دور ممارسة الألعاب في خفض القلق لذوي الإعاقات


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

دور ممارسة الألعاب في خفض القلق لذوي الإعاقات الجسدية الحركية

بمؤسسة رعاية الأطفال المشلولين بالطائف بحث مقدم ضمن متطلبات

الحصول على درجة ماجستير تخصص علم نفس تربوي إعداد االباحثة  : سارة محمد عبد الله المعصوب القحطاني إشراف:/الدكتور :/ إبراهيم الحسن الحكمي  أستاذ علم النفس التربوي المشارك  كلية التربية - جامعة الطائف الفصل الدراسي الأول العام الجامعي1429 /1430هـ

مشكلة الدراسة:

في ورقة بحثية عن "اتجاهات الإعلاميين السعوديين نحو ذوي الاحتياجات الخاصة: دراسة مسحية عن الصورة والاهتمامات في وسائل الإعلام السعودية" تم استعراض نتائج هذه الدراسة المسحية، منها: تقدمت الإعاقة الحركية الجسدية على باقي الإعاقات الأخرى في استقطاب وسائل الإعلام السعودية (القرني، 2007).

حيث أن مفهوم الأطفال عن أنفسهم ضعيف نسبياً، وهم غالباً ما يميلون إلى الاعتماد على الراشدين وتعبيرهم عن غضبهم لا يظهرونه علانية وهم أقل ذكاءً وإنجازاً في الامتحانات من الطلاب الآخرين لأن القلق يتدخل في قدرتهم على أداء العمل بكفاءة، إن القلق يمنع الطفل من التفكير في البدائل ويجعل الطفل مشلولاً( العزّة ، 2002م).

لذا ينبغي أن يكون الهدف من برامج التربية الخاصة للأطفال المعاقين حركياً هو إعداد الفرد ليأخذ مكانه في العالم الذي يعيش فيه اجتماعياً واقتصادياً، وأن يدرب نفسه على الاستفادة من قدراته ومعلوماته إلى أقصى حدّ ممكن من الكفاية. وينبغي ألاّ يسمح بأي حال من الأحوال أن يفصل الطفل المعاق حركياً عن غيره من الأطفال الأصحاء حتى لا يشعر بأنه يختلف إلى حدّ كبير عن الآخرين (عبيد ، 2001م).

وهناك اتفاق عام بين علماء النفس على أن الانحرافات البدنية قد لا تؤدي بالضرورة إلى اضطرابات انفعالية . وفيما عدا الحالات المرضية فإن التعميمات الآتية تبدو معقولة إلى حدّ كبير جداً:-

1- لا يستلزم أي شذوذ أو انحراف بدني سوء توافق نفسي.

2- إذا وُجد اضطراب انفعالي عند شخص مصاب بعجز بدني فإن مثل هذا الاضطراب ليس نتيجة مباشرة لعجزه البدني ، ولكن توجد عوامل اجتماعية تتوسط بينهما.

3- يحدث توسط العوامل الاجتماعية بين الحالة البدنية والسلوك الانفعالي على النحو التالي:-

أ - يفتقر الشخص إلى أداة تعتبر مطلوبة للسلوك في الثقافة التي يعيش فيها وهو يعرف أنه يفتقر إليها.

ب – يدرك الأشخاص الآخرون أنه يفتقر إلى أداة هامة ويحطون من قدره نتيجة لعدم وجودها.

ج – يتقبل الشخص المصاب حكم الآخرين عليه بأنه مختلف عنهم وأقل جدارة منهم فلا يرضى عن نفسه.

وتكون هذه العناصر الثلاثة المتقدمة وحدة متكاملة ، فإذا لم يحدث "أ و ب" فإن "ج" لا تحدث ، وإذا لم تحدث "ج" فلا يوجد في هذه الحالة أية اضطرابات انفعالية .(سليمان ، 2001م)

ويواجه الأفراد المعوقين جسمياً نفس المشكلات والصعوبات الاجتماعية والانفعالية التي يواجهها الأفراد غير المعوقين من نفس العمر. إضافة إلى ذلك فإن هؤلاء الأفراد يواجهون مشكلات أخرى بسبب إعاقتهم وما يرتبط بها من اتجاهات الآباء والأقران والأشخاص الآخرين المهمين في حياتهم ، ولكن البحوث العلمية بينت عدم وجود نمط شخصية أو سيكولوجية محددة ترتبط بأي إعاقة من الإعاقات الجسمية. ( الخطيب ، الحديدي ،1997م)

و يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية من خلال التساؤل التالي:-

- هل هناك فروق دالة إحصائيا بين مستوى القلق في الاختبار القبلي والبعدي للأطفال المعاقين حركياً؟

ومما سبق تتحدد مشكلة البحث باستخدام برنامج بالألعاب "البنائية" ، نضمن منه حُسن الاستفادة التي تتضمنها هذه الألعاب وتوظيفها في مجالها الطبيعي ، فضلاً عن معرفة الأثر المترتب عن استخدامها كإجراء تربوي في خفض القلق لدى المعاقين حركياً.

أهداف الدراسة:-

تهدف الدراسة الحالية إلى دراسة فاعلية برنامج اللعب في خفض مستوى القلق لدى ذوي الإعاقات الجسدية الحركية بمؤسسة رعاية الأطفال المشلولين بالطائف من خلال :-

·   دراسة الفروق بين قياسات مستوى القلق لدى المجموعة التجريبية من ذوي الإعاقات الجسدية الحركية (قبلي ، بعدي ) تطبيق برنامج اللعب.

·   قياس حجم الأثر الذي يحدثه برنامج اللعب في مستوى القلق لدى المجموعة التجريبية من ذوي الإعاقات الجسدية الحركية.

أهمية الدراسة:-

تتضح أهمية الدراسة في الكشف عن وجود القلق لدى المعاقين حركياً وخاصةً لدى الأطفال ، وبالكشف عن استخدام برامج اللعب في خفض مستوى القلق لديهم كأداة مقننة يمكن الاستعانة بها في هذا المجال.

حيث قد يصاحب الإعاقة سوء توافق شخصي أو اجتماعي أو مدرسي أو مهني ، واضطراب وتشوه مفهوم الجسم أو مفهوم الذات بصفة عامة.(زهران ، 1999م) لذا يعد التعرف على المعوقات في حياة الأطفال ذوي الإعاقات الجسدية الحركية نقطة هامة وأساسية لتذليل الصعوبات في حياتهم ومساعدتهم على تكوين اتجاهات إيجابية نحو إعاقتهم وسهولة التكيف معها ، كما يعد القلق من أبرز تلك المعوقات التي تواجه فئة ذوي الإعاقات الجسدية الحركية من الأطفال .

كما أن أهمية البحث تساهم في تعريف الأسرة والمجتمع من المهتمين بفئة المعاقين حركياً على وسيلة من الوسائل المتاحة للتعامل مع الأطفال ممن يعانون من القلق نتيجة لإعاقتهم وذلك باستخدام اللعب التركيبي البنائي كأداة . وبالتالي يمكن تلخيص أهمية البحث في النقاط التالية:-

-   إن البحث الحالي قد يسهم في تقديم برامج بالألعاب التركيبية تعين على خفض القلق لدى الأطفال بشكل عام والأطفال ذوي الإعاقة الحركية بشكل خاص.

-   يقدم البحث إسهاماً متواضعاً من خلال توفير أداة لخفض القلق وهو " برنامج الألعاب التركيبية لدى الأطفال المعاقين حركياً ".

1-  يعطي هذا البحث مؤشرات على مدى تأثير برامج الألعاب التركيبية في خفض القلق لدى الأطفال.

2-  البحث الحالي ما هو إلاّ محاولة للتعرف على مستوى القلق لدى الأطفال المعاقين حركياً كخطوة على طريق إضافة بعض البرامج التربوية والعلاجية المتبعة في مؤسسات رعاية المشلولين بهدف العمل على إثراءها وتفعيل دورها.

مصطلحات الدراسة:-

v   اللعب التركيبي: "هو اللعب المتمثل في أعمال البناء والتشييد تقليداً لنماذج واقعية أو نماذج خيالية ومع تطور الأطفال تصبح النماذج الخيالية عندهم أكثر واقعية، ومن الألعاب التركيبية التي يمارسها الأطفال في المرحلة الأساسية: ألعاب مكعبات الخشب والبلاستيك، ألعاب القص، ألعاب الطباشير، ألعاب الخرز، ألعاب الحفر على الخشب، ألعاب الدهانات، ألعاب الورق، ألعاب المعاجين، ألعاب الكرتون، ألعاب البلاستيك، ألعاب النقش، ألعاب الخيطان، ألعاب الرمل، ألعاب الحجارة، ألعاب الخياطة، ألعاب التطريز، ألعاب الجمع، التصفيف، التحليل، التفسير، الرسم، النحت، التلوين، التشكيل، الغناء، الأناشيد، التمثيل ومشاهدة الأفلام والصور، ونماذج السيارات والطائرات، ومجسمات الطيور والصواريخ الفضائية ، ...الخ ، ومن خلال هذه الألعاب نجد أنها مختلفة المواد والمصدر ومتنوعة على صور مختلفة." ( الحيلة ، 2005م) .

v   القلق العام Generalized Anxiety: "يعتبر الشخص مصاباً بالقلق إذا عانى من ستة أعراض أو أكثر من هذه الأعراض مرة كل شهر وعلى نحو دوري:

أ – التوتر الحركي motor tension :الرعشة، التنميل، الشعور بالاهتزاز، التوتر العضلي، عدم الارتياح، القابلية للتعب.

ب – زيادة النشاط الاستشاري للجهاز العصبي اللاإرادي automatic hyperactivity: وتتمثل في صعوبة التنفس، برودة الأطراف، جفاف الحلق والفم، الإسهال المتكرر، الغثيان، الاحمرار خجلاً، التبول المتكرر.

ج – الحرص والتيقظ vigilance & seanning حيث صعوبة التركيز والأرق واضطرابات النوم وسرعة التهيج .(الدليل الطبي النفسي الأمريكي لتشخيص الاضطرابات النفسية والعقلية، 1987م)

v   الإعاقة الجسدية الحركية Physical Handicapped: "مصطلح يستخدم للإشارة إلى الفرد الذي يعاني من اضطراب بدني يعوق عملية تعليمه أو نموه أو توافقه. ويشير المصطلح بصورة عامة إلى الأفراد المقعدين أو من يعانون من مشكلات صحية مزمنة بيد أنه لا يشمل الإعاقات الحسية المفردة مثل كف البصر أو الصمم . كما يعني المصطلح أيضاً وجود عاهة أو نقص جسمي يعوق أداء الوظائف الجسمية والنفسية على نحو سوي" . ( سليمان ، 2001م)

حدود الدراسة:-

تتحدد هذه الدراسة بموضوعها الذي تدرسه وهو "دور ممارسة الألعاب في خفض القلق لذوي الإعاقات الجسدية الحركية بمؤسسة رعاية الأطفال المشلولين بالطائف" ، والمتمثلة في العينة المختارة من الذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم ما بين ( 8– 10 ) سنوات وعددهم (8)  ، كما تتحدد بالأدوات المستخدمة وهي:-

-     "مقياس القلق للأطفال " من إعداد الدكتورة فيولا الببلاوي (1987م) .

-     برنامج اللعب التركيبي من إعداد الباحثة .

كما تتحدد هذه الدراسة بمكان إجرائها وهو مؤسسة رعاية الأطفال المشلولين بالطائف، خلال الفترة من تاريخ 5/6/ 1429هـ وحتى 21/6/1429هـ .

نتائج الدراسة:-

في ضوء مشكلة الدراسة وأهدافها والإطار النظري الذي قامت عليه والدراسات السابقة التي اطلعت عليها الباحثة والأساليب الإحصائية المناسبة تم عرض نتائج الدراسة وتفسيرها في هذا الفصل

أولاً: المتوسطات والانحرافات المعيارية لدرجات أفراد عينة الدراسة

تم حساب المتوسطات والانحرافات المعيارية لدرجات أفراد العينة في القياس القبلي والقياس البعدي، وأسفر ذلك عن بيانات الجدول التالي:-

جدول (1)

المتوسطات والانحرافات المعيارية لدرجات التلميذات بالتطبيق القبلي والبعدي

الأبعاد لمقياس قلق الأطفال

القياس القبلي

القياس البعدي

المتوسط

الانحراف المعياري

المتوسط

الانحراف المعياري

الدرجة الكلية

36.12

2.99

22.50

1.51

المظاهر الفسيولوجية

6.62

1.06

4.87

0.834

المظاهر الانفعالية

12.00

0.75

8.62

0.74

المظاهر العقلية

3.25

0.70

1.87

0.64

المظاهر الاجتماعية

4.37

0.74

2.25

0.70

المظاهر السلوكية

5.87

0.83

3.12

1.12

التوقعات السالبة

4.00

0.75

1.75

0.70

من الجدول يتضح انخفاض متوسطات درجات قلق الأطفال في التطبيق البعدي عن متوسطات درجاتهم في التطبيق القبلي، مما يشير إلى فاعلية البرنامج المستخدم في خفض درجات قلق الأطفال، باستخدام أسلوب اللعب التركيبي.

وبالنظر إلى المتوسط الاعتباري لمقياس قلق الأطفال نجد أنه يساوي 53÷2 = 26.5 درجة، وبمقارنة هذا المتوسط بمتوسط درجات العينة ( الدرجة الكلية ) في التطبيق القبلي نجد أنه اعلي من المتوسط بدرجة كبيرة حيث كانت قيمة المتوسط = 36.12 مما يشير على معاناة الأطفال في عينة الدراسة من القلق نتيجة إعاقتهم، وبالنظر إلى متوسط الدرجات ( الدرجة الكلية) نجد أنها =22.5 درجة أي أنها أقل من درجة المتوسط مما يشير إلى انخفاض درجة القلق لدى أفراد العينة بعد تطبيق البرنامج لدرجة أقل من المتوسط.
ثانياً: نتائج فرض الدراسة

لا يوجد تأثير دال إحصائياً لمتغير اللعب على القلق لدى ذوي الإعاقات الجسدية الحركية: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات التطبيق القبلي ومتوسطات رتب درجات التطبيق البعدي لمقياس القلق لدى للأطفال بعد البرنامج . وللتحقق من صحة الفرض تم استخدام اختبار إشارات الرتب " ويلككسون " Wilcoxon Signed Ranks Test لإظهار الفروق بين متوسطات رتب القياس القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة ( لمقياس القلق ) ، وأسفر التحليل عن بيانات الجدول التالي:-

جدول (2)

الفروق بين متوسطات رتب درجات التطبيق القبلي والبعدي لمقياس قلق الأطفال

المقياس

نوع الإشارات

العدد

مجموع الرتب

متوسط الرتب

قيمة Z

مستوى الدلالة

الدرجة الكلية

الترتيب السالب

8

36

4

527. 2

01.0

الترتيب الموجب

0

0

0

الارتباط

0

0

0

المظاهر الفسيولوجية

الترتيب السالب

7

28

5.4

646. 2

01.0

الترتيب الموجب

0

0

0

الارتباط

1

0

0

المظاهر الانفعالية

الترتيب السالب

8

36

4

555. 2

01.0

الترتيب الموجب

0

0

0

الارتباط

0

0

0

المظاهر العقلية

الترتيب السالب

7

28

5.4

414. 2

01.0

الترتيب الموجب

0

0

0

الارتباط

0

0

0

المظاهر الاجتماعية

الترتيب السالب

8

36

5.4

565. 2

01.0

الترتيب الموجب

0

0

0

الارتباط

0

0

0

المظاهر السلوكية

الترتيب السالب

8

36

5.4

565. 2

01.0

الترتيب الموجب

0

0

0

الارتباط

0

0

0

التوقعات السالبة

الترتيب السالب

8

36

5.4

640. 2

01.0

الترتيب الموجب

0

0

0

الارتباط

0

0

0

 

يتبين من الجدول (2) أن هناك فروقاً ذات دلالة بين متوسطات رتب درجات التطبيق القبلي للبرنامج ومتوسطات رتب درجات التطبيق البعدي في جميع أبعاد مقياس القلق لدى للأطفال ، حيث قيمة (z) = ( 527.2 ، 646.2 ، 555.2 ،414.2 ،656.2 ، 565.2 ، 640.2 )  لكل من الدرجة الكلية والأبعاد الفرعية على الترتيب ، وهي جميعها قيم دالة عند مستوى 01,0 لصالح انخفاض درجة القلق في التطبيق البعدي للبرنامج .

ففي الدرجة الكلية للمقياس :-

يتضح أن الدرجات البعدية جميعها أكبر من الدرجات القبلية حيث أن الترتيب السالب قيمته تساوي (8) وهم عدد أفراد العينة ، وقيمة Z تساوي 527.2 وهي قيمة دالة عند مستوى 01.0 .

وفي بعد المظاهر الفسيولوجية :-

يتضح أن عدد (7) درجات التطبيق البعدي أكبر من التطبيق القبلي حيث أن (7) حالات ترتيبها سالب ، وحالة واحدة فقط قيمتها في القبلي هي نفس قيمتها في البعدي فظهر الارتباط ( التشابه) في حالة واحدة فقط بين القبلي والبعدي ، وكانت قيمة Z تساوي 646.2 وهي قيمة دالة عند مستوى 01.0 .

وفي بعد المظاهر الانفعالية :-

يتضح أن الدرجات البعدية جميعها أكبر من الدرجات القبلية حيث أن الترتيب السالب قيمته تساوي (8) وهم عدد أفراد العينة ، وكانت قيمة Z تساوي 555.2 وهي قيمة دالة عند مستوى 10.0 .

وفي بعد المظاهر العقلية :-

يتضح أن عدد (7) درجات في التطبيق البعدي أكبر من التطبيق القبلي حيث أن (7) حالات ترتيبها سالب ، وحالة واحدة فقط قيمتها في القبلي هي نفس قيمتها في البعدي، فظهر الارتباط ( التشابه) في حالة واحدة فقط بين القبلي والبعدي 414.2 وهي قيمة دالة عند مستوى 01.0 لصالح انخفاض درجات التطبيق البعدي .

وفي بعد المظاهر الاجتماعية :-

يتضح أن الدرجات البعدية جميعها أكبر من الدرجات القبلية حيث أن الترتيب السالب قيمته تساوي (8) وهم عدد أفراد العينة ، وقيمةZ تساوي 565.2 وهي قيمة دالة عند مستوى 01.0 .

وفي بعد المظاهر السلوكية :-

يتضح أن الدرجات البعدية جميعها أكبر من الدرجات القبلية حيث أن الترتيب السالب قيمته تساوي (8) وهم عدد أفراد العينة وقيمة Z تساوي 565.2 وهي قيمة دالة عند مستوى 10.0 .

وفي بعد التوقعات السالبة :-

يتضح أن الدرجات البعدية جميعها أكبر من الدرجات القبلية حيث أ ن الترتيب االسالب قيمته تساوي (8) وهم عدد أفراد العينة ، وقيمة Z تساوي 640.2 وهي قيمة دالة عند مستوى 01.0 .

وبشكل عام يتضح فاعلية البرنامج في خفض درجة القلق لدى أفراد العينة في الدرجة الكلية لمقياس القلق وفي أبعاده الفرعية بشكل دال عند مستوى 01.0 لصالح انخفاض درجات التطبيق البعدي .

ويمكن تفسير تلك النتائج والتي أسفرت عن وجود القلق لدى الأطفال عند مقارنة متوسطات درجات الأطفال بالمتوسطات الافتراضية للاختبار، وذلك عند تطبيق القياس القبلي للقلق باستخدام مقياس القلق للأطفال ، ويرجع ذلك في رأي الباحثة إلى  أن الشعور بالنقص يجعل الطفل المعوق يشعر بعدم الأمن وعدم الكفاية وعدم الثقة, مما يجعله يبالغ في تقدير المواقف التي يمر بها فيما بعد , وينظر إليها على أنها تشكل ضغوطا بالنسبة له, ويشعر بعدم القدرة على مواجهتها, مما يجعله يشعر بقلق مستمر ( Beck  1972) .فالإعاقة الحركية بلا شك حدث مؤلم تحد من قدرة المعاق على ممارسة حياته الطبيعية فتشعره بالنقص والقصور والدونية عن غيره من الأسوياء وأنه بعد إصابته بالإعاقة الحركية أياً كان نوعها يميل إلى السلوك الانسحابي وقد ينقطع عن ممارسة كل أو بعض النشاطات الاجتماعية (الشهري ،1997م) . و يرى روجرز Rogers  إن القابلية للقلق أنما تحدث عندما يكون هناك تعارض بين ما يعيشه الكائن العضوي وبين مفهوم الذات, فالاضطراب يأتي عندما تكون الأحداث التي يتم إدراكها على أنها تنطوي على دلاله بالنسبة للذات تتعارض مع انتظام الذات , فإن الأحداث أما أن تلقى الإنكار أو تلقى تحريفاً إلى الحد الذي تصبح معه صالحه للتقبل ويغدو التحكم الشعوري أكثر صعوبة عندما يناضل الكائن الحي إشباعا لحاجات لا تحظى شعوريا بالاعتراف ويناضل استجابة لخبرات تلقى الإنكار من الذات الشعورية , عندئذ يحدث التوتر , فإذا ما أصبح الفرد بأية درجه على وعى بهذا التعارض فأنه يشعر بالقلق , وبأنه غير متحد أو غير متكامل وبأنه غير متيقن من وجهاته , وعدم المطابقة أو الملائمة Incongruence ما بين إمكانات الفرد ومنجزاته وما بين الذات المثالية والذات الممارسة Functional self  يؤدى إلى انخفاض مستوى تقدير الذات والشعور بالذنب والقلق (القطان , 1986م )

كذلك أيدت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مستوى القلق في الاختبار القبلي و البعدي للأطفال المعاقين حركياً وتعزو الباحثة هذه النتائج إلى التأثير الايجابي والفعال لبرنامج ( الألعاب التركيبية ) في اكتساب الأطفال لمهارات التفاعل الاجتماعي وتنميتها من خلال ممارسة الألعاب وإقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع بقية الأطفال . كما أن برامج الألعاب تؤدي إحداث تعديلات جوهرية في السلوك ، فتفاعل الأطفال فيما بينهم وإقامة الحوار والتواصل والمساندة كفريق واحد يؤدي إلى إحداث هذه الفروق الكبيرة . ( آل مراد ،  2004م) . وكانت فرجينيا أكسلينAxline  من أوائل المهتمين بالعلاج باللعب وأكدت أهميته في تناقص الشعور السلبي نحو الذات ، وتزايد الشعور الإيجابي نحو الذات ونحو الآخرين من خلال الجلسات العلاجية . وأكدت أكسلين أن الطفل يتحول إلى فرد أكثر اكتمالاً لأنه من خلال العلاج يتحرر من القيود ويكون أكثر تلقائية. ( عبدالباقي ، 2001م). 

 والعلاج باللعب يحقق مزايا عدة  ، فهو يساعد على التنفيس الانفعالي وإخراج ما عند الطفل من مشاعر واتجاهات وحاجات ويعتبر اللعب بالرسم والتكوين والدمى من أهم ألعاب التنفيس ، كما يساعد اللعب على الاستبصار ويزيد من وعي الأطفال بأنفسهم وقدراتهم وعلاقاتهم مع الآخرين ، وينمي التسامي لدى الأطفال والذي يتفق مع توقعات المجتمع فمن المفيد إتاحة الفرص المتنوعة للأطفال للاستمتاع باللعب بطرق بديلة ومقبولة . كما أن مواقف اللعب المحببة للطفل تمكن من إقامة علاقة علاجية مع الآخرين وبالأخص الألعاب التي يشترك فيها اثنان مثل لعبة السلم والثعبان فهذه الألعاب تساعد الطفل الخائف على الدخول في علاقات ودية مع الآخرين . (عقل ، 1998م)

ومن خلال جلسات العلاج عن طريق مواقف اللعب ، يتم تقديم فرصة لإخراج مشاعرهم المضطربة بصورة مؤقتة . ولذلك زال احتمال كبت هذه المشاعر وزال احتمال فقدان التعرف على هويتهم وذاتهم في الواقع ، أو حتى حدوث تشويه في هذه الهوية ، وبتحرر الأطفال من هذه المشاعر بصورة مؤقتة تمكن الأطفال من استخدام طاقاتهم بفاعلية أكثر من ذي قبل في كل المواقف الشخصية والاجتماعية مع الأطفال الآخرين والبالغين ( سليمان ، 1990م)

توصيات الدراسة:-

وفي مجال الإعاقة الحركية ، يمكن أن تضيف الباحثة توصيات متممه لدور المراكز والجمعيات والجهات المختصة بهذه الفئة على النحو التالي:-

1-    البحث في مشكلة القلق لدى المعاقين عموماً والمعاقين حركياً بشكل خاص هي مسئولية تتطلب تعاون وتكاتف الأسرة ومراكز التأهيل والجهات المختصة لعلاج هذه المشكلة.

2-    إعاقة الأطفال الحركية لا تحد من قدراتهم وعطائهم، بل على العكس يجب الارتقاء بهم وفق إمكانياتهم وإعدادهم للمجتمع واعتبارهم أعضاء فاعلين فيه.

3-    إعداد برامج وأساليب علاجية ووقائية للحد من مشكلات الأطفال المعاقين حركياً ، وتطبيقها في المراكز والجمعيات التي تهتم بهذه الفئة.

4-    نشر الوعي بين أفراد المجتمعات عن احتياجات هذه الفئة وكيفية التعامل معهم بما يناسب هذه الاحتياجات من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.

5-    توفير الوسائل المساعدة للأطفال المعاقين حركياً في المجتمع لتسهيل عملية دمجهم وتفادي العراقيل التي يمكن أن تزيد من مشاكلهم النفسية.

6-    تقسيم الإعاقات بشكل أكثر دقة ، وتخصيص أقسام لكل إعاقة في الجامعات والكليات حتى نتمكن من خدمة كل إعاقة على حدى بما يتناسب و خصائصها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply