التحقيق فيما نسب للنبي صلى الله عليه وسلم من زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها


 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

قال الله - تعالى -: \" وَإِذ تَقُولُ لِلَّذِي أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِ وَأَنعَمتَ عَلَيهِ أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخفِي فِي نَفسِكَ مَا اللَّهُ مُبدِيهِ وَتَخشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقٌّ أَن تَخشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِّنهَا وَطَرًا زَوَّجنَاكَهَا لِكَي لَا يَكُونَ عَلَى المُؤمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزوَاجِ أَدعِيَائِهِم إِذَا قَضَوا مِنهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمرُ اللَّهِ مَفعُولًا \" [الأحزاب: /37].

ذكر بعض المفسرين في سبب نزول هذه الآية: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقع منه استحسان لزينب بنت جحش - رضي الله عنها -، وهي في عصمة زيد بن حارثة، وأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان حريصاً على أن يُطلقها زيد فيتزوجها هو.

وقد اتكأ على هذه الرواية عدد من المغرضين، من مستشرقين، وملحدين، وجعلوها أداة للطعن في نبينا الكريم، والنيل من شخصه الكريم.

ولما كان الأمر بهذه الخطورة عمدت إلى دراسة هذه القصة دراسة علمية مؤصلة، لبيان الحقيقة، وتنزيه مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مثل هذه القصص المختلقة الموضوعة.

وقد جعلت هذا البحث في ثلاثة فصول:

الفصل الأول: تخريج القصة، وذكر طرقها، مع بيان عللها والحكم عليها.

الفصل الثاني:: ذكر مذاهب المفسرين والعلماء تجاه هذه القصة.

الفصل الثالث: بيان القول الصحيح في هذه القصة، وفي سبب نزول الآية.

 

الفصل الأول: تخريج القصة، وذكر طرقها، مع بيان عللها والحكم عليها:

رويت هذه القصة من ثمانية طرق، كلها ضعيفة، وفيما يلي تفصيلها وبيان عللها:

الرواية الأولى: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: « أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنزِلَ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - امرَأَتَهُ زَينَبَ، وَكَأَنَّهُ دَخَلَهُ (لَا أَدرِي مِن قَولِ حَمَّادٍ,، أَو فِي الحَدِيثِ) (1) فَجَاءَ زَيدٌ يَشكُوهَا إِلَيهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيٌّ - صلى الله عليه وسلم -: أَمسِك عَلَيكَ زَوجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ. قَالَ: فَنَزَلَت: \"وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخفِي فِي نَفسِكَ مَا اللَّهُ مُبدِيهِ \" إِلَى قَولِهِ: (زَوَّجنَاكَهَا ) يَعنِي زَينَبَ ». (2)

الرواية الثانية: عن محمد بن يحيى بن حبان: قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت زيد بن حارثة يطلبه، وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد، فربما فقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الساعة، فيقول: أين زيد؟ فجاء منزله يطلبه، فلم يجده، وتقوم إليه زينب بنت جحش، زوجته فُضُلاً، فأعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها، فقالت: ليس هو هاهنا يا رسول الله، فادخل بأبي أنت وأمي،

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply