طفلك يمامة وديعة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

عمر طفلك سنتين أليس كذلك؟

وهذه هي أخلاقه وطباعه التي تؤذيك وتجعلك تصفه بالعدوانية والميل إلى التدمير، أليس ذلك صحيح؟

· يجذب غطاء المائدة.

· يلوي ذيل القطة.

· يقطع جوربه بالمقص.

· يهشم الأزهار.

· يستخدم الطباشير والأقلام على الحائط والأثاث.

· يدمر اللعب ويفتحها ويفتت ما بداخلها.

عزيزي المربي.. طفلك يمامة وديعة وليس وحش كاسر كما تظن أنت عندما ترى منه هذه التصرفات، ذلك لأن طفلك الصغير في هذه السن قلما يفعل هذه التصرفات عن خبث أو سوء نية..

فهو يجذب غطاء المائدة كي يستعين به على النهوض، ويلوي ذيل القطة لأن ذلك يدفعها إلى مواء بعد صمت، وإلى حركة بعد سكون، ويقطع جوربه حتى يظهر قدرته على استعمال المقص المعدني العجيب، ويهشم الأزهار كي يعبر عن سروره بها، وهو يستخدم الطباشير والأقلام إذا اكتشف أنه يستطيع أن يترك بها أثر على الحائط أو على قطع الأثاث، يثير فيه كل هذا شعوراً بالقوة يتظاهر به ويستمد منه متعة كبيرة موفورة.

وأما عن اللعبة فهو يحطمها ليعرف ما بداخلها أو ماذا يحركها، أو مما صنعت؟ ودافعه في هذا هو حبه للاستكشاف وإشباع الفضول ولا يبدوا له ما وصل إليه من نتائج تلحق ضرراً أو تسبب خسارةً تغضب البالغين.... عزيزي المربيº إن في المحيط الذي يعيش فيه البالغون كثير من المغريات التي تجذب الطفل، لاسيما في هذه السن، فهو لا يستطيع أن يقاوم ما يجتذبه إلى التناول والفحص، وسرعان ما يؤدي إلحاح الآباء على الطفل بالكف عن نشاطه إلى إدمان التقريع الذي يتأتى عنه التهيج والغضب عند الآباء، والتبجح والعصيان الصريح عند الطفل، وهذا لا يعني أن طفلك عدواني أو أنه غير مطيع..

 

ولكن ما تراه أنت هدماً.. طفلك يراه بناءً!!

إن كثيراً من أنواع النشاط التي يعتبرها الكبار نشاطاً هداماً إنما هي عند الطفل بناء وتعمير، حقاً فهي تمثل جهداً يبذله للوقوف على القوانين الطبيعية التي تقوم عليها الأشياء التي تعرض له، فالأرجح أن الصغير الذي لا يثير استطلاعه دقات الساعة، أو رنين الجرس الكهربائي، أو الموقد، وكل الأجهزة الآلية التي يقع عليها بصره في حياته اليوميةº الأغلب أن يكون مثل هذا الطفل مستغلق الذهن غبياً!!

 

طفلك يتصرف بتلقائية المشكلة عندك أنت!!

حاول إذن عزيزي المربي أن تصلح من نفسك، وأن تتعامل مع طفلك بهدوء، وأن توفر له الجو الصحي لتنمية قدراته ومواهبه، وأنصحك بالنصائح التالية:

1. حتى تتجنب الاحتكاك مع طفلكº حاول أن تجعل لطفلك ميدان خاص به إن أمكن، سواء أكان ذلك حجرة للألعاب أو ركناً يستطيع أن يلهو فيه بعيداً عن تدخل الآخرين.

2. لا تغدق على طفلك اللعب غالية الثمن المعقدة التي لا تؤدي غرضاً نافعاً، ولكن عليك بانتقاء اللعب البسيطة متقنة الصنع التي يمكن تفكيكها وتركيبها دون أن يلحقها التلف، لأن فيها ما يشبع فضوله واستطلاعه وما ينمي مواهبه وإدراكاته.

 

3. أترك طفلك وشأنه يبتكر الحيل لتسلية نفسه، ولا تقوم أنت بتشغيل اللعبة ليجلس هو يتفرج في ملل، بل دعه يتصرف هو كيف شاء، وتفرج عليه كيف سيلعب.

4. إن حطم اللعبة فلا تحزن، ولا تصفه بالعدوانية، فإن ما دفعه إلى ذلك ليست رغبته في الهدم أو طبيعته العدوانية، وإنما حبه للاستطلاع الذي يراه هو بناءً وليس هدماً كما تراه أنت.

و إنما يكون هذا الفعل هدماً إن كان الطفل يفعل ذلك عن عدم مبالاة أو استخفافاً بقيمة الأشياء، وغالباً ما يحدث ذلك إذا أغدقت اللعب ووسائل التسلية على الطفل عن الحد المعقول.

أما الأصل عزيزي المربي أن الطفل يتصرف بتلقائية ووداعة كوداعة اليمامة، فلا تتعامل معه كأنه وحش كاسر..

وتابع معي عزيزي المربي لتتعرف على الطفل العدواني حقيقة لا مجازاً!!!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply