بأي حال عدت يا رمضان ؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وا حزناه!

وا حرَّ قلباه على إخواننا المسلمين في فلسطين!

فها هو العدو الخصيم والمجرم الأثيم يضربهم بكلِّ ما أُوتي من قوَّة...

يقتِّل أبناءهم، ويستحيي نساءهم، ويحصد شبابهم، وييتم أطفالهم، ويصفي قادتهم، ويدمر منازلهم، ويجتاح ديارهم، ويقتلع أشجارهم، ويبتلع أرضهم، ويفعل بهم الأفاعيل من التشريد والتعذيب والتقتيل والتنكيل، وبكلِّ وسيلة وحشية وطريقة دموية على عين الناظر وسمع المتابع!

وها هو الخنزير الكبير والكلب المسعور [شارون! ] يعيث في الأرض فسادا، ويتهادى بين جنباتها كفراً وإلحاداً، فأمٌّه الهاوية [أمريكا] تحتضنه بين ضلوعها كلما ضَرب أو خاف واضطرب، فهو يقمع بعصاتها، ويتحدث بلسانها، ويناور تحت مظلتها، ويعصف بأموالها، ويقصف بأسلحتها، ويمكر ويغدر ويدمر ويفجر مدعوماً بساستها وقادتها..

فمن لي برأس الحية فقد طابت بقطعه المنيَّة؟!

ويأتي رمضان على إخواننا، وهم في حال بئيس وواقع تعيس، فلا هُم يحتملون جور العدو، ولا يطيقون خذلان الصديق...

فالمسلمون أضعف ما يكونون، أو مشغولون عنهم، ومتغافلون عن حالهم، أو أنهم يلملمون أطرافهم خوفاً وفزعاً من عدوهم الذي ينظر إليهم بعين الراصد وقلب الحاقد!

ويتساءل الغيور في حرقة مُرَّة: ماذا أُقدِّم لهم؟ كيف أنصرهم؟ وبماذا أمدٌّ يدي إليهم؟

أقول ـ وطئت لك العوالي أيها الكنز الغالي ـ إنَّ من أعظم ما يُمكن نُصرة إخواننا به هو الدعاء لهم وعلى عدوهم، وتقديم المساعدة لهم للثبات على أرضهم، وتجهيز مجاهديهم، وإخلافهم في أهلهم من بعدهم، والجهاد معهم والقتال دونهم، والدفاع عن قضيتهم والذب عنهم، وغرس جذور قضيتهم في أعماق الأجيال القادمة حتى لا تصبح نسيا منسيا...

وفوق هذا ومعه عليك بإصلاح نفسك، وتغيير حالك [إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم]

فطريق النصر يبدأ بك أنت!

لأن الله - تعالى -قادر على نصرهم، وقاهر لعدوهم، ويغار على دينه، ويحب أولياءه، وأتباع دينه الخاتم، ويبغض أحفاد القردة والخنازير، لكنه ـ - سبحانه - ـ يمحِّص المؤمنين، ويبتلي الصادقين، [ليميز الخبيث من الطيب]

[ليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب]

ومن ذنوبنا سلَّط الله علينا وعمَّت البلوى بما يقع على إخواننا، فالشر يعم والخير يخص [واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة] فلا تكن سبباً في هزيمة إخوانك وتسليط عدوهم عليهم!!

فلنجدد المسير إلى الله، ولنصلح أحوالنا معه، ليتغير الحال إلى خير حال وأفضل مآل..

ورمضان فرصة للتغيير، فانتصر أنت على نفسك وشهواتك، وسيأتي النصر ـ من الله وحده ـ لك ولإخوانك وأمتك..

[إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم]

ومن لم يقرِّبه رمضان من ربِّه، فأبعده الله، وأبعد النصر عنه!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply