بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لماذا تقف أمام المرآة لوقت لا بأس به... تقوم بتعديل هندامك، تتأكد من عدم وجود ما يظهرك
أمام ( الآخرين) بصورة غير لائقة، ولا تنصرف عن المرآة حتى تتأكد من صورتك الخارجية بأنها جيدة.
الموقف السابق يمر به أكثر الناس،فنحن بمظهرنا الخارجي نوصل للآخرين رسالة.
بعض الناس يهتم جدا لدرجة المبالغة بهذه الرسالة ومضمونها فتراه يحرص على أن يكون مظهره مبني على عوامل شتى:
جمال اللباس وجودته وسعره الغالي وكذلك نظافته من أدنى شائبة وأن يكون (مكويا) بدون أي ثنية ولو صغيرة جدا.
وهناك من الناس لا يهتم بهذه الرسالة ولا بمضمونها فتراه رث الهيئة، بل قد يكون لباسه وسخا، وحاله هذه ليست بسبب قلة ذات يد أو مال بل بسبب الإهمال.
وهناك من هو وسط بين طرفي الغلو! لباسه نظيف ومرتب، لا يتكلف في رسالة اللباس وما دلت عليه ولا يهملها في الوقت نفسه.
كذلك نوصل رسالة بحسب نوع اللباس فالرجل الذي يرفع بنطاله مثلا يختلف عمن يجعله يكشف عن جزء من عورته وسرواله الداخلي بطريقة لباس تسمى بـ low waist
فنحن نخاطب الآخرين بما نلبس، وقد دل القرآن على وجود هذه المخاطبة؛ قال تعالى ﴿يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما﴾
أمر الله النساء فقط بلباس ساتر يدل على أنهن حرائر، ويخاطب من في قلبه مرض بأن لا يتعرض لهن بأذى، فلا يوجد لك مبرر لأن تتعرض لمن لبست لباسا يعبر بصوت واضح ومسموع بأنها امرأة حيية ستيرة.
والعكس بالعكس، من تبرجت بلباس ضيق وإن سمي هذا اللباس بهتانا بالعباءة، أو وضعت المساحيق التجميلية (الميكاج) فماذا هي الرسالة التي تخاطب غيرها بها؟
وكلمة (غيرها) هنا تشمل الرجال الأجانب عنها الذين تقع أعينهم عليها.
وقد سمعنا كثيرا من الفساق الذين يتعرضون للنساء أو ممن جالسهم، بأن المرأة المتسترة لها هيبة عندهم فلا يتعرضون لها.
لماذا؟ لأن الرسالة قد أتتهم واضحة: لا تقترب فلست لقمة سائغة .
تأمل كيف جُعل إثم المرأة التي تخرج متعطرة ليجد ريحها الرجال الأجانب عنها؛ كإثم الزانية!
لأن رسالتها لهم كالآتي:
هلموا أيها الرجال استنشقوا طيبي الذي وضعته على جسدي! هل أعجبكم؟
وتأمل تشديد الشريعة فيمن تشبه بلباس وزي الكفار، لأن الرسالة التي تصدر منها وهو يلبس هذا الزي:
انظروا إلى ما ألبس! إنه زي خاص بالكفار الذي بلغ تعظيمهم في قلبي وإعجابي بهم أن تشبهت بزيهم حتى أبدو واحدا منهم.
لذلك حتى من لم ينو التشبه ينهى يُشدد عليه، أما من نوى التشبه فهو منهم لقوله ﷺ من تشبه بقوم فهو منهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد