تأسيس مسجد قباء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

النزول بقباء

قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عويمر بن ساعدة قال حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم –

قالوا: لما سمعنا بمخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة، وتوكفنا قدومه كنا نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال فإذا لم نجد ظلا دخلنا، وذلك في أيام حارة.

 

حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلسنا كما كنا نجلس حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا، وقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخلنا البيوت فكان أول من رآه رجل من اليهود، وقد رأى ما كنا نصنع وأنا ننتظر قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علينا، فصرخ بأعلى صوته يا بني قيبلة هذا جدكم قد جاء. قال فخرجنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في ظل نخلة، ومعه أبو بكر - رضي الله عنه - في مثل سنه وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك وركبه الناس وما يعرفونه من أبي بكر، حتى زال الظل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام أبو بكر فأظله بردائه فعرفناه عند ذلك.

فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده.

ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة. وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك فالله أعلم أي ذلك كان. فأدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي، وادي رانوناء، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة.

 

تأسيس مسجد قباء

أسسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبني عمرو بن عوف ثم انتقل إلى المدينة، وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا في قبلته ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في البنيان. في الخطابي عن الشموس بنت النعمان [بن عامر بن مجمع الأنصارية] قالت كان النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره يقال صهره وأصهره إذا ألصقه بالشيء ومنه اشتقاق الصهر في القرابة وهذا المسجد أول مسجد بني في الإسلام وفي أهله نزلت فيه رجال يحبون أن يتطهروا [التوبة 108] فهو على هذا المسجد الذي أسس على التقوى، وإن كان قد روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال هو مسجدي هذا وفي رواية أخرى قال وفي الآخر خير كثير وقد قال لبني عمرو بن عوف حين نزلت لمسجد أسس على التقوى، ما الطهور الذي أثنى الله به عليكم؟ فذكروا له الاستنجاء بالماء بعد الاستجمار بالحجر فقال هو ذاكم فعليكموه وليس بين الحديثين تعارض كلاهما أسس على التقوى، غير أن قوله - سبحانه - من أول يوم يقتضي مسجد قباء لأن تأسيسه كان في أول يوم من حلول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار معجزته والبلد الذي هو مهاجره.

 

متى قدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - المدينة؟

كان قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة من ربيع الأول وفي شهر أيلول من شهور العجم، وقال غير ابن إسحاق قدمها لثمان خلون من ربيع الأول وقال ابن الكلبي خرج من الغار يوم الاثنين أول يوم من ربيع الأول ودخل المدينة يوم الجمعة لثنتي عشرة سنة وكانت بيعة العقبة أوسط أيام التشريق.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply