التدوير في العمل القيادي الدعوي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن التنظيمات اليوم في شتى أنواعها تعد من العلوم الدنيوية التي تعد فناً وعلماً بحد ذاته، ولعل ما يهمنا في هذا المقال هو التنظيم الدعوي، فهو من أبرز وسائل الإنتاج المنظم الهادف خلافاً لمن قال بحرمته من بعض طلبة العلم لسوء فهم كلام العلماء الذين حرموا التنظيم الحزبي البدعي الذي يقتضي شق الصفوف وإخراج كل من خالف الحزب ولو كان صاحب حق وإلزام، وإيجاب ما ليس لازماً وواجباً على قاعدة الصوفية -لا تعترض فتطرد! –

والصواب هو التطاوع وعدم الاختلاف، كما قال - صلى الله عليه وسلم - عندما بعث صحابيين لدعوة بعض الكفار: \"تطاوعا ولا تختلفا\"º فلذا نقول من الأمور المهمة في القيادات الدعوية وفي مجال العمل الخيري قضية التدوير.

 

والتدوير هو دوران الوظائف القيادية بين الدعاة وتبادل الأدوار فيما بينهم، وهذه القاعدة لابد أن تتم بالتراضي والتشاور ورغبة في الخير لا يقصد الإضرار ونيل منصب وشهوة زائلة، لاسيما من قبل المنظمات والمؤسسات التي ليس مقصدها الربح والنفعية، وقد يترتب عليه ضرر لضعف الإنتاجية وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ولذا نجمل بعض فوائد التدوير في العمل الدعوي على النحو الآتي:

 

1 - زيادة إنتاجية العمل الدعوي والخيري، لاسيما تدوير من لم يستطع القيام بواجبه الدعوي لما في ذلك من تضرر للعمل الدعوي والقاعدة الشرعية تقول: الضرر يزال.

 

2 - عدم خلو العاملين من مشاغل دنيوية قد تمنعهم من العمل والإنجاز، فإذا بلغ السيل الزبى يخير هذا العامل بين البقاء مع العمل أو تدويره في مكان يناسبه أو تفويض غيره ليقوم بعمله.

 

3 - سد الثغرات الموجودة في بعض القيادات الشاغرة ولو كانت من قبل القياديين الكبار.

 

4 - الحاجة إلى التطوير والإبداع والأفكار الجديدة التي قد يراها في الوظيفة القيادية الجديدة.

 

5 - إشعار العاملين بعدم الغفلة من قبل الرؤساء القياديين وعدم بقائهم في مكانهمº فهم بحاجة للإنجاز بأسرع وقت قبل الانتقال إلى أماكن جديدة.

 

6 - إكساب العاملين المزيد من الخبرات في شتى المجالات الدعوية، وهذا يعود بالمصلحة على العمل.

 

7 - إزالة من لم تثبت كفاءته في العمل، فالمقام ليس تشريفاً، بل تكليفاً وهدفه الدعوة إلى الله إلى غير ذلك من أمور مهمة.

 

وفي الختام لابد من إشارة مهمة لو لم يقرأ من المقال إلا هي لكفت وهي: تدريب القيادات الجديدة على الأعمال الدعوية الكبيرة ووجود الأشخاص المهيئين والمدربين على القيام بالمهمات الصعبة الذين يصلحون للنيابة عن قيادات العمل الدعوي حتى لا يفجع العاملون بوجود ثغرة كبيرة عند تخلف الداعية القيادي لظرف طارئ أو أمر لم يكن بالحسبان.

 هذا ونسأل الله أن يوفق العاملين بشؤون الدعوة لما فيه الخير لرفعة الأمة..والله من وراء القصد.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply