تخيل لو طرق رسول الله بابك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل ستجري مباشرة نحو الباب؟! والدمعة الحارة تقابل الابتسامة في مشهد لا يمكن نسيانه قائلا: رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي أنه أسعد يوم في عمري!!! أم أن فرائصك سترتعد وتجري بسرعة نحو غرفتك قبل أن يدخلها - صلى الله عليه وسلم - لتخفي أشرطة الأغاني العربية والأجنبية..

لتضع مكانها أشرطة القرآن والأذكار والخطب والدروس الدينية؟!!!

هل ستخفي أشرطة الفيديو الساقطة أيضا؟!!! وهل سترمي صور الفتيات والراقصات المتناثرة على الجدران

وتلك التي تملأ أدراج مكتبك؟! والتي لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليرضى عنها؟!

وهل سيكون الوقت مسعفا لك لتعفي لحيتك؟!! تعظيما لأمره ومبالغة في إظهار اهتمامك به؟!!

وأنت أيتها المسلمة!! يا ترى ماذا ستقابلين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!!! هل سترتدين حجابك الذي مرت السنون وأنت تترددين في مجرد اتخاذ قرار بارتدائه، وكأنه عار عليك! أم ستقابلينه بشعرك المكشوف وملابسك الضيقة... ووجهك الذي امتلأ بمساحيق التشويه المعروفة بمساحيق التجميل!

وهل سيعرف من هيئتك ومظهرك أن صاحبة البيت مسلمة؟!! أم سيشك أنه طرق الباب خطأ على بيت ممثلة غربية لا يظهر أدنه التزام لها بتعاليم الإسلام؟!

وأنت أخي الحبيب !! هل ستبادر باحترامك والديك أمامه وتبجيلهما وتعظيمهما؟!!! وتناديهما بأحسن ما يحبون؟!! وكلما أمراك بأمر أطعتهما فيه؟!! أم أنك ستفعل معهما مثلما اعتدت قبل زيارته - صلى الله عليه وسلم - فتصيح فيهما وتنهر، وتعارض مستخفا كل قول لهما أو رأي..

ولا تعبأ بأمر الله ولا بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهما؟!!!

وإذا سألك عن صلاة الفجر وعن صلاة في المسجد وعن قيام الليل؟!! وهذه لا شك أهم أولوياتك الأساسية في الحياة... أليس كذلك؟!!

بماذا ستشعر وقتها؟ بالخجل؟ بالعار؟

بالحزن؟! أم ستواري كل هذا بابتسامة المنافق الموافق؟ !! وكيف إذا عرف أنك لم تصل الفجر منذ شهور؟!! بل كيف لو عرف أنك لم تدخل المسجد منذ شهور؟!!

ماذا

سيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!!

هل سيقول لك: أنت فخر الإسلام والمسلمين؟!!

أم سيحمر وجهه غضبا ويغادر المكان آسفا؟!!

وكيف لو سألك عن القرآن وأنت للقرآن هاجر؟!!

وتصور معي! عن أي شيء ستتحدث معه؟ ! عن جراح المسلمين وما يعانونه في العالم من ظلم واضطهاد لما هانوا على الله ببعدهم عن منهجه وشرعه الذي لا يصلحهم سواه!! ستتحدث عن علوم الدين التي أهملتها وراء ظهرك وهي النور الهادي في ظلمات التيه؟!! عن تاريخ المسلمين الذي لم تشغل نفسك بمطالعته؟!!

لتتعرف على سنة الله في العصاة والمطيعين!! أم أنك ستخبره عن صديقتك التي تتحدث معها بالهاتف والتي تخرج معها للفسحة.. وعن آخر أخبار فريق الغناء الشهير ببريطانيا.. ونجمة السينما.. وأخبار المذيعات.. وقصة شعر اللاعب البرازيلي الشهير..

ومباريات كرة القدم ونتائجها.. وعن آخر المطاعم التي تقدم ضمن ما تقدم الخمور والفجور!!! وكيف أنك استطعتم أن تكونوا عصابة الفساق لترويع الآمنين ومعاكسة الفتيات وقطع الطريق على المسلمات!!! مبارزين الله بالذنوب!!! هل تخيلت خطورة موقفك وعظيم حرجك حينئذ؟!!! هل ستشعر بالندم؟!!! أم أنك ستقرأ الكلمات مجرد قراءة

عابرة لا تحرك فيك ساكنا؟!!!

والآن هل تشعر حقاً أنك على غير استعداد لزيارة عابرة من نبي الله محمد - صلى الله عليه وسلم -؟!

 

فكيف لو اختطفك الموت ؟!!

أتراك نسيت أن الله مطلع عليك ليل نهار؟! تجري وراء الدنيا والدنيا تهرب منك!! وتعرض عن الله الذي يفتح لك أبوابه للتوبة والمناجاة!! \"

يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل \"، يقول في ثلث الليل الأخير \" هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ \"

فبادر وأسرع!!! بادر وأسرع أخي!!! بالتوبة النصوح قبل فوات الأوان! قال الله تعالى وقوله الحق: (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون* ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون.. ) الأنبياء {1، 2}

إن أقرب غائب ننتظره هو الموت!! ومن مات قامت قيامته، ولذا كان القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران... أخي وحبيبي في الله!! إنك ولا شك ستذكر هذه الرسالة يوم القيامة.. ووقتها لن تكون إلا أحد رجلين:

رجل حمد الله أن وصلته فقد كانت سببا في تغيير حياته..

رجل ندم أشد الندم أنها وصلته فما أعارها اهتماما ولم يرع بها رأساً!! فكانت حجة بين يدي الله يوم القيامة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply