ولا تنازعوا فتفشلوا


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

لقد حرص الاسلام على بقاء هذه الأمة قوية متماسكة، لتتمكن من أداء رسالتها، والقيام بواجبها، ولذا حذر الله تعالى من التنازع والخلاف، ونهى عن التدابر والشقاق، لمـا يجر من ضعف وخذلان، وفشل وذهابٍ للقوة والبأس، وحصولٍ للضعف والهوان .

(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال (46)

فطاعة الله ورسوله تبطل أسباب الخلاف، لأن اختلاف الناس إنما هو لاختلاف مصادر القيادة والتوجيه وتعددها، ولتمكن الهوى المطاع والرغبة المتبعة، وإن الذي يثير النزاع كما يقول بعضهم: (إنما هو الهوى، الذي يجعل كل صاحب وجة نظر يصر عليها، مهما تبين له وجه الحق في غيرها، وإنما هو وضع الذات في كفة ، والحق في كفة، وترجيح الذات على الحق ابتداءً).

إن تجنب أسباب النزاع من أهم عوامل النصر الحقيقية، ولذا حذر الله تعالى منها، مبيناً عواقبها، وهي الفشل وذهاب الريح في أسرع وقت، ولهذا جاء التعبير في قوله تعالى (فَتَفْشَلُوا) بفاء التعقيب الدالة على السرعة، للدلالة على سرعة حدوث الفشل بعد التنازع، وأنه ليس هناك فاصل زمني طويل بينهما، فهما متلازمان متلاحقان.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply