عظمة القرآن


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

تأمل أخي الحبيب في قوله -تعالى-: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}(الحشر: 21).

نعم إنها عظمة القرآن لو نزل على جبل شامخ يناطح السحاب في علوه وشموخه معلنا للجميع قوة عظمة في داخله، لكن إذا نزل عليه كلام الجبار تراه خاشعا متصدعا من خشية الله، بل إن الجن الذين عرفوا بعنادهم وكفرهم عندما سمعوا القرآن (قالوا انصتوا) وذكر الله حالهم عند سماعهم للقرآن: {فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا}(الجن: 1-2).

 سبحان الله! القرآن سمعه الجن فأعلنوا الإسلام مباشرة، بل لعظم القرآن كانت الليلة التي نزل فيها خير من ألف شهر وقد تحدي الله المعاندين أن يأتوا بمثله فقال لهم: {قل لئن اجتمعت الإنس والجنعلى أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله}(الإسراء: 88).

 بل إن الله تحداهم فقال: {فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين}[الطور: 34] تحداهم أن يأتوا بحديث مثله فوقفوا عاجزين مهزومين ولهذا جعل الله سماع القرآن هو إقامة الحجة على الكافرين: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون}(التوبة: 6).

فكان الكافر المعاند يسمع القرآن فيتحول في لحظة من كافر معاند إلى صحابي جليل يضحي بالغالي والثمين من أجل القرآن فهذا شيء عن القرآن فكيف هو في قلوبنا وأثره في حياتنا؟ وهل هو حجة لنا أو حجة علينا؟

نسأل الله السلامة والعافية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply