دعاء الوالدين لأولادهم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

دعاء الوالدين لأولادهم – حماد العروان

 

إن من يتتبع آيات كتاب الله تعالى وأحاديث وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في موضوع دعاء الوالدين لذرياتهم يمكنه أن يخرج بنتيجة مفادها:

دعاء الآباء للأولاد هو منهج أنبياء الله تعالى والصالحين من عباده.

فها هو خليل الله ابراهيم عليه السلام يسأل الله تعالى الولد الصالح فيدعو ربه قائلا :{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ

وكذلك دعا زكريا عليه السلام ربه أن يهب له ولدًا وليًا مرضيًا يرث النبوة من أبيه ومن آل يعقوب فيقول: {....فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}.

ولم ينقطع دعاء الأنبياء لأبنائهم بعد أن استجاب الله تعالى لهم ورزقهم الولد، بل استمر ذلك الدعاء وازداد مع الأخذ بجميع أسباب حسن التربية والإصلاح، فهذا نبي الله ابراهيم عليه السلام يدعو لنفسه ولولده أن يجنبهم الله عبادة الأوثان، وأن يجعله وذريته من مقيمي الصلاة: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} ، {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}.

وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لأولاده وأحفاده الحسن والحسين وأولاد الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، فقد ورد في صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ)، وفي رواية أخرى في مسند الإمام أحمد بإسناد قوي أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس فقال: (اللَّهُمَّ فَقِّهُّ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ)، وفي صحيح البخاري أيضا عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ وَيَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا).

 

فيا من يشتكي من الآباء والأمهات من سوء حال ولده وقلة التزامه بدينه أواضطراب في سلوكه وخلل في أخلاقه: إن الله تعالى قد جعل بين أيديكم سلاحًا فعالًا لصلاح أولادكم واستقامتهم، ومنحة ربانية لتقويم اعوجاج أحدهم إن اعوج، وتصحيح مسار طريقه إن ضل، وإعادته إلى الصراط المستقيم إن حاد عنه أو انحرف، فلا تبخلوا على أولادكم بالدعاء لهم.

والله الموفق لا إله غيره ولا ربَّ سواه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply