الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

هو محمد بن محمد المختار بن محمد سيد الأمين بن حبيب الله بن مزيد الجكني الشنقيطي

المدرس بمسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والأستاذ المساعد بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية (وسبق أن ذكرنا ترجمة والده الشيخ الفاضل - رحمه الله - في إحدى المشاركات أعلاه)

 

سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:

سؤال: نريد من الشيخ نبذة عن كيفية طلبه للعلم؟ (سؤال تم توجيهه لفضيلته).

جوابه - حفظه الله - (ألقاه صوتياً في أحد الأشرطة):

\" جزى الله من كتبه ورجى ثوابه، وأخشى أن أثـبّط طلاب العلم، وتكونون كالمستجير من الرمضاء في النار.

والحديث عن النفس محرجº لكن على العموم نذكر بعض الشيء وأسأل الله العظيم ألا يؤاخذني في الآخرة على ملء مادة الشريط بمثل هذه الأخبار، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل.

أما عن طلبي للعلم، فأسأل الله أن يجزي الوالد عني كل خير، وأحمد الله- تبارك وتعالى- أن هيأه لي وسخره لي، وما كان العبد ليصيب ذلك لولا فضل الله.

كان - رحمه الله - حريصاً إلى أخذنا إلى مجالسه في الحرم، وحضور درسه في البيت، وكان يأخذني منذ الصغر معه لدرسه بالحرم، حتى أنني ربما أنام - من صغري - في حجره في الدرسº لأنه كان يدرّس بعد الفروض كلها، إلا العصر أحياناً يكون عنده درس في البيت، فلما بلغت الخامسة عشرة، أمرني أن أجلس بين يديه وأن أقرأ عليه دروس الحرم، فابتدأت معه في سنن الترمذي، وتعرفون بداية مثلي في جمع من الناس في مسجد النبي- صلى الله عليه وسلم - ولكنه أراد أن يشحذ همتي، وكان يحسن الظن فيّ، أسأل الله العظيم ألا يخيب ظنه فيّ.

فابتدأت بقراءة سنن الترمذي، ثم الموطأ، وختمته عليه، ثم سنن ابن ماجة، وتوفي ولم أكمله عليه، وأسأل الله أن يكتب له أجر إكماله. هذا بالنسبة للدرس الأول بعد المغرب.

ثم يأتي طالب ويقرأ عليه درس في اللغة، ثم طالب يقرأ عليه درساً في الفقه، وكنت أحضر معه.

وبعد العشاء كنت أقرأ عليه صحيح مسلم، حتى ختمه، وابتدأ بالختمة الثانية، وتوفي في آخرها، ومن غريب ما يذكر أنه توفي عند باب فضل الموت والدفن في المدينة.

وأذكر أنه في آخر هذا الدرس دعا، ولم تكن عادته الدعاء في هذا الموضع، وقد قرأت عليه هذا الحديث من البخاري ومسلم قرابة أربعة مرات، ما أذكر أنه دعا إلا في آخر مجلس من حياته، وكان صحيحاً ليس به بأس، فبعد أن ذكر الفضل في الموت في المدينة وأقوال الصحابة، قال: وأسأل الله ألا يحرمنا ذلك، فأمن الحاضرون، وكان تأمينهم ملفت للنظر كتأمين المصلين في الحرم في الصلاة من كثرتهم.

ثم في الفجر كان يقرأ حتى تطلع الشمس، وأما بعد صلاة الظهر فكنت أقرأ عليه صحيح البخاري حتى ختمته، ثم ابتدأتُ قراءة ثانية، وتوفي ولم أكملها عليه.

وأما بالنسبة لقراءتي الخاصة عليه، فقرأت عليه في الفقه متن الرسالة حتى أكملته، وشيئاً كثيراً من مسائل كتاب بداية المجتهد، وكنت أحررها، وكان - رحمه الله - واسع الباع في علم الخلاف، إلا أنه من ورعه كان لا يرجح.

وأما بالنسبة لعلم الأصول فقرأت عليه، لكن كان - رحمه الله - لا يحب كثرة الجدل والمنطق التي يقوم علم الأصول، فكان إذا دخلت معه في المنطق يقول: قم، يطردنيº لأنه كان يرى تحريمه وهو قول لبعض العلماء.

وإن كان اختيار بعض المحققين ومنهم شيخ الإسلام التفصيل كما أشار إلى ذلك الناظم بقوله:

وابن الصلاح والنّواوي حَرّمَا **** وقال قومٌ ينبغي أن يُعلَمَا

والقولة المشهورة الصحيحة **** جـــوازه لكـامل القريحه

ممارسِ السنة والكتابِ **** ليهتدي بها إلى الصوابِ

 

المقصود أن أُدلّل على أني ما استوعب معه جانب الأصول من ناحية النطق والخلافات، وأتممته على بعض المشايخ الذين كان لهم باع فيه، وأسأل أن يكون فيها تعويض لما لم أقرأه على الوالد.

أما المصطلح فقرأت عليه بعض المنظومات، منها البيقونية والطلعة، وقرأت عليه تدريب الراوي.

والسيرة كان له درس في رمضان في البداية والنهاية، وكان في التاريخ شيء عجيب، حتى إن الشيخ محمد العثيمين يقول: كان والدك يحفظ البداية والنهاية.

وكان له باع في علم الأنساب، والحقيقة أنني قصّرت فيه ولم آخذه عنه، ويعلم الله ما كان يمنعني منه إلا خشية أن الإنسان يأتي ويقول: هذه القبيلة تنتمي إلى كذا، فيتحمل أوزار أنساب أمم هو في عافية منه، لكن الحمد الله، في الفقه والحديث والعلوم التي أخذتها عليه غناء عن غيرها\".

 

 

حصل الشيخ على جائزة المدينة المنورة للبحث العلمي في أطروحته للدكتوراة

1417 هـ أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها، ويعد هذا الكتاب بحثاً فريداً في موضوعه.

 

وقد قدم أمير منطقة المدينة المنورة الجائزة تكريماً لفضيلة الشيخ الذي تبرع بها مباشرة في وقتها لصالح إحدى الجمعيات الخيرية.. وفقه الله ورعاه.

 

ومن مناقب الشيخ محمد الشنقيطي - حفظه الله - أن الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - حضر بنفسه وجلس في درس الشيخ الشنقيطي مرتين أثناء إلقاء الشيخ الشنقيطي درسه في مكة المكرمة وأثنى عليه وزكاه.

 

ويتميز الشيخ - حفظه الله - بعلمه وسمته وأدبه وورعه الشديد حتى أنك تخاله من أهل العلم والزهد في العصور السابقة من سلف الأمة في القرون الفاضلة.

هذا مع أنه ليس كبيراً في السن بل في أشد شبابه، وتعجب من تواضعه ولين جانبه وأدبه مع العلماء.

وقد أذن الشيخ - حفظه الله - بأن يفتتح موقع باسمه على الإنترنت مساهمة في نشر العلم والدعوة إلى الله.

 

وللشيخ أشرطة صوتية كثيرة تتملك القلوب وتقربها من علام الغيوب.

- حفظه الله - وثبته ورعاه وجزاه خير الجزاء.

 

والحديث عنه - حفظه الله - ذو شجون وخاصة في سمته وورعه وإفنائه وقته في تعليم الناس ووعظهم وتعليق قلوبهم بالطاعة ومحبة الله والقرب منه.

وهنا تجدون مواقف من سيرة العلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله -

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

احبك في الله

-

رداد

03:04:43 2021-05-23

اسأل الله عز و جل ان يجمعني به في الفردوس الأعلى