اصنع أنظمة لحياتك


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

كثير من الأهداف الصغيرة والعظمى، نتحمس للتخطيط لها، نبذل أوقات طويلة في التفكير فيها، ولكن بعد زمن نكتشف أننا لم نحقق إلا القليل جداً، هذا في حال أننا حققناً شيئًا !

وذلك ينطبق أيضاً على جوانب حياتنا المختلفة مثل: النوم والغذاء والرياضة والعلاقات والمهام والارتباطات الاجتماعية والدراسة والعمل وغيرها .

هنالك أسباب عديدة بالتأكيد، ولكن أهم سبب برأيي هو أننا قد لا نضع تلك الأهداف على شكل نظام حياة يتشكل في روتين نعتاد عليه .

من أمثلة ذلك :

حين يريد شخص أن يقرأ كتاب معين عدد صفحاته ٣٠٠ صفحة ، وهذا الكتاب سوف يكسبه مهارات ومعلوماته هامة في حياته . ويعتبر من أهدافه لهذا الشهر .

حتى ينجز هذا الهدف ليس هنالك أفضل من أن يبني نظام قراءة ، يشمل هذا النظام عدة أسس منها :

وقت محدد من الأسبوع ، مثلاً: كل يوم ما عدا الخميس والجمعة ما بين صلاتي المغرب والعشاء، بشكل يصبح روتين طبيعي .

نمط معين للقراءة ، كاستخدام القلم والتلخيص وغيرها .

منع كل المشتتات مثل الجوال .

ومثال آخر للنوم مثلاً: فيحدد وقت تقريبي لموعد النوم وآخر للاستيقاظ، والنوم لمدة ساعة ونصف مثلاً منتصف اليوم، وهكذا.

وهنالك أنظمة أخرى شخصية يمكن بناؤها مثل :

نظام العلاقات والارتباطات الاجتماعية .

 نظام المعاملات والإجراءات وأرشفة المستندات .

نظام تربية الأبناء .

نظام العلاقة الزوجية .

نظام الترفيه والاستمتاع .

نظام التعلم .

النظام المالي .

نظام الأكل .

نظام الوظيفة أو الأعمال .

نظام التحسين والتطوير .

نظام ترتيب وصيانة الأشياء كالسيارة والبيت وغيرها .

نظام الملابس والمقتنيات .

نظام العناية بالجسد .

نظام التفكير .

نظام التعامل مع الضغوط والأزمات .وغيرها.

الناظر لمثل هذه القائمة للوهلة الأولى قد يظن أن ذلك شيء معقد وصعب أداؤ ، لكن في حقيقة الأمر أننا جميعاً نؤدي معظم تلك الأمور بطرق اعتدنا عليها ولم نعد نشعر بها، و للأسف أن معظمها غير فعال ودليل ذلك النتائج غير المرضية للكثيرين .

والبعض يعتقد أن ذلك كبت للحرية وتحويل الانسان في الحياة إلى آلة، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً.

فالإنسان مطالب أن يكون مرناً، وليس من الضروري أن تكون نسبة الإنجاز كاملة، لأن ذلك لن يحصل، ولكن الهدف هو زيادة الأداء و النتائج.

خطوات عملية لبناء أنظمة حياة :

حدد كل جوانب حياتك ، هنالك ما يعرف بـ  The Wheel Of Life عجلة الحياة. وتشمل كل الجوانب، مثل الجانب: الروحي والصحي والاجتماعي والدراسي أو المهني والتطويري والمالي وغيرها .

حدد ما تود تحقيقه وإنجازه والمحافظ عليه في كل الجوانب سواء خلال فترة معينة أو طيلة الحياة.

اكتب قائمة المهام والأهداف التي تود إنجازها خلال هذه السنة أو هذا الشهر.

ضع نمط وقوانين لكل نظام ، بحيث تكون مرنة وقابلة للتطبيق.

اجعل كل تلك المهام والأهداف بشكل يمكن قياسها.

لا تجعل الحماس المبالغ فيه يسيطر على بنائك لتلك الأنظمة، فكثير منها يتم بناؤها ثم ما تلبث أن تتلاشى بسبب عدم وجود مرونة، يجب أن يكون النظام مرناً يمكن تطبيقه والاستمرار والمحافظة عليه .

اجعل تقييم أدائك لكل نظام بشكل شهري ثم ربع سنوي ثم نصف سنوي ثم سنوي، حتى يتسنى لك تقييم الأداء بشكل واقعي، فأحياناً قد نمر بظروف مفاجئة مما قد يجعلنا أسرى للإحباط .

من الأفضل أن يتم بناء الأنظمة بشكل تدريجي، بحيث يبنى كل نظام بشكل دقيق وبما لا يتنافى مع بقية الأنظمة .

بناء نظام هو في الحقيقة عبارة عن صنع عادات يومية وأسبوعية جديدة، واكتساب أي عادة يتطلب صبر وممارسة ومحاولات قد تمتد لعدة أسابيع حتى تصبح جزء طبيعي من سلوكنا .

كل الأنظمة يجب أن تكون متوافقة مع رؤية الشخص ورسالته في الحياة ، بحيث تصب كلها في اتجاه واحد.

في كتابه The 15 Invaluable Laws Of Growth يقول صاحب أكثر الكتب تأثيراً ومبيعاً في العالم جون ماكسويل: ”أحد أكبر الأسرار في أمر نموي الشخصي وإنتاجي الوفير هو أنني استخدم الأنظمة في كل الأمور.

ويقول ميشيل جيربر مؤلف كتاب The E-Myth: ”إن الأنظمة تسمح للأشخاص العاديين بتحقيق نتائج استثنائية متوقعة ، لكن دون نظام حتى الأشخاص الاستثنائيين سيجدون صعوبة في تحقيق النتائج العادية كما هو متوقع” .

الأمر ببساطة يتطلب جهد متدرج مرن لبناء كل نظام ، والاعتياد عليه ، بحيث يصل الشخص في نهاية المطاف إلى روتين يومي وأسبوعي يشمل خطوات صغيرة في كل جانب ولكل هدف ، وبعد مرور أشهر قليلة سيجد أنه أنجز فيها بكل استمتاع ما لم ينجزه في سنوات.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply