صيام عشر ذي الحجة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم أيام العشر أو أكثرها، حرصاً منه -صلى الله عليه وسلم-على اغتنام هذه الأيام العظيمة، أن لا تفوت إلاَّ وقد استُغِلَّت بعملٍ, صالحٍ, يحبٌّه الله -عز وجل-.

فعن أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة.[رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي[.

وكان سعيدُ بنُ جبير، -رحمه الله-، يجتهد في هذه الأيام اجتهاداً لا يُقدر عليه، رغبةً في نيل الفضل الذي أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأيام.

ومن آكد الأيام صياماً في هذه العشر: التاسع منها، وهو يوم عرفة، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحث على صيامه، ويخبر عن عظيم أجره.

ففي صحيح مسلم: من حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ أَحتَسِبُ عَلَى اللهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ أَحتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبلَهُ)).

وهذا الاستحبابُ لغير الحاجّ، أمَّا الحاجٌّ فالسنةُ في حقِّه الفطر، اتباعاً لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنَّه لم يصم في حجَّةِ الوداع، بل كان مفطراً، والإفطار أيسرُ على الحاجِّ في يوم الوقوفِ بعرفة، حتَّى يتفرغ لذكرِ الله -تعالى-، والاجتهاد في الدٌّعاء.

وكان أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- يستحب قضاء رمضان في أيام العشر، رجاء فضلها.

فاحرص، رعاك الله، على صيام هذه الأيام، فإن لم يكن فصيامُ بعضها، رجاءَ أجرها العظيم الذي أخبر عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

والله الموفق.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply