مواعظ منتقاة من كتاب نسيم السحر ومنظوم الدرر


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذه مواعظ منتقاة من كتاب: نسيم السحر ومنظوم الدرر للإمام ابن الجوزي-رضي الله عنه-، والكتاب يُطبع لأول مرّة محققا على ست نُسخ، بتحقيق وعناية الشيخ د.عبدالحكيم الأنيس -حفظهُ الله-ودونكم هذه المُنتقيات وقد بلغت " ٢٢ " سائلا الله أن ينفع بها :-

• الشوق والمحبّة:

- كانت رابعة تقول: لقد طالت عليَّ الأيّام والليالي بالشوقِ إلى لقاء الله.

- وكان أبو عبيد الخوّاص يمشي في الأسواق ويقول: واشوقاه إلى من يراني ولا أراه.

 

• كم قادك الهوى فما قلتَ: إلى أين ؟!..

 

• تقفُ في الصلاة إنَّ صلاتك لعجبٌ.

الجسمُ في شُعبٍ، والسِّرُّ في شُعَبٍ.

الجسدُ في العراقِ، والقلبُ في حلب!!..

 

• يا أسراء الخطايا:

فُكُّوا أنفسَكم بالتقوى.

الأيام صحائفُ أعمارِكم؛

فاجعلوا فيها أحسنَ أعمالِكم.

 

• من أرسل جوارحه في الشّهوات،

فقد غرس لنفسه شجر النَّدامات.

 

• يا مُساكِناً للنفس الجهولةِ الغدّارة:

كيف تقبلُ منها وهي بالسُّوء أمّارةٌ ؟!

 

• أخلص في العمل ولا تَشُوبنَّهُ بالرياء.

كان بعض السلف يتزهد عشرين سنة لا يعلم به جاره.

ويبكي عشرين سنة لا تعلم به امرأته.

ويقف في الصف ودموعه تجري لا يعلم به من إلى جانبه.

ولقد صام داود الطائي أربعين سنة لم يعلم به أهله، كان خزّازا، وكل يوم يحمل غداءه معه إلى السوق فيتصدق به في الطريق، ويرجع إلى أهله عنه المساء، فيُفطر عندهم فلا يعلمونَ بصومه.

وكان أيوب السَّختياني إذا حدّث بالرقائق فجاءه البكاءُ مسح أنفه وقال: ما أشدّ الزُّكام!

اشتهر أمر ابراهيم بن أدهم ببلد فقيل: هو في بستان فلان، فدخل الناس يطوفون ويقولون: أين إبراهيم بن أدهم؟ فجعل يطوف معهم ويقول:

أين إبراهيم بنُ أدهم؟!

استحضرَه الحقُّ فغابَ عن الخلقِ.

أين المخلصون أين الزُّهاد؟ أين المحزونون مع الاجتهاد؟

رحل القومُ وذهب السَّلفُ.

 

• يا هذا:

كم تتوبُ وتنقضُ، كم تُعاهدُ وتغدرُ؟!

أين عزائم الرجال؟ أين عزائم الأبطال؟

كيف قنعت بخساسة همّة (بلعام)

وتركتَ عزيمةَ (أُويسٍ).

 

• آهٍ لقلوبٍ أعادتها المعاصي كالقارِ.

 

• الدُّنيا لا تزن عند الله جناحَ بعوضةٍ،

وهي في قلبك أعظمُ من الآخرة.

 

• إذا رآك أبوكَ على الذنبِ أباكَ.

ولو شاهدكَ أخوكَ على الزلل قلاكَ.

 إنّ الذي ستر عليكَ الخطأ غطَّاكَ.

 

• قيل: سُئل ابن المقفع عن الهوى، فقال:

 هوانٌ سُرقت نونه.

 

• من غلب هواه زاد على مرتبة مَلَكٍ.

ومن غلبَهُ هواه نقص على مرتبة كلبٍ.

اثبُتْ في صفِّ الاجتهادِ ثبوتَ عازمٍ،

ولازم، فما نال الغنائم نائم.

 

• يا هذا:

جهادُ النفس في غضِّ نظرٍ يُثمِرُ إيمانا تجدُ حلاوتَهُ في قلبِك، فكيف بما زادَ.

 

• كان جميلٌ يقول عند موته: لا نالتني شفاعةُ محمّد صلى الله عليه وسلم إن كنتُ وضعت يدي على بثينة بريبة قط.

وكان عمر بن أبي ربيعة مع تشبيبه بالنساء يقول: وربِّ هذه البَنيّة ما حللت إزاري على حرامٍ قط.

وقال ذو الرّمة: مكثتُ هائما بميٍّ عشرين سنة، في غيرِ ريبةٍ ولا فسادٍ.

 

• خلق أربعا وعشرين ساعةً من الليل والنهار، وجعلك في جميعها مفرّغا لأشغالك، وجعل نصيبه فيها ساعةً لإقامة الصلوات، وأنت تضيِّعها فيما لا يُحِبُّ!

 

• اليقظة اليظقة فأيام المجاهدةِ يسيرةٌ.

اصبر لمُرِّ حوادثِ الدهرِ * كي تحمدنّ مغبّة الصبرِ

واعملْ لنفسك قبل ميتتها * واذخرْ ليوم التفاضل الذُّخرِ.

 

• يا مجنون الهوى متى تعقلُ ؟!..

 

• إذا رأيتَ نفسك مع المخبِّطين، لا مع التائبين، ولا مع المحبّين، ولا مع المُسارعين، فأقلُّ الأقسام أن تُزاحِمَ البكّائين.

 

• كان أبو عِمران الجوني إذا سمع الأذان تغيّر لونه، وفاضت عيناه.

وسمعَ الفُضيلُ الأذان فبكى حتى بلّ الحصى، ثم قالَ: ما أشبهَهُ بالنداءِ!

وكان علي بن الحسين إذا توضأ اصفرّ فيُقال: مالكَ؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أُريد أقومُ؟!

 

• قال رجلٌ لبشر: أراك مهموماً، فقال: إني مطلوبٌ.

 

• يا أيها الراقد كم ترقد * قم يا حبيبي قد دنا الموعد

وخذ من الليل وأوقاته * حظا إذا ما هجع الرُّقد

من نام حتى ينقضي ليله * لم يبلغ المنزل أو يجهدُ

قل لذوي الألباب أهل التُّقى: * في موقف العرض لكم موعدُ.

تم المُراد، والحمدُلله على التمام.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply