خطيئات وليست أخطاء !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اعترفت الوزيرة الأمريكية بارتكاب آلاف الأخطاء التكتيكية في العراق، أما هدف تلك الأخطاء فهو صواب عند القادة الصليبيين.

ولا نريد الحديث عن تلك الآلاف التي دمرت البلاد ونشرت فيها الفساد وأراقت ظلما وعدوانا دماء العباد، ولكنا نريد معرفة الهدف الذي حصلت من أجله تلك الآلاف من الأخطاء.

وقبل الحديث عن الهدف، ننبه على أن ما زعمته بأنه أخطاء هو في الحقيقة "خطيئات" وليست أخطاء، لأن الخطأ هو ما قصد صاحبه الصواب، فأصاب غيره خطأ وليس عمدا، كمن رمى حيوانا ظنه صيدا فتبين أنه آدمي.

أما الخطيئة فهي الذنب الذي تعمد صاحبه فعله.

ولهذا قال أهل اللغة: "المخطئ من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطئ من تعمد لما لا ينبغي"

وإذا تأملنا عدوان النصارى الصليبيين الأمريكان على بلدان المسلمين، وبخاصة العراق، فإن كل ما حصل منهم في تلك البلدان، هو سيئات فاحشة وأعمال منكرة، لأنها كلها عدوان على الشعب بغير حق.

أما الهدف الأمريكي المعلن لغزو العراق، فقد اضطربوا في تحديده، فكان في بادئ الأمر القضاء على أسلحة الدمار الشامل في العراق، وعندما ظهر كذبهم في ادعاء وجود أسلحة الدمار الشامل، انتقلوا إلى ادعاء هدف جديد، وهو القضاء الدكتاتورية التي غرسها في العراق الرئيس العراقي وإرساء دعائم الديمقراطية التي ستكون منطلقا لتطبيقها في بقية الشعوب الإسلامية، ولا سيما العربية منها.

ويرون أن هذا الهدف قد تم الجزء الأهم منه، وهو القضاء على الدكتاتورية بالقضاء على النظام، وجميع الأخطاء التي ترتبت على تحقيقه هي تكتيكية، هكذا يريد قادة النصرانية الصليبية العدوانية يريدون أن يضللونا فيسترون عنا الهدف الحقيقي من عدوانهم، لنصدقهم وننتظر منهم إكمال الجزء الآخر من الهدف، وهو تطبيق الديمقراطية.

والحقيقة أن لهم أهدافا من هذا العدوان، من أهمها: السيطرة على منطقة الخليج للاستئثار بخيراته التي أهمها الطاقة البترولية.

ولكن الهدف الحقيقي الذي لا يظهرونه في وسائل إعلامهم، ويعرفه حقيقته زعماء الدول العربية وغيرها، ويعرفه المثقفون والكتاب والمؤرخون، هذا الهدف هو تثبيت جذور اليهود في الأرض المباركة "فلسطين" و تثبيت دولتها الظالمة التي تدمر الشعب الفلسطيني المسلم وتقضي على هويته وتزيل كل معالمه الإسلامية في هذا الشعب.

وتحقيق هذا الهدف لا يتم إلا بتدمير أي قوة في الدول العربية، وزحزحة شعوبها عن عقيدتهم التي فرضت عليهم الولاء فيما بينهم الذي يجعلهم يتناصرون ولا يخذلون إخوانهم ويسلمونهم لأعدائهم، والبراء من أعداء الله وأعدائهم المعتدين.

وقد كان الجيش العراقي وشعبه العربي المسلم العظيم أخوف ما يخافه اليهود وأعوانهم من البروتستانت الأمريكان لكثرة عدد هذا الجيش وشدة مراسه وقوة تدريبه وشجاعته، وشدة عداء شعبه للمحتلين اليهود.

ولقد بدأ اليهود بمحاولة إضعاف هذا الجيش الشجاع عندما هاجموا مفاعله النووي سنة 1981م.

ولقد استدرجت أمريكا رئيس النظام السابق للمواجهة مع إيران بعد نجاح الخمينيين في طرد عميلهم السابق "الشاه" لتضرب بعض القوتين ببعض، وشجعت بعض الدول العربية على دعمه في حرب دامت ثماني سنين أزهقت أرواح الملايين من البشر، وأحدثت خسائر فادحة في الأموال والاقتصاد في المنطقة بأكملها.

واستدرجته كذلك إلى حرب ثانية جديدة وهي احتلال دولة الكويت التي اتخذتها ذريعة لحشد جيوشها وجيوش دول أخرى من المنطقة وخارجها ونقل أسلحتها الفتاكة المتنوعة برا وبحرا وجوا، كانت نتيجتها تلك الهزيمة المنكرة للجيش العراقي وتدمير كثير من مرافق العراق وما بقي من أسلحته التي حوصرت مع غيرها مما يحتاجه الشعب العراقي عشر سنوات مهدت بها أمريكا لحرب الخليج الثالثة الحالية.

وهذه المرة كان المسوغ للعدوان الأمريكي على العراق، وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وعلى الرغم من إرسال لجان للتفتيش عن هذا السلاح وفشلها في العثور على شيء من ذلك، فقد أصر دكتاتور أمريكا على الحرب إصرارا جعله يضرب بآراء أعضاء مجلس الأمن وكثير من العقلاء المعارضين للحرب من داخل أمريكا وخارجها، لأن الهدف الذي يريد تحقيقه ليس العثور على أسلحة دمار شامل ولا اجتثاث النظام الدكتاتوري وإحلال الديمقراطية محلها في العراق فحسب، وإنما هو تدمير العراق اقتصاديا وسياسيا والقضاء على العقول العلمية وأهل الرأي والفكر العراقيين، وإحداث تنازع واختلاف بين الطوائف العراقية وتمكين بعضها من السيطرة على بعض، وقد اتضح ذلك جليا في تمكينه طائفة الشيعة من السيطرة واصطفافه معها في تدير مدن أهل السنة ومحافظاتها وقراها.

كل ذلك يتخذه المعتدي الأمريكي على العراق ليضمن لليهود الأمن من أي مقاومة جهادية محتملة تزلزل الأرض تحت أقدامهم، فاليهود هم الهدف الحقيقي من العدوان الأمريكي على العراق، وكل خطيئة ارتكبها في العراق إنما هي ذريعة لهذا الهدف.

الدليل على ذلك أن أمريكا تتغاضى عن جرائم ترتكبها دول عربية في حق رعاياها لأنها اعترفت باليهود اعترافا رسميا صريحا، أو اعترافا عمليا تحت مظلة مكاتب اقتصادية ونحوها، وأي دولة تستجيب للضغوط الأمريكية فتعترف باليهود ستكون مرضيا عنها ولو بلغت من الاستبداد أعلاه.

وهاهي الوزيرة التي اعترفت بآلاف الأخطاء التكتيكية، تطير إلى العراق هي ومثيلها البريطاني الحليف، لإصلاح بعض الأخطاء التي أبرزها في وسائل الإعلام تغيير رئيس الوزراء الشيعي، برئيس وزراء جديد قد يكون أكثر ولاء لإيران التي ربما قد بدأت المفاوضات بينها وبين أمريكا، ولا يبعد أن يكون من قادة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية التي دعا زعيمها إلى تدخل إيران في الشأن العراقي، لأنه شعر أن الجيش الأمريكي الذي يتعاون معه لضرب أهل السنة قد يقلص وجوده في العراق تقليصا، يجعله عاجزا عن الاستفراد بالعراق.

الخلاصة أن هدف أمريكا في حرب العراق هو التمكين لليهود في قلب الأمة العربية، والقضاء على أي قوة محتملة قد تقلق أمن اليهود، فالهدف الأساسي من الحرب هو تمكين اليهود والقضاء على كل قوة يخشى اليهود من نموها.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply