميس 4 صفر 1393هـ ـ 8 مارس 1973م في بيت جده عبدالله بمنطقة الصليبخات بدولة الكويت.
ودرس مراحل التعليم الأولى والثانية في منطقة الصليبخات، وأما السنة الأخيرة من المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية فدرسها بمنطقة صباح السالم.
تخرج من الثانوية العامة من القسم العلمي قبل الغزو العراقي على دولة الكويت، وقد حصل على القبول بقسم الكيمياء كلية العلوم بجامعة الكويت، ثم قدر الله أن حصل الغزو العراقي على دولة الكويت.
الدراسة الجامعية
بعد تحرير الكويت سعى الشيخ عبدالسلام الفيلكاوي في حصول الشيخ وليد على القبول في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، حيث التحق بكلية القرآن الكريم، وتخرج منها خلال أربع سنوات، حيث أتم الدراسة متفوقا، ويعد أول من تخرج من هذه الكلية من أبناء الكويت.
وسجل بعدها في قسم التفسير في مرحلة الماجستير إلا أن اغلاق القسم في الجامعة الإسلامية حال دون ذلك، فالتحق بقسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين.
وقد حصل الشيخ ـ رحمه الله ـ في عام 1416 ـ 1995م على بعثة دراسة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت وعين معيدا فيها.
ولجده وتميزه نال درجة الماجستير بتفوق، وقد رشح من قبل الجامعة الإسلامية لجائزة المدينة المنورة في مجال النبوغ والتفوق الدراسي، وقد تسلمها من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ أمير منطقة المدينة المنورة.
وقبل بعدها في مرحلة الدكتوراه في الجامعة الإسلامية حيث حصل منها على درجة العالمية العالية ـ الدكتوراه ـ بدرجة ممتاز مرتفع، وكان ذلك في رجب 1424 هـ، سبتمبر 2003 م.
وقد تتلمذ ـ رحمه الله ـ على عدد كبير من العلماء في المدينة النبوية أثناء تحصيله العلمي.
الحياة العملية
بعد حصول الشيخ وليد العلي ـ رحمه الله ـ على درجة الدكتوراه عاد إلى الكويت ليلتحق بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في رجب 1424هـ ـ سبتمبر 2003 م، للتدريس فيها.
وفي شوال 1424هـ ـ 2003م صدر قرار وزاري بتكليف الشيخ وليد العلي ـ رحمه الله ـ أن يكون إماما وخطيبا لمسجد الدولة الكبير، ويعد الشيخ وليد أول إمام وخطيب كويتي رسمي تسند له هذه المهمة.
وكان للشيخ ـ رحمه الله ـ جهود كبيرة في مسجد الدولة الكبير، حيث كان له جهد في تدريس القرآن الكريم والعلوم الشرعية المختلفة، ومن أنشطته ـ رحمه الله ـ أنه كان مديرا لمشروع قراءة الكتب السبعة، ومجالس قراءة كتب السنة، وغيرها من المناشط التي كان لها الأثر الكبير في إحياء الحركة العلمية.
وقد ختم عليه عدد من طلبة العلم القرآن الكريم كاملا، ومنهم الشيخ القاضي فهد بن عبدالمحسن الحسيني ـ رحمه الله ـ، والشيخ إبراهيم بن عبدالله الجامع والشيخ عيسى بن صلاح العنزي.
عين ـ رحمه الله - عميدا مساعدا للأبحاث والاستشارات والتدريب في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت.
الدعوة إلى الله تعالى
حبب للشيخ ـ رحمه الله ـ مجال الدعوة الى الله تعالى، ويعود الفضل بعد فضل الله تعالى عليه في هذا الأمر لفضيلة الشيخ أ. د. محمد بن خليفة التميمي، فكانت أول سفرة دعوية للشيخ ـ رحمه الله ـ في عام 1417 ـ 1996م إلى إندونيسيا لمدة ثلاثة أسابيع.
ثم تتالت السفرات الدعوية إلى تايلند وكمبوديا والفلبين، وشرق أسيا وأفريقيا.
علاقته بالعلماء وطلبة العلم في مملكة البحرين
كان للشيخ وليد العلي رحمه الله زيارات متعددة للبحرين، علمية ودعويه، وتربط الشيخ علاقات متميزة مع العلماء وطلبة العلم في مملكة البحرين، ممن زامله أو التقى به، وقد شارك رحمه الله في مناشط متعددة خلال زياراته منها: ملتقى ربيع الايمان، والتقى أيضا ببعض طلبة البحرين الدراسين بكلية الشريعة في جامعة الكويت في هذه الزيارات.
ولقد ألتقيته ـ رحمه الله تعالى ـ قبل أشهر في الرياض، فكان يثني على طلبة البحرين الدارسين في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، وبعد رحيله ـ رحمه الله ـ استشعرت مرارة الفقد في كلمات كثير منهم ـ رحمه الله ـ.
مؤلفاته:
للشيخ د. وليد العلي عدد من المؤلفات منها:
ـ كتاب: جهود الإمام ابن القيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات ـ رسالة الدكتورا ـ.
ـ كتاب: دوحة عقدية وروضة فكرية.
ـ كتاب: الإمام ابن القيم الجوزية كلمات من وحي قلمه.
ـ تحقيق: كتاب الذخائر بشرح منظومة الكبائر- للعلامة شمس الدين السفاريني.
ـ تحقيق عدد من الكتب من سلسلة لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام.
بالإضافة لعدد كبير من الأبحاث المحكمة المنشور فاقت 55 بحثا، ومشاركات متعددة في المؤتمرات والندوات العلمية داخل وخارج الكويت.
ومن العجيب في جده ومثابرته تنظيمه لوقته وحرصه الشديد عليه، وتشهد على ذلك كثير من مصنفاته والتي يختم بها مكان الانتهاء من تحقيقها أو تصنيفها أو مراجعتها، فكثير من المصنفات ينتهي منها في سفراته الدعوية إما في الطائرة أو الباخرة أو في البلاد المتعددة التي يزورها في سبيل الدعوة إلى الله تعالى.
استشهاده ـ رحمه الله ـ:
بعد نهاية الفصل الصيفي بجامعة الكويت لهذا العام كان الشيخ ـ رحمه الله ـ قد تجهز لسفرة دعوية علمية في بعض البلدان، وقد حرص ـ رحمه الله ـ ألا يؤجل أي أمر متعلق بالطلبة إلى الفصل الأول، فأنهى كل ما يتعلق بهم، وحرص ألا يؤجل شيء من أمرهم.