الإخلاص


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يقول الله - تعالى-: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ))[البينة 5]، ويقول - سبحانه-: (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ))[الأنعام 162- 163]، وقال - عز وجل -: ((إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص...))[الزمر 2 - 3].

وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه))[حديث متفق عليه في الصحيحين البخاري ومسلم].

ويرحم الله الفضيل بن عياض: أدركنا الناس وهم يراءون بما يعملون، فصاروا الآن يراءون بما لا يعملون.

ويقول أيضاً: إذا كان يسأل الصادقين عن صدقهم مثل: إسماعيل، وعيسى - عليهما الصلاة والسلام -، فكيف بالكذابين أمثالنا.

يا إخوتاه الإخلاص مسك القلب، وماء حياته، ومدار الفلاح كله عليه.

ومن وجد الله فماذا فقد؟!! ومن فقد الله فماذا وجد؟!!

واعلم يا أخي أن حفظ القلب من الخيانة والحقد إنما هو بالإخلاص فعن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في حجة الوداع: (نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث لا يغلّ عليهن - أي لا يدخله حقد - قلب إمريء مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فان دعاءهم يحيط من ورائهم )[حديث صحيح صححه الألباني في صحيح الترغيب 1 / 5].

واعلم أيضاً أن الأمة تحفظ وتنصر بإخلاص رجالها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم )[حديث صحيح صححه الألباني في صحيح الترغيب 1 / 6].

وعن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بشّر هذه الأمة بالسناء والدين، والرفعة والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب)[حديث صحيح صححه الألباني في صحيح الترغيب 1 / 15- 16].

فاعقل يا أخي درجتك عند الله، ولا تزهو عند الخلق، وجوهرك جوهر الفضائح، وسيماك سيم الأبرار، وعد نفسك مع أنفس الكذابين، وروحك مع أرواح الهلكى، وبدنك مع أبدان المذنبين، فاقبل على تعلم الإخلاص، فوالله إن علمه خير العلم، وفقهه كل الفقه، ولا نجاة و لا فقه إلا مع سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرة السلف الصالح. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply