حكم سجود التلاوة للإمام في الصلاة السرية، وأثناء قيادة السيارة - ابن عثيمين رحمه الله
السؤال: ما الذي يشترط في سجود التلاوة للإمام في الصلاة غير الجهرية، وما الذي يشترط في سجود التلاوة للمنفرد في الصلاة الجهرية، وما الذي يشترط في سجود التلاوة، للذي يركب السيارة، أو يمشي في طريقه؟
الجواب: سجود التلاوة هو السجود الذي سببه تلاوة القرآن، وسجدات القرآن معلومة -والحمد لله- ومشار إليها في المصاحف، فإذا مر الإنسان بآية فيها سجدة، فإنه يسن له أن يسجد اتباعاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولخلفائه الراشدين، وفي الصحيح: (أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يخطب الناس يوم الجمعة على المنبر، فمر بآية السجدة التي في سورة النحل، فنزل وسجد وسجد الناس معه، وفي الجمعة الأخرى، قرأها فمر بآية السجدة، فلم يسجد، وقال: إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء) فسجود التلاوة سنة، متى مر الإنسان بآية سجدة في أي وقت من ليل، أو نهار، فإنه يسجد، ولكنه يكبر إذا سجد، ولا يكبر إذا رفع، ولا يسلم؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل حتى التكبير إذا سجد فيه نظر، ولهذا قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: لا يكبر للسجود ولا للرفع من السجود، ولا يسلم.
ولكن ينبغي أن يكبر للسجود لحديث ورد في ذلك، يكبر للسجود لا للقيام من السجود ما لم يكن في صلاة، فإذا كان في صلاة، فليكبر إذا سجد وإذا رفع.
أما سؤال الأخ عن قراءة الإمام آية السجدة في الصلاة السرية فقد قال العلماء: لا ينبغي للإمام أن يقرأ بآية سجدة في الصلاة السرية؛ لأنه بين أمرين:
الأول: إما أن يسجد فيشوش على المأمومين، لاسيما إذا كان المسجد واسعاً والمأمومون كثيرون، فإنه يشوش على من وراءه.
الثاني: ألا يسجد فيكون قد ترك مسنوناً، فالأفضل للإمام ألا يقرأ آية سجدة في صلاة سرية، ولكن لو قرأها، فلا بأس؛ إلا أنه في هذه الحالة ينبغي أن يشعر المأمومين، بأن هذا سجود وليس بركوع بأن يرفع صوته بآية السجدة، حتى يعرف الناس أنه ساجد لا راكع، وأما قراءة المنفرد لها، فالذي يصلي منفرداً، فإنه يسجد سواء في صلاة سرية، أو صلاة جهرية.
وأما الذي يقرأها في السيارة، فإنه يسجد أيضاً بالإيماء ما لم يكن سائق السيارة، فإن كان سائق السيارة، فلا يسجد؛ لأنه إذا سجد انشغل عن ملاحظة السير ، وألقى بنفسه إلى التهلكة.