لم يقصفوك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

قصفوا قلوب العاشقين بجمرةٍ, حمراءَ من لهب الفراق

 

فتضرّمت نيران لوعة فقد " رنتيسي "على قلب الرفاق

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

قصفوا فلسطين الحبيبة في الفؤاد بثكلها أسد الأسود

 

فتفطّرت أكبادها وتصعّدت زفراتها عن ليثها: صقر الخلود

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

قصفوا عضيّات التراب فتلك في الجسم المكبّل قد تموت

 

والروح في معراجها لله قد أمست تسبـّح في قنوت

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

أوَ يقصف الطود الأشمّ شهامة في عزّه رسخ الإباء؟!

 

أيضيع وهج الشمس خلف غمامةٍ, سوداء من كرب الشتاء؟!

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

من هؤلاء السافلون العابثون إذا دجى جنح الظلام؟

 

المرعبَون بجبنهم قد أضجروا ليلا معالينا الهمام؟

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

***

 

ها أزعجتــكَ بعوضتان عنيدتان فقمتَ تخرس ُ ما أثارا من طنين

 

ورحلتَ من ضجر المكان إلى الجنان فثمّة الأطيار أعذبتِ الرنين

 

 لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

أبدا وما امتدّت إليك سيوفهم وجها لوجهٍ, حين يشتدّ الصليل

 

لكنهم من جبنهم وهلوعهم قد قاتلوا عن ألف أمتار وميل

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

يا شامة للكبرياء أمام جحفل عدّهم وعتادهم لم ترتض السلم الخؤون

 

يوما و لا أفن الحصيف برأيه عند التــّحدث في مصير القدس شريان العيون

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

يا موجة البحر الفسيح تهللت من غزّة الشمّاء عزّة يعربِ

 

أمست تهوج بسُحرةٍ, وغدت تموج ببكرةٍ, وفق السداد لمأربِ

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

يا زهرة الأنوار والقمح المذهّب والنّخيل تهدّلت منه الثـّـِمار

 

لم ترض كشكوت التطفّل يبتغي من روضة البستان زهر الجلـّنار

 

 لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

***

 

ها قد رحلتَ وفي المآقي من لهيب البين أخدود الدموع

 

وأنا الرقيق المرهف الحسّـاس لا أقوى على كبت الضلوع

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

كم من حنينٍ, راود القلب المؤمّـل نظرة شوقا إليك

 

أصمى السويداءَ الرحيلُ فكيف إن هاجرتَ لا أبكي عليك

 

 لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

وبقيتُ مفجوع الفؤاد بفقد " رنتيسي " الحبيب

 

هدّت حوانيني رياح الصمت من حزني الجديب

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

كذب اليهود بزعمهم إنـّا قصفنا الصقر وانتهتِ الرواية بالشجب

 

فلقد رسمتَ الدرب للأجيال كي تتلو من الأنفال ما يذكي اللهب

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

سأظلّ أذكر ما حييتُ جهادك البطل الأبيّ مدى الحياه

 

وسأقتفي نور الشهادة بالتعطـّر من أريجك في الجباه

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

 

لن يطفئ اللهب المؤجّج في دمي إلاّ بأن أدعو اللحوق بصاحبي

 

ربّاه ألحقني به في جنـّة الرضوان أشفِ لواعجا لترائبي

 

لكنّهم لم يقصفوك

 

إي إي نعم..

 

لم يقصفوك

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply