واجب من ينتسب إلى البيت النبوي الطاهر


 

د . محمد علي البار

الأمـــام عــلي الــرضا

ورسالته في الطب النبوي


الرسالة الذهبية
أول رسالة في الطب النبوي



ص 65 – 66 67

 

 

 


واجب من ينتسب إلى البيت النبوي الطاهر :


ومن كانت ينتسب إلى هذا البيت الطاهر فعليه يعرف قدر هذا النسب الشريف وهو أولى الناس بإتباع جده المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة سيدة نساء العالمين والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة في الجنة .. فإذا كان كذلك كان جديراً بهذا الشرف ، وإن كان لا يوقر هذا النسب ولا يقوم بما يجب عليه من أمور الدين بل تراه معرضاً عنه متولياً الكفار متتبعاً لسننهم فهو أولى بأبي لهب والعياذ بالله .


ولا شك أن هذا النسب الشريف يحتاج إلى مزيد عمل وإلا فهو عليه وبال . قال تعالى : ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ, مٌّبَيِّنَةٍ, يُضَاعَف لَهَا العَذَابُ ضِعفَينِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً وَمَن يَقنُت مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعمَل صَالِحاً نٌّؤتِهَا أَجرَهَا مَرَّتَينِ وَأَعتَدنَا لَهَا رِزقاً كَرِيماً يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ, مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ فَلَا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولاً مَّعرُوفاً ) (الأحزاب 30-32) .


ومكانة آل البيت من الخصوصية مثل مكانة نساء النبي ، فإن مسؤوليتهم عظيمة وواجباتهم كبيرة فليتقوا الله وليقولوا سديداً .. وليقتدوا بسلفهم في العمل الصالح والتواضع الجم والإخبات والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى .. فإن لم يقتدوا بسلفهم فما أبعدهم عن الحق والنهج القويم .


وذكر الإمام ابن تيمية في رسالته فضل أهل البيت وحقوقهم بعد أن أورد الآيات في سورة الأحزاب المذكورة أعلاه ومعها آية التطهير ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) قال : \" ولأجل كا دلت عليه هذه الآيات من مضاعفة للأجور والوزر ، بلغنا عن الإمام علي بن الحسين ، زين العابدين وقرة عين الإسلام أنه قال : \" إني لأرجو أن يعطي الله للمحسن منا أجرين ، وأخاف أن يجعل على المسيء منا وزرين \" .


ومن كان من آل البيت مقصراًَ فعليه المبادرة بالتشمير والعمل والاقتداء بجده المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلفه الصالح .. ومع هذا فينبغي توقيره مراعاة للنسب الشريف والنصح له ومودته في الله .. ومن تجاوز عن حق من حقوقه لهم فله بذلك الأجر والمثوبة عند الله والرسول صلى الله عليه وسلم يكافئه يوم القيامة ، أما الحقوق إذا وصلت إلى القضاء فلا يتهاون بها بل يقام العدل . وكذلك الحدود فلا تترك لشريف أو غيره .


وقد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كلمه حبه وابن أسامة بن زيد رضي الله عنهما في شأن المخزومية التي سرقت وقال : إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الشريف وتركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد .. والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها \" أو كما قال .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply