الدعوة إلى الله بالحكمة بين الشدة واللين


بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال

كيف نجمع بين قول الله - تعالى -: \"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة...\".

وبين بعض مواقف النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلا عندما قال: ثكلتك أمك يا معاذ! وعندما قال له: أفتان أنت يا معاذ؟؟ وبشكل عام بين غضبه إذا انتهكت محارم الله، فهل الغضب هذا من الحكمة والموعظة الحسنة؟

 

الاجابة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.

فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو خير من دعا إلى الله - تعالى -بأقواله وأفعالهº حيث كان أرحم الناس وأرأفهم، وأحسنهم خلقاً، وألينهم عريكة، وأطولهم يداً، وأعظمهم عن العورات إغضاء، وأكثرهم تواضعاً، وأعدمهم كبراً، من رآه بداهةً هابه، ومن خالطه معرفةً أحبه، وبالجملة يكفينا قول ربنا - سبحانه وتعالى - في مدحه - صلى الله عليه وسلم -: \"وإنك لعلى خلق عظيم\" وقوله: \"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين\" وقوله: \"ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك\" وقول أمنا عائشة - رضي الله عنها -: \"كان خلقه القرآن يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه\" رواه مسلم.

 

وأما قول النبي لبعض الصحابة كمعاذ بن جبل ويزيد بن لبيد الأنصاري وأبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - فهي كلمة تقولها العرب للإنكار ولا تريد بها حقيقتها من الدعاء على المخاطَب بالموتº وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ - رضي الله عنه -: \"أفتان أنت يا معاذ\" فيه الإنكار على معاذ - رضي الله عنه - حين طوَّل بالناس في الصلاة فقرأ بالبقرة أو النساءº فارتكب بذلك أمراً مكروهاً لما فيه من تنفير الناس من الصلاةº فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - تعزيره بهذه الكلمة زجراً له عن تعاطي مثل هذا الفعل، وليس فيه منافاة للحكمة أو الموعظة الحسنةº بل كما قال القائل: قسا ليزدجروا ومن يكُ ذا حكمة فليقسُ أحياناً على من يرحم.

والله - تعالى -أعلم.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply