إشكاليات الدعوة عند مسلمي الغرب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

في كل أزمة .. ومع كل محنة جلل تتعرض لها الأمة العربية والإسلامية، وتحتاج فيها إلى مؤازرة ودعم غيرها من الأمم والشعوب، نكتشف أن الشعوب الغربية - وحكوماتها بشكل خاص - ضدنا على طول الخط، ومع عدونا على طول الخط، على الرغم من أننا نكون الطرف المظلوم والمُعتَدى عليه.

وهذا بدوره يطرح سؤالاً هاماً وهو: هل أخفقنا في إقناع الشعوب الغربية بعدالة قضايانا؟ وهل دعونا هذه الشعوب أصلاً إلى الإسلام؟ وإذا كنا قد مارسنا ذلك، فلماذا لم ننجح؟ وما هي العقبات التي تقف في سبيل توصيل الدعوة الإسلامية إلى المجتمع الغربي؟ وما هي الأساليب المثلى لدعوة الإنسان الغربي وتصحيح أفكاره حول قضايانا العادلة؟ وما هو واجب المسلمين في الغرب تجاه الدول التي يعيشون فيها؟

 

مدخل ضروري

بداية، فإننا يجب أن نعترف بأن الغرب كان - ولا يزال- ينظر إلى ذاته على أنه مركز العالم، وأعلى حضارة إنسانية فيه، ومن ثَم ينظر نظرة استعلاء إلى ما سواه من الأمم والشعوب والحضارات، وإضافة إلى هذا الشعور الغربي الذي ينظر للآخر من أعلى، فقد ترسب على مدى العصور شعور بالكراهية تجاه الآخر المسلم بصفة خاصة، والنظر إليه من منظار مشوَّه، وبالتالي فعلى الداعية المسلم الذي يمارس الدعوة مع الإنسان الغربي أن يكون على علم كامل ودراية شاملة بتفاصيل ذلك وأسبابه، وكيفية الإجابة عن الأسئلة التي تنطلق في هذا الإطار والرد عليها وتفنيد حججها.

ومن ناحية أخرى فإن الغربيين عموماً أهل كتاب وأهل حضارات مستمرة ومتنوعة، وهم ينظرون إلى الشعوب بمنظار التحدي والغلبة والتفوق الذهني العلمي، وهذه التركيبة النفسية والتاريخية والدينية عائق كبير في تلقيهم التعاليم من الشعوب الأخرى، خصوصاً إذا تمت البرهنة على أخطائهم العقائدية التاريخية الكبيرة.

لكن على الجانب الآخر فإن الشعوب الغربية بدأت تدخل في متاهات حياتية وأخلاقية وعلاقات اجتماعية ضعيفة جداً وصراع نفسي كبير، وهو ما يجعل الكثير من الغربيين بحاجة ليد حانية وعقول واعية تستفيد من تلك الظروف المواتية وتوظفها لإنجاح دعوة هؤلاء إلى الإسلام.

 

عقبات في طريق دعوة الغرب

هناك الكثير من العقبات التي تعترض طريق دعوة الإنسان الغربي، سواء كانت تلك العقبات تتعلق بالإنسان الغربي نفسه، أو تتعلق بالمسلمين الذين يمارسون الدعوة في الغرب. ففيما يتعلق بالإنسان الغربي نفسه، فهناك نفور من جانب الأوروبيين والأمريكان من الدين من حيث هو، قياساً على الدين النصراني الكنسي الذي أراحوا أنفسهم من هيمنته التي حالت بينهم وبين التقدم الحضاري المادي الحالي.

كما أن هناك جواً مادياً يسيطر على عقول الأوروبيين، ويجعلهم يهتمون بملاذ الجسد ومتع الحياة الدنيا، ويهربون من الإيمان وما يتعلق به، فراراً من التقيد بحلال أو حرام، على الرغم من إحساسهم بالخواء الروحي المقلق لحياتهم.

هذا كله في واقع مليء بالحملات الشديدة المتواصلة لتشويه الإسلام والتنفير منه من خلال المستشرقين والمنصّرين ومؤسسات التعليم والإعلام وكثير من السياسيين.

أما فيما يتعلق بالعقبات الناتجة من أفعال المسلمين الذين يمارسون الدعوة في بلاد الغرب، فهناك القدوة السيئة التي يراها الأوروبي في كثير من المسلمين في البلدان الأوربية نفسهاº إذ إن الجاليات المسلمة في بلاد الغرب يغلب عليها الجهل بالإسلام وكثير من أفرادها وأسرها غير ملتزمين بآدابه، بل إن بعضهم لا يقر بمبادئه، ولا يؤدي شيئاً منها، إضافة إلى صفات سيئة يتصفون بها ينفر منها الأوروبي، مثل خلف الوعد والكذب والغش.

وكذلك ما يرون وما يسمعون من القدوة السيئة في المسلمين في بلدانهم التي هي معدن الإسلام ومنبعه، وعدم وجود نموذج صحيح يؤكد لهم في عالم الواقع ما يدعيه المسلمون من المبادئ السامية في الإسلام.

وهناك أيضاً ندرة الدعاة المؤهلين علماً وعملاً وقدرة على التأثير، ومعرفة بأحوال العصر وأحوال الناس وعاداتهم وإجادة لغتهم، والفقه بأولويات الدعوة والصبر على ما قد يلاقونه من صعاب، والتجرّد لله - تعالى -في دعوتهم.

وهناك كذلك قلة الكتب الإسلامية المؤلفة بلغة القوم في كل بلد، أو المترجمة إلى لغاتهم، مع سلامة المعنى وحسن الصياغة وجودة الأسلوب، وبخاصة ترجمة معاني القرآن الكريم التي أول ما يسأل الباحث عن حقيقة الإسلام عنها.

وأكثر الترجمات التي توجد في أيدي الناس ترجمات بعض المستشرقين، من اليهود والنصارى، أو ترجمات بعض الطوائف المنحرفة المنتسبة إلى الإسلام زوراً وبهتاناً، كالقاديانية.

كما أن الإنسان الأوروبي يرى بعينيه كثرة التنازع بين المسلمين في أوروبا، امتداداً لخلافاتهم الموجودة في بلدانهم، حيث يرى الأوربيون الصراع يحتدم بين المسلمين في مساجدهم ومدارسهم ومراكزهم، إلى درجة تقتضي تدخل أجهزة الأمن الأوروبية بينهم، لفصل النزاع الذي إذا بحثنا في أسبابه وجدناها في الغالب التنافس في الزعامات والأمور المادية، وليست من أجل مصلحة الإسلام والمسلمين، وإن زعم كل فريق حرصه على تلك المصلحة.

 

مشكلات يجب البدء بحلها:

وإذا كان المسلمون الذين يقيمون في الغرب يرغبون حقاً في ممارسة الدعوة الإسلامية على أسس سليمة في أوساط الغربيين فعليهم أولاً البدء بأنفسهم، وتنقية صفوفهم، وتنقية أفكارهم، وإقامة شؤون حياتهم على أسس الشورى الإسلامية، وتغليب المصالح الإسلامية العامة على مصالح الأشخاص الخاصة، وتصحيح مسار حياتهم تماماً، كي ينظر إليهم الإنسان الغربي على أنهم القدوة والنموذج.

فالملاحظ أنه في أوروبا وأمريكا تقوم بعض الجماعات والحركات الإسلامية بتطبيق الفكر الذي تتبناه في بلادها وترفض مبدأ العمل انطلاقاً من أرض الواقع، وظاهرة النقل الميكانيكي لفكر وآليات واجتهادات قد تكون صالحة في البيئة التي أنتجتها، لكنها قد تكون ليست فقط غير مفيدة في بيئة أخرى تختلف عنها، بل قد يكون ضررها بليغاً ولا تفضي إلى المقصود منها، بل إلى عكس المطلوب، وهذا ما لا يتنبه له كثير من الشباب المتحمس سواء ممن ذهب إلى الغرب حاملاً بضاعة ثقافية إسلامية يحسبها الإسلام ذاته فيبذل جهده لتنزيلها في أوضاع ثقافية تختلف جذرياً عن تلك التي وُلدت فيها، أو من الشباب المسلم الذي وُلد في الغرب، ولكنه لم يجد ثقافة إسلامية قد تطورت في هذه البيئة مزاوجة بين مبادئ الإسلام وبين الثقافة السائدة في البيئة الغربية.

وعدم الانتباه إلى الفوارق بين الإسلام كدين لكل زمان ومكان وبين الثقافات الإسلامية التي هي ثمرة التفاعل بين ذلك الدين يبين واقعاً معيناً في زمن معين، يفضي إلى ضروب من التعصب وتكفير المسلمين بعضهم لبعض ومحاولات بائسة لفرض ثقافة بيئة اجتماعية معينة في بيئة أخرى مغايرة.

كما أن المسلمين في هذه البلاد يفتقدون لرؤى مستقبلية لواقعهم هناك، وذلك بسبب عدم وجود قيادة تخطط لمستقبلهم في الدول التي يعيشون فيها، وأهم تحد يواجه الأقليات المسلمة في الغرب هو توطين الدعوة الإسلامية في هذه البلاد، وهو أمر يحتاج إلى تخطيط وإلى جهود سياسية واقتصادية وإعلامية وتربوية.

كما أن هناك مشكلة تواجه الغربيين الذين يعتنقون الإسلام والذين لا يجدون رعاية، ولا اهتماماً حقيقياً بهم لتعليمهم الدين الصحيح وطبيعة الإسلام، وذلك على الرغم من فرحة الدعاة المسلمين بإعلان أي شخص إسلامه، ولكنهم يظنون أنهم بعد فترة وجيزة من الرعاية قد فهموا الإسلام، وفهموا كل شيء بينما هم في حقيقة الأمر ما زالوا بعيدين عن الإسلام، ولذلك فكثيراً ما يفاجَأ المسلمون أن شخصا أسلم، ثم ما لبث أن ارتد عن الإسلام، ويحدث هذا غالباً مع النساء، وإذا لم يرتد هذا الشخص أو هذه المرأة فإنه يصبح مسلماً بالهوية فقط، وهذا يجعلنا نؤكد أن المسلمين الجدد في حاجة إلى رعاية خاصة من خلال وضع برامج للارتقاء والاهتمام بهم وتنمية معارفهم الإسلامية.

ويلاحظ أيضاً أن هناك كثيراً من القيادات الدينية في هذه الدول من الشباب الذين يفتقدون حنكة الشيوخ أو فقههم وتعمقهم في العلم، هذا فضلاً عن كون أكثريتهم من المتطوعين غير المتخصصين، وأوضاع الدول الغربية تتطلب عالماً قادراً على علاج المشكلات والمسائل العجيبة التي تطرح عليه، وتحتاج إلى اجتهاد أو قياس، وهو ما لا يفيد فيه غالباً عالم محدود المعارف محدود الخبرات. وحتى إذا زار العلماء الكبار هذه الدول، فهي زيارات مؤقتة لا تشبع نهم المسلمين ورغبتهم في التعلم، وتجب الإشارة هنا إلى أن القنوات الفضائية تسد جزءًا من هذا الفراغ، لكن يبقى وجود شيخ وسط الناس يستفتونه ويلجؤون إليه في أي وقت أمراً مهماً.

 

من واقع التجربة:

وحتى لا يكون كلامنا في هذه السطور مرسلاً وغير قائم على أدلة من الخبرة والواقع، فإننا ننقل نماذج لبعض الذين مارسوا العمل الإسلامي في الغرب وملاحظاتهم على واقع الدعوة الإسلامية هناك.

يقول الدكتور حسين حلاوة- إمام المركز الإسلامي بإيرلندا: إننا في الغرب نستخدم الوسائل الممكنة والمتاحة لنا وفق قوانين البلاد التي نعيش فيها، فقد يعتقد البعض أن هناك فترات هدوء يمكن أن يكون فيها كسب لقوانين وحقوق للمسلمين كأقلية، ولكن ينسون أن مشاكلَ المسلمين في الغرب ليست هينة، بل من وجهة نظري أصعب منها عن الشرق، حيث الذوبان وفقدان الهوية وضياع الأجيال يجعل المراكز الإسلامية والمؤسسات في شغل دائم، وتسعى لكسب حقوقها لتحقيق احتياجاتها، وظهر هذا واضحًا من خلال ما حققه المسلمون من مكاسب في بعض البلدان الأوروبية.

ولا ننسى هنا أن للمسلمين مشاكلهم الخاصة أيضًا من مشاكل داخلية وغيرها، فهم صدى لبلادهم التي جاءوا منها، وللأسف ما يعاني منه المسلمون في الشرق من تمزق وتفرقة ينطبق على المسلمين في الغرب وإن اختلف الأمر من بلد إلى آخر، ومما لا شك فيه أن هذا الخلاف يضيع الوقت والجهد ويجعل المسلمين لقمة سهلة.

ونحن أقلية، ولكن -كما قلتُ- إنَّ المسلمين في الغربِ يحملون معهم مشاكل الغرب والشرق معًا لكونهم متأثرين بلا شكّ بالبيئات التي جاؤوا منها، ومع ذلك فهناك مساع حميدة وخطوات مباركة لإيجادِ مظلة تجمع المسلمين، ففي معظمِ الأقطار الأوروبية هناك مجالس إسلامية تمثل المسلمين وهناك اتحادات تجمع المؤسساتِ، لكن للحق كل هذا ليس على المستوى المطلوبِ والمأمول، والأمر لا شك يحتاج إلى مزيدٍ, من جهد وبذل وتكاتف حتى تؤتي المؤسسات ثمارها.

أما الشيخ ماهر عقل الذي مارس الدعوةَ في الغرب فيرى أن للمسلمين في الغرب حرية ليست لنا نحن في ديارنا، ولو وُجدت عندنا لكنا في حالٍ, غير الحال، ففي أمريكا يخرج المسلمون للمظاهرات والاعتراضات ويقومون بالصلاة في الشارع وتحرسهم الشرطة في مظاهراتهم، وقد يطالبون بحضور بعض المسئولين من الكونجرس وغيره فيحضرون، ولكن ما يجب أن نؤكد عليه هو دور المسلمين في نشر المعرفة بالدين لغير المسلمين عن طريق المطبوعات والندوات واللقاءات ببعض المفكرين من مختلف الديانات، وأيضًا نشاط اتحادات الطلاب في الجامعات التي تقوم بدعوة الكثير من الدعاة.

ولا بد لنا من معرفة أنَّ الكثير من الأمريكان مهتمون بالتعرف على الدين الإسلامي، ولكن ما يؤكدون عليه دائمًا هو "حدِّثونا عن الدين ولكن لا تحدثونا عن الجهاد" نظراً لما زرع في قلوبهم من معاني سيئة للغاية حول مفهوم الجهاد من خلال ما تبثه وسائل الإعلام والدعاية المعادية للإسلام.

إن المسلمين في الدولِ الإسلامية لا يستطيعون أن يحاربوا الغرب سلاحًا، ولكن نستطيع أن نغزوه فكرًا، وهذا من المبشرات بانتصار الإسلام فطغيان المادة والحضارة النفعية وإفلاس حضارة المادة جعل الناس تبحث عن غذاء لروحها، وقد وجدوه في الإسلام، ولا بد لنا أن نعذر المسلمينº لأنهم أقلية لا بد لها من الحفاظ على وجودها، ولا بد لها من المسايرة ليس على حساب دينها، ولكن لاستمرار هذا الدين.

أما الشيخ عبد الحميد الكبتي- مدير المركز الإسلامي بمدينه سيون بسويسرا فيرى أن الانشغال بالمشاكل الداخلية سيبقى ما لم تتغير عدة أمور في الجالية المسلمة في الغرب وفي التعامل معها، ومن ذلك توفير شريحة عريضة من الدعاة المتخصصين من أهل العلم تعمل على نشر الوعي بين صفوفِ هذه الجالية بشكلٍ, منهجي وليس بخطبِ الجمعة فقط، والتركيز على معيار التخصص والإنجاز في الأداء الدعوي مع الجالية وليس على حسابِ الحزبية أو الوطنية أو الذاتية، مع دعمٍ, مالي وإشراف علمي رسمي على مديري هذه المراكز الإسلامية وقادة الجاليات مع متابعة وتدقيق وتوفير تفرغ كريم لكل داعية تتوافر فيه مواصفات الداعية في الغرب.. حين تتوافر مثل هذه الأمور سنجد الحال بدأ يتغير.

ويؤكد أنه ليس الوقت والجهد فقط الذي يضيع بسبب الخلافات والفرقة بين المسلمين في الغرب، ففي بعض الأحيان نفقد حتى أسس الفهم الإسلامي الصحيح، ليحل محلها الوطنية والقطرية المقيتة، والتي تقتل العمل، وفي المقابل لا تحيي أي شيء كبديل عن تلك الأعمال أو الشخصيات، والعقلية المتخلفة في فهم الأمور للأسف لا تزال وافرة في عقول البعض في الساحة الأوروبية، بخاصة ممن أصولهم عربية، كأن مجتمعاتنا العربية طبعت فينا هذه العقلية، ولم يسع أصحابها إلى الاستفادة من الأجواء الأوروبية والنظرة الواعية للأمور التي تقوم على تقديم شيء لهذا الدين، ولهذه الدول التي نعيش ونأكل فيها، وينعم الكثيرون منا بالأمن والأمان.

 

القضاء على الخلافات الفكرية:

أما د. صلاح الصاوي مدير الجامعة الإسلامية المفتوحة بواشنطن فيتحدث عن كيفية القضاء على الخلاف بين فصائل العمل الإسلامي، خاصة العاملة في الخارج فيقول:

لقد تأملت في واقع العمل الإسلامي المعاصر فوجدت أنه يعاني من مشكلتين كبيرتين.. من تشرذم علمي يوشك أن يمثل تفرقاً في الدين.. ومن تشرذم تنظيمي يوشك أن يمثل تفرقاً في الراية.. فأخذت أبحث عن الأسباب.. ما الذي أدّى إلى التشرذم العلمي؟ فوجدت أن هناك اجتهادات علمية متفاوتة مختلفة أدت إلى أن تموج الساحة بالمفاهيم المتصارعة.. أسباب ذلك كثيرة منها: الخلط بين الثابت والمتغير أو الخلط بين المحكم والمتشابه.. لأن مرد الخلل في هذه الناحية يرجع إلى أحد أمرين: إما أن نغلو في مسألة من مسائل المتشابه، فنرفعها إلى مصاف المحكمات والقطعيات فنوالي ونعادي عليها، وإما أن نوهن ونفرط في مسألة من المحكم فنهمش قيمتها ونهمش دورها ونهبط بها إلى مستوى المسائل المتشابهة والبسيطة.. هذا يقتضي منا أن نعيد ترتيب الأوراق داخل العقل المسلم بحيث نفصل بدقة بين المحكمات التي يجب أن تجتمع عليها كلمة المسلمين كافة، وبين المتشابهات التي يجب أن يتغافر فيها الناس ولا يفجروا بسببها عداوات وخصومات.

ويجب أن نقدم ورقة عمل تجمع فيها نقاط التنازع بين فصائل العمل الإسلامي لنفصل فيها ما قدمنا سابقاً، ولي شخصياً دراسة في ذلك، ترجع قصتها إلى أنني حضرت في أمريكا مؤتمراً بعنوان: "نحو مسيرة راشدة للعمل الإسلامي"، وأسفر المؤتمر عن توصية بتشكيل لجنة لتحصر نقاط الخلاف في ساحة العمل الإسلامي، وتحاول أن تقدم بشأنها ورقة عمل.. لنجمع من المحكمات دستوراً للعمل الإسلامي، ومن المتشابهات مادة تغافر وموضوع تراحم بين الناس، ثم يُدعى لها والمفكرون والفقهاء، ويستبعد في هذه المرحلة العامة وأشباه العامة.. إلى أن تتضح هذه الورقة وتسدد، ثم بعد ذلك يمكن أن تشاع هذه الورقة وتتبناها المؤتمرات والندوات والمحافل العلمية.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

Rouba

09:32:29 2023-03-27

بارك الله فيكي , على المقال الجميل و الواقعي. نعيش في المانيا ةنلتمس اغلب المشاكل التي تحدثتي عنه لكن في ظل كل هده المشاكل الدعم المادي مهم جدا للتغلب على الفرقه و نشر الدعوة الاسلامية لايجاد مراكز اسلامية تاثر بالراي العام فنجد الجالية التركية نشطة جدا بفعالياتها بسبب دعم الحكومة التركية لهم .لكن هم يركزون على الاسلام الصوفي وما به من امور دخيلى على الدين و هدا يروق للغرب لما في من تاملات و اغاني وفلسفة صوفية .بينما واجب علينا ان ننشر ديننا كما علمنا الرسول و الصحابا الكرام. بارك الله فيكي .