كيفية الخلاص من تعلق القلب بصور النساء والمردان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 السؤال:

شاب يشتكي من تعلق قلبه بعشق صور النساء والمردان فكيف الخلاص من هذا البلاء؟

 

الجواب:

هذه المشكلة أرقت عدداً كبيراً من الشباب، وسببت أنواعاً من الأضطرابات النفسية، وصار الإيمان منها في مد وجزر.. والحق أنه ما من داء إلا وله دواء.. ولعل من الدواء استشعار بعض الوصايا التي ذكرها العلماء والدعاة تلميحاً وتصريحاً في مصنفاتهم ومحاضراتهم ومن ذلك:

 

الوصية الأولى: استشعر أمر الله ورسوله بالكف عن تتبع العورات قال - عز وجل -: {قُل لِّلمُؤمِنِينَ يَغُضٌّوا مِن أَبصَارِهِم وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ذَلِكَ أَزكَى لَهُم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصنَعُونَ} وقال - عليه الصلاة والسلام -: \"لا تتبع النظرة النظرة\"\"واتق الله حيثما كنت\".. فإذا استشعرتها فاستجب لمعانيها وأنت في مجلس يعج بالتلفاز.. وتذكرها وأنت في الأسواق المختلطة.. كان الربيع بن خيثم  - رحمه الله - ممن استشعر هذه الأوامر فلما مرت به بعض النساء أطرق حتى كاد يقع حتى ظن النسوة أنه أعمى فتعوذن بالله من العمى.. وكان سفيان - رضي الله عنه - يقول: حينما يريد أن يخرج إلى مصلى العيد: إن أول ما نبدأ به يومنا غض أبصارنا.

 

الوصية الثانية: ينبغي أن تخشى على حبك لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -.. فإن من تعلق قلبه بحب بشر من البشر ضعفت المحبة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - والله - عز وجل - وصف المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدٌّ حُبًّا لِّلّهِ..}الآية. وقال - عليه الصلاة والسلام -: \"ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..\" الحديث... فالخسارة عظيمة والعاقبة وخيمة فبعد أن كان القلب عامراً بذكر الله والاستغفار غرِقَ بحب بشر من البشر، والقلب كالإناء إذا ملأته بالتراب لم يبق للعسل مكاناً فيه.

أخي إن كنت تحب الجمال فالله له كمال الجمال - جل جلاله- وتقدست أسمائه، وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الله لما كشف الحجاب عن وجه نسي أهل الجنة النعيم الذي هم فيه وتركوه واشتغلوا بذاك الجمال لله - سبحانه و تعالى - فأين هذا من ذلك؟!

والعاقبة الأخرى أن المعصية تُذهب لذة الطاعة وكم من شاب حُرم من الهداية بسبب إدمانه النظر للنساء والمردان.. أحد السلف رأى رجلاً ينظر نظرةً محرمة فقال له: ستجد غبة هذا ولو بعد حين!! فمكث ذلك الرجل عشرين سنة فبات ليلةً فأُنسي القرآن..

فهل من معتبر؟

 

الوصية الثالثة: ابتعد عن مواضع الفتنة.. تجنب أسواق النساء ومجالس المردان، أما أن ترمي بنفسك في البحر ثم لا تريد البلل فهيهات هيهات.

كل الحوادث مبدؤها من النظــــر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

والمرء ما دام ذا عيــــــــن يُقلّبُها *** في أعيـــــنُ الغيد موقوف الخطرِ

كم نظرة فعلت في قلب صاحبها *** فعل السهــــام بلا قـوس ولا وتر

يسر ناظره ما ضر خاطـــــــــــــره *** لا مرحباً بســـــــــرور عاد بالضرر

 

الوصية الأخيرة: عليك بالدعاء أن يرزقك الله الشفاء من هذا البلاء، سئل الشيخ محمد العثيمين عمن أصيب بهذا المرض فأجاب بقوله: \"يجب على الإنسان إذا ابتُلي بهذا الأمر أن يرجع إلى الله - عز وجل - بالدعاء بأن يعافيه منه، وأن يُعرض عن هذا ولا يرفع بَصَره إلى أحد من النساء أو أحد المرد، وهو مع الاستعانة بالله - تعالى - واللجوء إليه وسؤال العافية من هذا الداء سوف يزول إن شاء الله - تعالى -\" وتأمل قوله - عليه الصلاة والسلام - :\"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء\" فسارع للبحث عن بنت الحلال التي تملئ عليك خانة حبك العاطفي: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجًا * وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُ}.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply