من لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة ( 3 )


بسم الله الرحمن الرحيم

المُسبل إزاره خيلاء

عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاثة لا يكلمهم الله - عز وجل - يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المنان بما أعطى، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) (1).

تعريف المُسبل: من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة.

الله - عز وجل - لا يحب المسبلين:

عن المغيرة بن شعبةº قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( يا سفيان ابن سهل! لا تسبل. فإن الله لا يحب المسبلين) (2).

قال الإمام النووي:

المسبل إزاره: معناه: المرخي له الجار طرفه خيلاء.

و يدل على أن المراد بالوعيد مَن جره خيلاء.

كما جاء مفسراً في الحديث الآخر: \"لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء\".

والخيلاء: الكبر.

وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم المسبل إزاره.

وقد رخص النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في ذلك لأبي بكر الصديق - صلى الله عليه وسلم -، وقال: (لست منهم إذ كان جره لغير الخُيلاء) (3).

 

 الإسبال في الإزار والقميص والعمامة:

عن سالم بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنهم - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئاً خُيلاء لم ينظر الله - تعالى - إليه يوم القيامة) (4).

عن ابن مسعود قال: سمعت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من أسبل إزاره في صلاته خُيلاء فليس من اللّه جلَّ ذكره في حلٍّ, ولا حرامٍ, ) (5).

عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة) فقال أبو بكر: إن أحد جانبي إزاري يسترخي، إني لأتعاهد ذلك منه، قال: (لست ممَّن يفعله خيلاء) (6). وهذا من المدح لأبي بكر.

وعن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الذي يجر ثوبه من الخُيلاء، لا ينظر الله إليه يوم القيامة) (7).

قال ابن حجر: \" جر الثوب لا يُذم إلا ممن قصد به الخُيلاء\".

وقال: الخُيلاء: التكبر.

وقال الراغب الخُيلاء: التكبر ينشأ عن فضيلة يترآها الإنسان من نفسه.

وقال أيضا: للرجل حالين: حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق، وحال الجواز هو إلى الكعبين [فتح الباري: 10/ 220].

 

--------- -----------------------------

1- سنن النسائي، الزكاة، المنان بما أعطى، (2517).

2- صحيح ابن حبان، باب موضع الإزار أين هو؟، (3574). في الزوائد: إسناده صحيح. رجاله ثقات.

3- صحيح مسلم بشرح النووي.

4- رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة بإسناد حسن.

5- سنن أبي داود، باب: الإسبال في الصلاة، (637).

6- سنن أبي داود، باب: ما جاء في إسبال الإزار، (4085).

7- سنن ابن ماجه، باب من جر ثوبه من الخيلاء، (3569).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply