كيف نكتشف الحجج ونحللها ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن اكتشاف العبارات والحجج الغامضة، وتحليل مصدر الغموض فيها هي إحدى المهارات التي تساعد الفرد في صقل قدراته في ممارسة التفكير الناقد، وعلى المفكر الناقد أن يتقن هذه المهارة لما لها من أهمية، فهي تعتبر المهارة الأساسية والأولى التي يجب على المفكر الناقد أن يلم بها ويتقنها.

والمقصود بالحجة في معناها المباشر هو مجموعة الأدلة التي تقدم لتأسيس موقف أو رأي أو نتيجة معينة أما في المعنى الاصطلاحي فهي مجموعة من العبارات التي تمثل مقدمات أو مبررات أو أدلة تستخدم لتأييد نتيجة معينة. أو الحجة التي تنطوي على عملية استدلال، أي الانتقال من قبول المقدمات إلى قبول النتيجة. وبالنسبة للمفكر الناقد يعتبر اكتشاف الحجج وتحليلها إلى عناصر مهمة أساسية، وتعتبر مدخلا ضروريا لعملية التحليل، ويقتضي التدريب على التفكير الناقد التدريب على تمييز الحجج في الأقوال والكتابات المختلفة للتمهيد لتحليلها إلى العناصر التي تتكون منها، ألا وهي المقدمات والنتائج، في المرحلة التالية.

ولتحليل حجة ما نحتاج إلى أن نقوم بمهمتين: - الأولى هي أن نقرر هل النص الذي بين أيدينا ينطوي على حجة أم لا؟ فإذا كان ينطوي على حجة فبإمكاننا تحليل الحجة على مقدمات ونتائج أما إذا لم يكن ينطوي على حجة فلا يمكن لنا أن نحللها إلى مقدمات ونتائج. أما المهمة الثانية وهي الأصعب و الأهم فهي كيف نحلل هذه الحجة إلى مقدمات ونتائج؟ ونقوم في هذه المرحلة بفصل المقدمات عن بعضها البعض وعن النتائج ووضع كل نتيجة تحت مقدماتها بالترتيب.

وبهذا نجد أن اكتشاف الحجج وتحليلها ليس بالمهمة الصعبة ولكنها تحتاج إلى دقة ملاحظة للكلمات لأن هناك جمل أو عبارات غير واضحة أو غير دقيقة بحيث تعطي أكثر من معنى وأيضا تحتاج إلى التمييز بين الرأي والحقيقة لكي نصل إلى حجة صحيحة خالية من الآراء وتحتاج أيضا إلى الإنتباه إلى إتساق العبارات أو عدم تناقضها وإلا كانت حجة غير صحيحة وأيضا تحتاج إلى التأكد من كفاية المقدمات لإثبات صدق النتيجة، وهذه كلها من المعايير التي تقيم الحجج من خلالها في المرحلة التالية للتحليل.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply