ظاهرة تصوير النساء في الصحف واستنكار خادم الحرمين لذلك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن من المظاهر السيئة والفتنة العظيمة ظاهرة تصوير النساء على صفحات الجرائد، لما في ذلك من الشرور والمفاسد العظيمة وضياع الحياء والحشمة اللتين كرم الله بهما المرأة المسلمة وصان بهما عرضهاº فالله - جل وعلا - أمر المرأة المسلمة بالحجاب الساتر، قال - تعالى -:{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} الأحزاب: 59<.

 

والجلابيب جمع جلباب، وهو الجلال الكبير الذي تجعله المرأة فوق ثيابها ليضفي على جسمها ويغطي ما تحته من زينة الثياب، وما قد يظهر من أطرافها خلال تحركاتها، فأمرت أن تضفي من هذا الجلباب على وجهها خلال بروزها للرجال لتعرف بذلك عفتها فلا يطمع بها الفاسق ولا يلاحقها أهل النفاق.

ولم يبح لها إظهار وجهها إلا لزوجها ومحارمها وللنساء اللواتي هن مثلها أو لخاطبها من أجل أن يتأكد من صلاحيتها له فيتقدم للتزوج بها أو يتركها.

وهذا مما ميز الله به المرأة المسلمة عن غيرها من النساء الكافرات، فلا يستمتع بجمالها إلا زوجها، ولكن في وقتنا الحاضر ابتلينا بدعاة فتنة ينكرون الحجاب ويدعون النساء إلى البروز بزينتهن وجمالهن أمام الرجال، فتأثر بدعوتهم الخبيثة بعض النساء الجاهلات ضعيفات الإيمان فصرن يبرزن سافرات في مجامع الرجال وأمام الكاميرات وعلى الشاشات التلفزيونية والفضائية وتظهر صورهن على صفحات الجرائد متحديات بذلك أوامر الله وأوامر رسوله-  صلى الله عليه وسلم - غير مباليات بما يترتب على هذا التصرف من الأضرار الفادحة التي تلحقهن وتلحق المجتمعº مما أثار غيرة خادم الحرمين - حفظه الله - وذلك حينما استنكر هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا في مقابلته مع الصحفيين، حيث قال لهم: أيرضى ذلك أحدكم لزوجته أو لأمه أو لبنته أو لأخته.

إنه - حفظه الله - يستثير بذلك غيرة الصحفيين على محارمهم ومحارم المسلمين، ولاشك أن أحداً من هؤلاء الصحفيين لا يرضى بذلك، وهم أبناء المسلمين وبلادهم بلاد الإسلام ومهبط الوحي وفيها قبلة المسلمين، فهي بلاد لها وزنها في العالم وأهلها يمتازون عن غيرهم بأنهم في مركز العالم الإسلامي، وهم محل القدوة ومسؤوليتهم أعظم من مسؤولية غيرهمº لأن الرسول منهم والقرآن نزل بلغتهم وبلادهم بلاد الحرمين الشريفين، قال الله - تعالى -لنبيه - صلى الله عليه وسلم - منبهاً له ولأمته على عظم مسؤوليتهم نحو القرآن: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}>الزخرف: 44<º أي أن القرآن الكريم شرف لك ولقومك العرب، خصوصاً من هم في جزيرة العرب وفي بلاد الحرمين، وسوف يسألكم الله يوم القيامة عن تعاملكم مع هذا القرآن.

وقال - تعالى -:{لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون} >الأنبياء: 01<.

إنه يجب على رجال الصحافة في البلاد أن يعوا هذه المسؤولية في صحفهم وما يصدر فيها، وأن يحافظوا على شرف المسلمين في نسائهم، وأن تكون صحفهم على مستوى المسؤولية والمثالية، ويجب على نساء المسلمين كذلك أن يتميزن عن غيرهن بالمحافظة على كرامتهن وصيانتهن ويتجنبن الظهور بالمظاهر المخلة بالحياء والصيانة، فلا يخرجن سافرات ولا يسمحن بظهور صورهن في الصحف والقنواتº لأنهن يمثلن نساء المسلمين، فيقتدي بهن غيرهن، فإذا كن قدوة سيئة تحملن أوزارهن وأوزار من اقتدى بهن.

وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاة والإصلاح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply