سعيد محمد نور
اسمه و نشأته:
سعيد محمد نور قارئ قرآن سوداني من جزيرة بنا، هاجر من السودان إلى مصر واستقر بالكويت في مطلع الثمانينات هجرية، سجلت له اذاعة الكويت عدداً من السور بصوته العذب، وكانت تذيع له مرة من كل أسبوع عند الفجر بعض الآيات، قضى الشيخ سعيد بقية حياته بالكويت حتى أختاره الله لجواره.
كان في جامع الخازندار بحي شبرا بمدينة القاهرة يقرأ القرآن بطريقة غريبةٍ كلها شجن تستدر الدموع من العيون التي لم تعرف طعم الدموع قط، روى عنه معاصروه الكثير، وقيل عنه: أن سائقي ترام شارع شبرا كانوا يتوقفون عند سماعهم لصوت الشيخ سعيد واستجابة للركاب أيضًا كما كان مصرًا على ألا يقرأ في استوديوهات الإذاعة أو تسجل له.
وبالرغم من أن الرجل لم يقرأ في الإذاعة إلا مرة واحدة، إلا أنه يتمتع بشهرة تفوق شهرة بعض قراء الإذاعة وسر شهرة الشيخ سعيد أنه يقرأ القرآن بطريقة تختلف عن الطريقة المعروفة وطريقة القراءات. وبهذه الطريقة نفسها كان يقرأ قارئ آخر من قبل هو الشيخ محمود البربري، وتسري بين العامة شائعة أن هذه الطريقة هي وحدها الطريقة الشرعية التي يرضاها المحافظون، المهم أن الطريقة التي يقرأ بها الشيخ سعيد محمد نور طريقةً عجيبةً تثير في نفوس الناس عواطف شتى من الطرب والخشوع والإيمان، وأيضا تستدر من عيونهم الدموع الحزينة.
والمحطة الوحيدة التي تذيع له هي إذاعة المملكة العربية السعودية.
أما بالنسبة لسكان مصر فلم يعرف عن الشيخ سعيد أبدًا أنه حدد أجرًا له، وهو يتناول الأجر الذي يدفعه صاحب الليلة دون نقاش، وتتعصب لصوت الشيخ محافظات بأكملها وعلى رأسها جميعًا محافظة المنوفية، ولعل السبب يرجع إلى أن أغلب سكان شبرا -حي الشيخ سعيد- من قرى المنوفية.
مشائخه:
هوايته الوحيدة فكانت سماع الإسطوانات القليلة الباقية للشيخ محمود البربري. وقد قرأ الشيخ مع المشايخ الكبار، قرأ مع الشيخ علي محمود والشيخ محمد رفعت ويستمع الشيخ سعيد لصوت الشيخ رفعت ويُفضله على كل الأصوات.
أعماله و مناصبه:
وقبل خمسين عامًا قصد الشيخ سعيد محمد نور الديار الحجازية لأداء فريضة الحج، وقبل أن تحط الباخرة التي تقله رصيف ميناء جدة وصلت أخبار وصوله إذاعة جدة أول إذاعة سعودية والتي أنشئت سنة 1368هـ فكان لها النصيب الأكبر في تسجيل قراءات له، فقد قام بتسجيل سورة مريم وطه والحديد والتكوير على أشرطة سلك قبل ظهور أشرطة الريل، ولاقت تلك التسجيلات استحسان الكثيرين من المسلمين حتى أن المديرية العامة للإذاعة آنذاك (وزارة الإعلام حاليًا) كانت تسجل آلاف النسخ من تلك التسجيلات وتقدمها لضيوف الرحمن من الوزراء والرؤساء والإذاعات الإسلامية، وكان الملك عبدالعزيز من أشد المعجبين بتلاوات الشيخ سعيد، فعرض عليه البقاء بالديار المقدسة لكن الشيخ سعيد اعتذر لظروف خاصة، لكن محبة السعوديين للشيخ لا تزال باقية في قلوب الكثيرين منذ خمسين عامًا.
وقد هاجر الشيخ سعيد نور من مصر واستقر في الكويت في مطلع الثمانينات هجرية وسجلت إذاعة الكويت للقرآن الكريم بصوت الشيخ سعيد وتذيع له مرة كل أسبوع في فترة الفجر وقضى الشيخ سعيد بقية حياته في الكويت.
وفاته:
توفي في منتصف الثمانينات الهجرية ولكنه ترك ثروة روحية غالية بتسجيلاته للقرآن الكريم، ولكن لسوء الحظ كانت أشرطته ضمن الأشرطة التي اختفت من أرشيف الإذاعة خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت.
وبعد وفاة الشيخ بعث أبنائه بأكثر من مائة تسجيل للشيخ سعيد لإذاعة جدة وتم إدراجها ضمن القراءات المذاعة وكانت تلك التلاوات تم تسجيلها من داخل جامع الخازندارة بمصر وتاريخ تسجيلها يعود لأكثر من خمسين عامًا. قال البعض أن هذا الشيخ هو مِن أفضل مَن قرأ في عصرنا الحديث، وقال البعض الآخر هو الأفضل وزعم اخرون أنه هو صاحب أصح قراءة للقرآن.