غزوة السَّويق


 بسم الله الرحمن الرحيم

 

عدوان أبي سفيان ، وخروج الرسول في أثره:

قال أبو محمد عبد الملك بن هشام:حدَّثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق المطلبي، قال: ثم غزا أبو سفيان بن حرب \"غزوة السويق\" في ذي الحجة، سنة 2هـ بعد بدر بشهرين وولي تلك الحجة المشركون من تلك السنة، فكان أبو سفيان كما حدَّثني محمد بن جعفر بن الزبير، ويزيد بن رومان، ومَن لا أتهم عن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان من أعلم الأنصار، حين رجع إلى مكة، ورجع فَلَّ(1) قريش من بدر، نذر أن لا يمس رأسَهُ ماءٌ من جنابةٍ, حتى يغزوَ محمداً- صلَّى الله عليه وسلَّم-، فخرج في مائتي راكبٍ, من قريش، ليبرَّ يمينه، فسلك النجدية، حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يُقال له ثيب(2)، من المدينة على بريد أو نحوه ،ثم خرج من الليل حتى أتى بني النَّضير تحت الليل، فأتى حُيي بن أخطب، فضرب عليه بابه، فأبى أن يفتحَ له بابَهُ، وخافه فانصرف عنه إلى سلَّام بن مِشكم، وكان سيِّدَ بني النَّضيرِ في زمانه ذلك، وصاحب كنزهم، فاستأذن عليه فأذن له فقراه وسقاه، وبطن له من خبر الناس، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابَهُ، فبعث رجالاً من ُقريشٍ, إلى المدينة، فأتوا ناحيةً منها، يُقال لها: \"العريض\"، فحرقوا في أصوار من نخل بها، ووجدوا بها رجلاً من الأنصار وحليفاً له في حَرثٍ, لهما، فقتلوهما، ثم انصرفوا راجعين ونذرَ بهم الناسُ، فخرج رسولُ الله-صلَّى الله عليه وسلَّم- في طلبهم، واستعمل على المدينة بشيرَ بن عبد المنذر -وهو أبو لُبابة فيما قال ابن هشام-، حتى بلغ \"قرقرة الكدر\"، ثم انصرف راجعاً، وقد فاته أبو سفيان وأصحابُه وقد رأوا أزواداً من أزواد القوم قد طرحوها في الحرث، يتخفَّفُون منها للنجاء، فقال المسلمون حين رجع بهم رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: يا رسولَ الله أتطمعُ لنا أن تكون غزوة ؟ قال: \"نعم\"  السنن الكبرى للبيهقي،(9/58) وسيرة ابن هشام(3/311).

 

سبب تسميتها بغزوة السَّويق:

قال ابنُ هشامٍ, : وإنَّما سُمِّيت \"غزوة السويق\"، فيما حدَّثني أبو عُبيدة، أنَّ أكثرَ ما طرح القومُ من أزوادهم السويقُ، فهجم المسلمون على سويقٍ, كثيرٍ,، فَسُمِّيت \"غزوة السويق\"  سيرة ابن هشام(3/6).

 

 شعر أبي سفيان فيها:

قال ابنُ إسحاق : وقال أبو سفيان بن حرب عند منصرفه، لما صنع به سلَّام بن مِشكَم:

 

وإنـي تخـيَّرت المدينــةَ واحــداً

 

لحلـفٍ,، فلـم أنــدم ولـم أتـلــوَّمِ

سقانـي، فـرَّواني كميتاً مدامـــة

 

علـى عـجلٍ, منِّي سـلام بن مِشــكمِ

ولما تولَّى الجيشُ قلتُ ولـم أكــن

 

لأفـرحــه، أبشـر بعــزٍّ, ومغنـمِ

تأمَّل، فـإنَّ القـومَ ســر وإنَّهــم

 

صـريحُ لـؤي لا شمـاطيط جـرهمِ

وما كان إلا بعـض ليــلة راكـب

 

أتى ساعيــاً من غير خلة معـدمِ (3)

الفوائد المستفادة من غزوة السويق

1-  بيان أن المشركين من العرب كانوا يغتسلون من الجنابة وهي مكرمة فيهم من بقايا دين إسماعيل وإبراهيم، ومن ذلك الختان فقد كانوا يختنون.

2-     بيان أن مشركي العرب كانوا يؤمنون بالله ويحلفون ويبّرون أيمانهم.

3-     بيان أن الخروج للجهاد بنية يحصل به الأجر ولو لم يقاتل. راجع\" هذا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- يا محب\" ص 250.

 

للمزيد راجع:

\"ابن هشام\" (3/6)، و\"السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية\" لمهدي رزق الله أحمد (372), و\"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد\" للصالحي (4/174-175)، و\"الرحيق المختوم\" للمباركفوري(267).

 


 


1 - الفَلّ : المنهزمون.

2 - أثبته محقق تاريخ الطبري (2/484)\" تيت\". وانظر عيون الأثر (1/296).

3 - سيرة ابن هشام (3/ 6-7)

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply