الجزاء من جنس العمل


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

تحت قاعدة الجزاء من جنس العمل إليكم هذه الخاطرة :

إنها سعادة غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يُسعِد الآخرين أو يشارك في إسعادهم أو تخفيف آلامهم، سعادة لا تحس بها إلا النفوس الطاهرة النقية، التي رجاؤها دومًا وجه ربها وسعيها دومًا هو في طرقات الخير المضيئة!

إنَّ الحياة كد وتعب ومشقة وصعاب ومشكلات واختبارات وآلام، وما يصفو منها ما يلبث أن يتكدر، وليس فيها من أوقات صفاء تام إلا (أوقات العبادة المخلصة لرب العالمين سبحانه)!

والناس جميعهم بحاجة إلى يد حانية، تحنو على أكتافهم في أوقات المصائب، وتقوم انكسارهم في أوقات الآلام، وتبلل ريقهم بماء رقراق عند جفاف الحلوق!

ومن طالت به خبرته بالحياة علم أنَّ أعلى الناس فيها قدرًا هم الناصحون لغيرهم بالعلم النافع والمفرجون كرب الناس والميسرون على المعسرين والباذلون جهدهم لإسعاد غيرهم .

وانظر إلى ذلك الموقف الرائع يوم استضاف أحد أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ضيفًا وأراد أن يكرمه ويدخل السرور عليه وكان طعامه قليلًا ، فأطفأ المصباح وتصنع أنه يأكل حتى انتهى ضيفه من طعامه وشبع، وإذا بالقرآن ينزل ليسجل حادثة هي قليلة في أعين الناس كبيرة في ميزان المروءات والمبادىء والمعاني التي يعتني بها الشارع الحكيم، لذا رفع الله درجتها فقال: ﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.

إنهم فضلوا شبع بطن ضيفهم على شبع بطونهم، وقدموا سرور أخوهم المسلم على سرور ذواتهم، وإن كانت ذواتهم قد نعمت بنوع آخر من السرور هو أعلى وأكبر (ويعلم حقيقة ذلك من جربه).

فلتكن لك يد حانية، تعين بها محتاج

ولسان يسكب جميل العبارات والدعوات

التي تدخل بها السرور على أخيك المسلم .

فهذا طريق من طرق السعادة يا من تبحث عنها .

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 3 )

بوركت شيخنا جزيت الجنة

-

سمية

00:23:48 2020-07-13

بوركت شيخنا جزيت الجنة .. ياليت تفكر في فتح برنامج التيك توك للاستفادة من علمك ..

حفظكم الله شيخنا الفاظل

-

عماد

21:20:33 2019-04-11

شكرا على كلماتكم المضيئه بإنتظاركم ياشيخ حماد لاعدمناكم

لاعدمنا فوائدك ياشيخ حمّاد

-

بدرآن

15:14:05 2019-03-24

لا عدمنا فوائدك ياشيخ حمّاد، بإنتظار القادم