الرحمة الأمريكية تنزل على دارفور


 

بسم الله الرحمن الرحيم

لسنا مبالغين إذا قلنا: إن معظم مشكلات العالم وآفاته وأزماته تأتي من الدول الأكبر التي تقود العالم، من الدول التي تتحدث عن كرامة الإنسان وحريته.

إحصائية بسيطة على مستوى العالم، أو على مستوى الوطن العربي الإسلامي تنبيك أن شرنا وبلاءنا، وتفرقنا واستلاب بلادنا وحقوقناº آتية من الذين يتفوهون ويدعون أنهم المخلصون والمحررون، والذين تجب طاعتهم وعبادتهم من دون الله، ويتمثل هذا في المثل العربي الشعبي "حاميها حراميها".

وما إن يهدأ "حريق" في بلد حتى يوقدوا "حريق" آخر، وما إن ينتهي الحيوان الضاري من "فريسة" حتى يبدأ "بفريسة" جديدة.

وهذه الحرائق والفرائس موزعة في آسيا وأفريقيا حيث العرب والمسلمون، وحيث الاستضعاف والاستخفاف، وحيث أرض الله الأقدس والأنفس والأغنى.

كيف طلع علينا الأمريكان ومن بعدهم وفي سربهم الدول الأوروبية بحكاية "دارفور"، وهل تتبدل أحوال الناس في يوم وشهر وسنة، إن كانت حكاية دارفور مشكلة حقاً فإن هذا يكون ركان سنوات، ولا يكون بتوقيت أمريكي، ولقد حكم الإنجليز السودان ودارفور حتى شبعوا، ثم جاءت حكومات قبل حكومة الإنقاذ، فهل كان الناس في رغد العيش، وطيب المقام، ثم انقلب الحال مرة واحدة؟

ولماذا تأتي مشكلة دارفور بعد ثورة الجنوب بقيادة قرنق، ودعم أمريكا ودول الغرب، انتقلت الكرة من جنوب السودان إلى وسطه أو غربه.

اللعبة مكشوفة، وهي تأتي في سياق تمزيق السودان في غفلة من العرب والمسلمين والأفارقة، وبتمزيق السودان بعد تمزيق العراق يكون هناك وجود أمريكي إسرائيلي يرقب أفريقيا، ويكيف دولها كيف يشاء.

المهم أن هذا الإفساد والتدمير يمر بيسر وسهولة، وتحت شعار الرحمة الأمريكية والعدل الأوروبي، والإشفاق على جوعى دارفور السودانيين المسلمين المساكين، جوعاهم ومرضاهم وعطشاهم.

ولا ندري أين كانت أمريكا ومجلس الأمن، وأين هما الآن من حرب الإبادة في الشيشان، وفلسطين، والعراق، وأفغانستان، والجوع كائن في أفريقيا قديماً وحديثاً، ولكن ماذا عن القتل وهدم البيوت على أهلها، وماذا عن الطائرات والصواريخ وفعلها في فلسطين، في رفح وغزة، وجنين والفلوجة وبعقوبة، والفرق كبير بين الجوع والقتل.

وماذا عما كان وهو كائن في سجن أبوغريب وغوانتينامو تحت الحكم الأمريكي، وفي سجون فلسطين تحت حكم الإسرائيليين، والسؤال الكبير للقلب الأمريكي الرحيم أين كنتم؟ ولماذا سكتم عن مشهد الإبادة الجماعية والتدمير والإبادة الدينية للشعب الشيشاني؟

المشكلة أننا نفهمكم، ولا نقدر عليكم، بل ما زالت فئة منا تسبح بحمدكم، وأنتم القاتلون.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply