عبدالعزيز بن صالح المرشد

المملكة العربية السعودية

اسمه ونسبه:

هـو ذلك العالم الجليل والمربي الفاضل والقدوة الصالحة والطود الشامخ في العلم والزهد والصدق والإخلاص والتواضع والورع والفتوى والذي أجمعت عليه قلوب العامة والخاصة من أهل نجد على قبوله، الشيخ عبدالعزيز بن صالح المرشد من الجميلات من قبيلة عنزة العريقة المشهورة.


مولده ونشأته:

ولد رحمه الله في مدينة الرياض عام ١٣١٣هـ، في بيئة علمية طاهـرة نقية فنشأ نشأة صالحة، شرع في طلب العلم بعد العاشرة من عمره ودخل كتابًا في مدينة الرياض عند فضيلة المقرئ الشيخ عبدالعزيز بن مفيريج تعلم عنده وحفظ عليه القرآن، وكان من زملائه المقربين في الطلب سماحة الشيخ العَّلامة محمد بن ابراهيم بن آل الشيخ (١٣٨٩هـ).

تعلم وقرأ على عدد من العلماء منهـم:

- الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ.
- الشيخ ابراهـيم بن عبداللطيف آل الشيخ.
- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق.
- الشيخ سليمان بن سمحان.
- الشيخ محمد بن محمود.
- الشيخ حمد بن فارس.

رفض الشيخ لـ تولي القضاء:
عُرض عليه من الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ، ومن غيره تولي القضاء مررًا فرفض ورعًا وخوفًا من التبعات.

دروسه العلمية:

تفرغ لـ التعليم وبذل نفسه ووقته للتدريس في مسجده وفي منزله العامر فتتابع عليه الناس افواجًا، وكان في كل يوم يستقبل طلبة العلم في بيته بعد صلاة المغرب لـ القراءة عليه في بعض كُتب التوحيد، والشيخ عبدالرحمن بن مقيرن من أكثر من قرأ عليه ويذكر معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، إن من أكثر الكُتب التي كانت تقرأ على الشيخ كتاب مجموعة التوحيد وكتب الإمام محمد بن عبدالوهاب، وغيرهـا من كُتب أئمة الدعوة النجدية.

مكتبته النفيسة:

كانت له مكتبة تحتوي على نفائس المخطوطات النادرة والكتب القيمة جمعها شرقًا وغربًا،وتحتوي على كنوز من المعرفةوالعلم والعلوم لاتقدر بثمن.

تلاميذه وطلابه كُثر ولكن أبرزههم:

- سماحة الشيخ المفتي عبدالعزيز آل الشيخ.
- الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ.
- الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي.
- الشيخ سلطان بن عبدالرحمن العيد.
- الشيخ عبدالرحمن بن مقيرن.
- الشيخ عبدالله بن صالح العبيد.
وغيرهـم خلق كثير جدًا..

أبناؤه الذكور:

- عبدالرحمن
- عبدالله
- أحمد
- إبراهيم
- صالح
- موسى

لمحات عنه رحمه الله:

أولًا: تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع ورحابة الصدر وقول الحق والعمل لمصلحة المسلمين، والنصح لخاصتهم وعامتهم.

ثانيًا: انتفاع الكثيرين بعلمه تدريسًا وإفتاءً.

ثالثًا : إلقائه المحاضرات العامة النافعة.

رابعًا: اتباعه أسلوبًا متميزًا في الدعوة إلى الله  بالموعظة الحسنة وتقديمه مثلًا حيًا لمنهـج السلف الصالح فكرًا وسلوكًا.

علمه وفضله:

كان رحمه الله- على جانب عظيم من العلم بشريعة الله سبحانه وتعالى عمر حياته كلها في سبيل العلم وتحصيله ومن ثمتعليمه ونشره بين الناس يتمسك بصحة الدليل وصواب التعليل كما كان حريصًا أشد الحرص على التقيد بما كان عليهالسلف الصالح في الاعتقاد علمًا وعملًا ودعوة وسلوكًا فكانت أعماله العلمية ونهجه الدعوي كلاهما على ذلك النهج السليم.

ملامح عن مناقبه وصفاته الشخصية:

كان الشيخ رحمه الله تعالى قدوة صالحة ونموذجًا حيًا فلم يكن علمه مجرد دروس ومحاضرات تلقى على أسماع الطلبةوإنما كان مثالًا يحتذى في علمه وتواضعه وحلمه وزهده ونبل أخلاقه تميز بالحلم والصبروالجلد والجدية في طلب العلم وتعليمه وتنظيم وقته والحفاظ على كل لحظة من عمره كان بعيدًا عن التكلف كان قمة في التواضع والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة وقدوة عمله وتعبده وزهده وورعه وكان بوجهه البشوش اجتماعيًا يخالط الناس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى قلوبهم، كان رحمه الله عطوفًا مع الشباب يستمع إليهم ويناقشهم ويمنحهم الوعظ والتوجيه بكل لين وأدب، كان حريصًا على تطبيق السنة في جميع أموره. 

ومن ورعه أنه كان كثير التثبت فيما يفتي ولا يتسرع في الفتوى قبل أن يظهر له الدليل فكان إذا أشكل عليه أمر من أمورالفتوى يقول انتظر حتى أتأمل المسألة، وغير ذلك من العبارات التي توحي بورعه وحرصه على التحريرات الدقيقة للمسائل الفقهية، وأعطاه الله جَلَدًا وصبرًا على التعليم، فلا يمل مهما طال المجلس، ذو غيرة على محارم الله، لا تأخذه في الله لومة لائم.

مما قاله الناس عنه بعد وفاته:

قال الأستاذ ثنيان بن فهد آل ثنيان: (كان الشيخ عبد العزيز بن مرشد من العلماء الذين تفقهوا في العلم، وهو من زملاءالشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، درسا سويًاوسنهما متقارب، وحينما بلغ من العلم ما بلغ طلب منه ولاية القضاءكغيره العلماء الأفاضل، ولكنه رفض وهذا الرفض منه كله من الورع ومخافة الله  تعالى، وقد كان من الزاهدين الذين لايميلون إلى حطام الدنيا، وهؤلاء شهود الله تعالى في أرضه من المواطنين عندما بلغهم خبر وفاته، توافدوا من كل مكان،وامتلأ جامع الإمام تركي، كما امتلأت ساحة العدل وما جاورها بالمصلين والمشيعين، وضاقت بهم الشوارع، وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يباهي المنحرفين عن السنة بالجنائز).

وقال فضيلة الشيخ حسن بن عبد الرحمن آل الشيخ: (كان الشيخ عبد العزيز من الدعاة إلى الله تعالى وإلى توحيده وعبادته، كما بذل نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، كما عمر أوقاته بالعلم تعلمًاوتعليما، فقد كان بيته مدرسة كأنها جامعة إسلامية تخرج منها على يديه عدد كبيرمن العلماء، يعلم فيها التوحيد والتفسير والحديث والفقه والفرائض وغير ذلك من العلوم النافعة).

وقال الشيخ أحمد بن ربيعة بن سلمة: (لقد فقدت البلاد رجل العلم والدين الشيخ الورع عبد العزيز بن مرشد، وكان كلفه الملك عبد العزيز الله بالحسبة فقام بهاخير قیام، بحكمة وحنكة وصبر وتحمل، فكان الإمام عبد العزيز يقبل منه النصائح؛ لما يعلمه من دينه و تقاه، ولمايعلمهأيضا عنه من تضح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. وكان هذا المنصب لم يشغله عن التدريس إفادة الطالبين، فكان يدرس في المسجد وفي منزله، ويفتي في أي مكان يسأل فيه). 

قال عنه سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ -عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ- حفظه الله: (هذا رجل من خيار الأمة، رجل صالح تقي ولا أزكي على الله أحد، عاشر الشيخ عبدالله بن عبداللطيف، ورجل فاضل ذورأي سديد وعلم غزيز في العقيدة وخصوصًا اللغة العربية لأنه تعلم على الشيخ حمد بن فارس اللغة حتى انه قال امرنا الشيخ حمد بن فارس بإعراب القرآن الكريم كاملًا...).

يقول الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: (حدثني الشيخ عبدالعزيز بن صالح المرشد أنه أستأجر هـو والشيخ محمد بن إبراهيم بيتًا صغيرًا في شبابهما وضعا فيه كتبهما، استأجراه للتفرغ للمطالعة فيه فكان يأويان إليه يحفظان ويدرسان ويتذاكران..).

قال عنه الشيخ الدكتور صالح العصيمي في تعليقه على الوصية: (كان شيخنا العلامة عبدالعزيز بن مرشد عليه رحمة الله قد توفي عن أربع سنوات بعد المائة، وبقي إلى آخر عمره ممتعًا بعقله وعلمه وحفظه، حتى أنه في يوم موته قد درس كتاب أحكام القرآن لابن العربي بعد صلاة العصر، ثم تجهز بعد ذلك لصلاة المغرب فوافته المنية قبلها، ووقف الدرس حينها على قوله تعالى: ﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَه سَلَامٌ ﴾ [الأحزاب: ٤٤].

وفاته:

فُجعت البلاد بوفاته يوم الأربعاء الموافق ١٤١٧/٢/١٠هـ عن عمر يناهز (١٠٤ سنة) قضاها في طلب العلم والتعليم والعبادة فكانت صدمة عنيفة لمحبيه ومقدري فضله وعلمه وما أكثرهم.. وقد رثاه كثيرٌ من العلماء وكَتبت عنه المجلات والصحف المحلية.