إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده قوله : "إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق". حسّنه الألباني

يستفاد من هذا الحديث منهجًا تربويًا في تعويد النفس على الطاعات؛ وهو أن يبدأ المرء فيما يريد من طاعة بالتدرج لا أن يأتي بمالا يتحمل بدايةً ثم يكسل في نهاية الأمر .

قال المناوي في شرح هذا الحديث: "إن هذا الدين متين" أي: صلب شديد، فأوغلوا: أي سيروا فيه برفق، ولا تحملوا على أنفسكم ما لا تطيقونه، فتعجزوا وتتركوا العمل.

 وقال الغزالي: أراد بذلك أن لا يكلف نفسه في أعماله الدينية ما يخالف العادة، بل يكون بتلطف وتدريج، فلا ينتقل دفعة واحدة إلى الطريق الأقصى في التبدل، فإن الطبع نفور، ولا يمكن نقله عن أخلاقه الرديئة إلا شيئا فشيئا حتى تنفصم الأخلاق المذمومة الراسخة فيه، ومن لم يراع التدريج وتوغل دفعة واحدة، ترقى إلى حالة تشق عليه فتنعكس أموره فيصير ما كان محبوبا عنده ممقوتا، وما كان مكروها عنده مشربا هنيئا لا ينفر عنه.

وبالمثال يتضح المقال :

لو أن شخصًا أراد تعويد نفسه على قيام الليل، وبدأ من أول مرة بإحدى عشر ركعة! يقال له: هذا منهج خاطئ؛ لأنك الآن في فترة حماس ونشاط، ولكن ابدأ بركعة واحدة أو ثلاث واستمر عليها حتى تصبح هذه الركعات كأنها فرض واجب عليك لا تتركها مهما كان فيك من تعب أو إلخ من مشاق .

ومع مرور الأيام ستجد ذلك، حينها زد في عدد الركعات إلى خمس أو سبع وهكذا تدريجيًا حتى يثبت الإنسان بإذن الله تعالى. وقل مثل هذا في سائر النوافل من العبادات . وبالله التوفيق وعليه التكلان

ولا ننسى أن نكثر من هذا الدعاء :اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply