معرفة أحوال قريش قبل معركة بدر


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الرَّسُولُ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-وأبو بكرٍ, يتعرَّفانِ أخبارَ قُرَيشٍ,:

ثُمَّ ارتحلَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-من ذفران،فسلك على ثنايا،يُقال لها الأصافر،ثم انحطَّ منها إلى بلدٍ, يُقال: له الدَّبة،وترك الحنان بيمين،وهو كَثيب عظيم كالجبل العظيم،ثم نزل قريباً من بدرٍ,, فركب هو ورجلٌ من أصحابِهِ.قالَ ابنُ هشام: الرَّجُلُ هو أبو بكرٍ, الصِّدِّيقُ.قَالَ ابنُ إسحَاقَ-كَمَا حَدَّثني محمد بن يحيى بن حبان-:حَتَّى وقف على شيخٍ, من العَرَبِ،فَسَأَلَهُ عَن قُرَيشٍ,،وعَن مُحمَّدٍ, وأصحابِهِ وما بلغَهُ عنهم،فقال الشيخُ: لا أخبركما حَتَّى تُخبراني ممن أنتما ؟ فقال رَسُول اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-:\"إذا أخبرتنا أخبرناك \".قال: أذاكَ بذاكَ ؟قال: \"نعم \"،قال الشيخُ: فإنَّه بلغني أنَّ محمداً وأصحابَهُ خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صَدَقَ الذي أخبرني، فهم اليومَ بمكان كذا وكذا، للمكان الذي به رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-،وبلغني أنَّ قُرَيشاً خرجُوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صَدَقَنِي، فهم اليومَ بمكانِ كَذَا وكَذَا,للمكانِ الذي فيه قُرَيشٌ. فلمَّا فرغ مِن خبرِهِ قَالَ: مِمَّن أنتُما ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-: \"نحن من ماءٍ,،ثُمَّ انصرفَ عَنهُ\".قَالَ:يقولُ الشَّيخُ: ما من ماء, أمن ماءِ العَرَاقِ؟ قالَ ابنُ هشامٍ,: يُقَالُ:ذلكَ الشَّيخُ سُفيانُ الضَّمريٌّ.  تاريخ الطبري(2/27)

 

ظَفَرُ المسلمينَ برجلينِ مِن قُرَيشٍ, يقفانِهم عَلَى أخبارِهِم:

قَالَ ابنُ إسحَاقَ: ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- إلى أصحابِهِ، فلمَّا أمسى بعثَ عليَّ بن أبي طالب، والزٌّبيرَ بن العوام،وسعدَ بن أبي وقَّاص، في نَفَرٍ, مِن أصحابِهِ إلى ماءِ بدرٍ, يلتمسون الخبرَ له عليه- كما حدَّثني يزيد بن رُومان،عن عُروة بن الزٌّبيرِ-فأصابُوا رَاوِيةً لقُرَيشٍ, فيها أسلمُ-غُلَامُ بني الحجَّاجِ-، و\"عريض أبو يسار\"-غلام بني العاص بن سعيد-,فأتوا بهما فسألوهما،ورَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-قَائِمٌ يُصلِّي،فقالا:نحن سُقاةُ قُرَيش،بعثونا نسقيهم من الماء. فكره القومُ خبرَهما، ورَجَوا أن يكونا لأبي سُفيانَ فضربوهما.فلما أذلقوهما(1),قَالَا: نحن لأبي سفيان,فتركوهما.وركع رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-,وسَجَدَ سجدتيه،ثم سلَّم،وقال:\"إذا صدقاكم ضربتُموهما،وإذا كذباكم تركتموهما،صَدَقَا،والله إنَّهما لقُرَيشٍ,،أخبراني عن قُرَيشٍ, ؟\" قالا:هم- والله-وراء هذا الكثيبِ الذي تَرَى،بالعَدوة القُصوى (والكثيب: العقنقل)،فَقَالَ لهما رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-: \"كم القومُ ؟ \" قالا: كثيرٌ، قال: \"ما عدتهم ؟ \" قالا: لا ندري، قال: \"كم ينحرون كلَّ يومٍ, ؟ \" قالا: يوماً تسعاً، ويوماً عشراً، فقال رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-:\"القوم فيما بين التسع مئة والألف\". ثم قال لهما: \"فمن فيهم من أشرافِ قُرَيش؟ \" قالا: عُتبة بن ربيعة،وشَيبة بن ربيعة،وأبو البختري بن هشام,وحكيم بن حزام،ونوفل بن خويلد،والحارث بن عامر بن نوفل،وطعيمة بن عدي بن نوفل،والنضر بن الحارث،وزمعة بن الأسود، وأبو جهل بن هشام،وأُمية بن خَلَف،ونبيه ومُنبِّه ابنا الحجاج،وسُهيل بن عمرو،وعمرو بن عبد ود. فأقبل رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-على النَّاس،فقال:\"هذهِ مكَّةُ قد ألقت إليكم أفلاذَ كبدِهَا \".  تاريخ الطبري، (2/28)، وابن هشام(3/164)، وابن كثير في تفسيره(2/315).

بسبس وعدي يتجسسان الأخبارَ:

قَالَ ابنُ إسحَاقَ:وكان \"بسبس بن عمرو\"، و\" عدي بن أبي الزغباء\" قد مَضَيَا حَتَّى نَزَلا بدراً،فأناخَا إلى تلٍ, قريبٍ, من الماء، ثم أخذا شناً لهما يستقيان فيه و\" مجدي بن عمرو الجهني\"على الماء,فسمع\" عدي \" و\" بسبس \" جاريتين من جواري الحاضر،وهما يتلازمان على الماء،والملزومة(2) تقولُ لصاحبتِها: إنما تأتي العيرُ غداً,أو بعدَ غدٍ,،فأعمل لهم،ثم أقضيك الذي لكِ.قال مجدي: صدقت ثم خلَّص بينهما.وسمع ذلك \" عدي \" و\" بسبس \" فَجَلَسَا عَلَى بعيريهما،ثم انطلقا حَتَّى أتيا رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- فأخبراه بما سمعا.

 

حَذَرُ أبي سُفيانَ,وهربُهُ بالعِيرِ:

وأقبل أبو سفيان بن حرب حَتَّى تقدم العير حذراً، حَتَّى ورد الماء,فقال لمجدي بن عمرو:هل أحسستَ أحداً ؟، فقال: ما رأيتُ أحداً أنكره،إلا أني قد رأيتُ راكبينِ قد أناخا إلى هذا التَّلِّ،ثم استقيا في شن لهما، ثم انطلقا.فأتى أبو سفيان مناخَهما،فأخذ من أبعارِ بعيريهما،ففتَّه فإذا فيه النَّوى;فقال:هذه-والله- علائفُ يثرب .فرجع إلى أصحابه سريعاً،فضرب وجه عيره عن الطَّريقِ,فساحل بها(3)،وترك بدراً بيسار وانطلق حَتَّى أسرعَ.

 

رُؤيا جُهَيم بن الصَّلتِ في مَصَارِعِِ قُرَيش:

 قَالَ ابنُ إسحَاقَ:وأقبلت قُرَيشٌ،فلمَّا نَزَلُوا الجُحفَةَ،رأى\"جهيم بن الصلت ابن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف\"رُؤيا،فَقَالَ: إنِّي رأيتُ فيما يرى النَّائمُ-وإني لبين النائم واليقظان-إذ نظرتُ إلى رَجُلٍ, قد أقبل على فَرَسٍ, حَتَّى وقف,ومعه بعير له،ثم قال:قُتِلَ عُتبةُ بن ربيعة،وشيبةُ بن ربيعة،وأبو الحكم بن هشام، وأُمية بن خَلَف،وفُلانٌ وفُلانٌ،فعدَّد رِجَالاً ممن قُتِلَ يومَ بدرٍ, من أشرافِ قُرَيشٍ,،ثُمَّ رأيتُهُ ضَرَبَ في لُبَّةَ بعيرِهِ،ثم أرسله في العسكر,فما بقي خباءٌ من أخبيةِ العسكرِ, إلا أصابه نَضحٌ من دمِهِ.قال: فبلغت أبا جهلٍ,،فقال: وهذا–أيضاً-نبيُّ آخرُ من بني المطلبِ،سيعلمُ غداً: مَنِ المقتولُ,إن نحنُ التقينا!.

 

رسالة أبي سفيانَ إلى قُرَيشٍ,:

قَالَ ابنُ إسحَاقَ:ولما رأى أبو سفيان أنَّه قد أحرز عيرَهُ،أرسل إلى قُرَيشٍ,: إنكم إنما خرجتُم لتمنعوا عيرَكم ورجالَكم وأموالَكم،فقد نجَّاها اللهُ فارجعُوا،فقال أبو جهل بن هشام:والله,لا نرجعُ حَتَّى نردَ بَدراً -وكان بدرٌ مُوسِماً من مواسمِ العربِ، يجتمعُ لهم به سوقٌ كُلَّ عامٍ,-فنقيم عليه ثلاثاً، فننحر الجُزُرَ، ونُطعم الطَّعامَ،ونسقي الخمرَ،وتعزف علينا القِيَانُ،وتسمع بنا العربُ وبمسيرِنا وجمعِنا،فلا يزالون يهابوننا أبداً بعدها،فامضُوا.

 

رجوع الأخنس ببني زُهرة:

وقال الأخنسُ بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي-وكان حليفاً لبني زُهرة وهم بالجُحفة-:يا بني زُهرة,قد نجَّى اللهُ لكم أموالَكم،وخلَّص لكم صاحبَكم مَخرَمة بن نوفل،وإنما نفرتم لتمنعوه ومالَه فاجعلوا لي جُبنها وارجعوا، فإنَّه لا حاجةَ لكم بأن تخرجُوا في غيرِ ضيعةٍ,، لا ما يقول هذا، يعني أبا جهل. فرجعوا، فلم يشهدها زُهريُّ واحدٌ، أطاعُوه وكان فيهم مُطَاعَاً.ولم يكن بَقِيَ مِن قُرَيشٍ, بطنٌ إلا وقد نفرَ منهم ناسٌ إلا بني عَدِي بن كعب،لم يخرج منهم رجلٌ واحدٌ,فرجعت بنو زُهرة مع\" الأخنس بن شَريق\"،فلم يشهد بدراً من هاتينِ القبيلتينِ أحدٌ،ومشى القومُ.وكان بين طالب بن أبي طالب-وكان في القوم-وبين بعضِ قُرَيشٍ, محاورةٌ,فقالوا: والله,لقد عرفنا يا بني هاشم-وإن خرجتُم معنا-أنَّ هواكم لمع محمدٍ,ٍ,.فرجع طالبٌ إلى مكَّةَ مَعَ مَن رَجَعَ، وقال طالبُ ابنُ أبي طالبٍ,:

 

لا هـم إمَّا يغـزون طالـبٌ

 

فــي عُصبة محالف محارب

في مقنب من هـذه المقـانب

 

فليكن المسلوب غير السـالب

 

وليكن المغلوب غير الغالب

قال ابنُ هشام: قوله \"فليكن المسلوب\"،وقوله \"وليكن المغلوب\" عن غير واحد من الرٌّواةِ للشعر.

 

نزول قُرَيش بالعُدوة والمسلمين ببدر:

قَالَ ابنُ إسحَاقَ:ومضت قُرَيشٌ حَتَّى نزلوا بالعُدوة القُصوى من الوادي،خلف العقنقل وبطن الوادي، وهو بليل،بين بدر وبين العقنقل، الكثيب الذي خلفه قُرَيشٌ، والقُلُبُ(4) ببدر في العدوة الدنيا من بطن يليل إلى المدينة.وبعث اللهُ السماءَ,وكان الوادي دَهساً،فأصاب رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- وأصحابَهُ منها مَا لبَّد لهم الأرضَ ولم يمنعهم عَنِ السَّيرِ،وأصابَ قُرَيشاً منها ما لم يقدِرُوا عَلَى أن يرتحلوا معه.فخرج رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- يُبادرهم إلى السَّماءِ، حَتَّى إذا جاء أدنى ماءٍ, من بدرٍ, نَزَلَ بِهِ.

 

مَشُورَةُ الحُبَابِ عَلَى رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-:

قَالَ ابنُ إسحَاقَ:فحُدِّثت عن رجالٍ, من بني سَلَمَةَ أنَّهم ذكروا: أنَّ الحُباب بن المنذر بن الجَموح,قَالَ: يا رَسُولَ اللهِ، أرأيتَ هذا المنزلَ، أمنزلاً أنزلكه اللهُ، ليسَ لنا أن نتقدَّمَهُ ولا نتأخَّر عَنهُ،أم هو الرَّأيُ والحَربُ والمكيدةُ ؟ قَالَ:\"بل هو الرَّأيُ والحَربُ والمكيدةُ \".فقال: يا رَسُول اللهِ، فإنَّ هذا ليس بمنزلٍ,،فانهض بالنَّاس حَتَّى نأتي أدنى ماءٍ, من القوم، فننزله، ثم نُغوِّرُ ما وراءه مِنَ القُلُبِ، ثم نبني عليه حَوضَاً فنملؤه ماءً، ثم نقاتل القومَ فنشرب ولا يشربون.فَقَالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-: \"لقد أشرتَ بالرَّأي \".فَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-ومَن مَعَهُ مِنَ النَّاسِ،فَسَارَ حَتَّى إذا أتى أدنى ماءٍ, مِنَ القومِ نَزَلَ عَلَيهِ،ثم أمر بالقُلُبِ فغُوِّرت، وبنى حَوضَاً على القَلِيبِ الذي نَزَلَ عَلَيهِ, فمُلئ ماء،ثم قذفُوا فيه الآنيةَ. ابن هشام(3/168)، وتاريخ الطبري(2/29)

 

بناءُ العَرِيشِ لرَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-:      

قَالَ ابنُ إسحَاقَ: فحدثني عبدُ الله بن أبي بكر أنَّه حدَّث: أنَّ سعدَ بن معاذ، قال: يا نبيَّ اللهِ، ألا نبني لك عَرِيشاً تكون فيه ونعد عندك ركائبك،ثم نلقى عدوَّنا، فإن أعزَّنا الله وأظهرنا على عدوِّنا، كان ذلك ما أحببنا،وإن كانتِ الأُخرى، جلستَ على ركائبك،فلحقتَ بمن وراءنا، فقد تخلَّف عنك أقوامٌ يا نبيَّ الله، ما نحن بأشدٌّ لك حُبَّاً منهم، ولو ظنٌّوا أنَّك تلقى حَرباً ما تخلَّفُوا عنك، يمنعك اللهُ بهمº يُناصحونك ويُجاهدون معك.فأثنى عليه رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- خيراً،ودعا له بخيرٍ,(5). ثم بُنِيَ لرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-عَرِيشٌ,فكانَ فيه.

 

ارتحال قُرَيش:

قَالَ ابنُ إسحَاقَ:وقد ارتحلت قُرَيش حين أصبحت،فأقبلت,فلمَّا رآها رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ - تصوب من العقنقل -وهو الكثيب الذي جاءوا منه إلى الوادي-، قال: \"اللهم هذه قُرَيش قد أقبلت بخيلائها وفخرِها، تحادٌّك وتُكذِّب رسولَك،اللهُمَّ فنصرك الذي وعدتني،اللهُمَّ أحنهم الغداة \".وقد قال رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-وقد  رأى عُتبةَ بن ربيعة في القومِ عَلَى جَمَلٍ, له أحمر:\"إن يكن في أحدٍ, من القوم خيرٌ، فعند صاحبِ الجملِ الأحمرِ، إن يُطيعوه يرشدوا\". مجمع الزوائد،(6/76)، وتاريخ الطبري،(2/30).

وقد كان خفاف بن أيماء بن رحضة الغفاري،أو أبوه أيماء بن رحضة الغفاري، بعث إلى قُرَيشٍ,،حين مرٌّوا به ابناً له بجزائره(6) أهداها لهم،وقال: إن أحببتم أن نُمدِّكم بسلاحٍ, ورجالٍ, فعلنا.قال: فأرسلوا إليه مع ابنه أن وصلتك رَحِمٌ،قد قضيتَ الذي عليك،فلعمري لئن كُنَّا إنَّما نقاتل النَّاسَ، فما بنا من ضعفٍ, عنهم، ولئن كنَّا إنَّما نقاتلُ الله كَمَا يزعمُ محمدٌ، فما لأحدٍ, باللهِ من طاقةٍ,، فلمَّا نزلَ النَّاسُ، أقبل نفرٌ من قُرَيش حَتَّى وردوا حوضَ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-,فيهم حكيم بن حزام،فقال رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-:\"دعوهم \".فما شرب منه رجلٌ يومئذٍ, إلا قُتِلَ، إلا ما كان من حَكِيم بن حِزَام، فإنَّه لم يُقتل،ثم أسلم بعد ذلك,فحسُنَ إسلامُه. فكان إذا اجتهدَ في يمينه,قال: لا، والذي نجَّاني من يوم بدرٍ,.

والحمد لله رب العالمين.


 


1 - أذلقه: بالغ في ضربه.

2 - الملزومة: المَدِينة.

3 - أخذ بها طريق الساحل.

4 - القلب: جمع قليب: البئر القديم مذكر وقد يؤنث.

5 - السيرة الحلبية 2/ 30.

6 - الجزائر: الذبائح.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply