هل وصلنا لزمن الغربة في الإسلام؟ - فضيلة الشيخ الدكتور عثمان بن محمد الخميس


السؤال: كيف يمكن الجمع بين أحاديث انتشار الإسلام ونصرته وتمكينه؛ "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق"، وبين أحاديث "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً" و"القابض على دينه كالقابض على الجمر"، وهل يمكن القول بأننا الآن في زمن الغربة؟
 
الجواب: لا، ما وصلنا إلى زمن الغربة إلى الآن أبداً، الأمور طيبة إن شاء الله تعالى، والناس فيها خير، خير كثير، له الحمد والمنّة، ولم نصل إلى أن "القابض على دينه كالقابض على الجمر"، إن شاء الله تعالى، ليس بعد، وأما قضية أن "لا تزال طائفة"، الطائفة هذه قد تقل وتكثر لكن موجودة، نعم قد يكون في حالة ضعف المسلمين، الطائفة قليلة موجودة، لا تزال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تقوم الساعة، أبداً، واختلف أهل العلم في معنى "حتى تقوم الساعة"، هل المقصود ساعتهم؟ يعني حتى يموتوا هم عندما تخرج الريح الطيبة فتقبض أرواح المؤمنين، أو تقوم الساعة الذي هو يوم القيامة، والظاهر لا؛ ساعتهم، لأن الساعة لا تقوم إلا على لُكع ابن لُكع ابن لُكع، فسّرها أهلُ العلمِ: إلا على كافر ابن كافر ابن كافر؛ يعني أجيال تكون كافرة، وهؤلاء شرار الخلقِ هم الذين تقوم عليهم الساعة، فالقصد أن الطائفة موجودة وإن قلّت، لكن موجودة، لا تزال هذه الطائفة، وهي ظاهرة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية؛ ظاهرة بالسيف والسنان وظاهرة بالحجة والبرهان، يعني يكون ظهورها بقوة السيف وأحياناً قوة المحّاجة والبيان، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم.