بعض الدروس و العبر والفوائد من غزوة مؤتة


 بسم الله الرحمن الرحيم

 

في غزوة مؤتة فوائد وعبر كثيرة، فمن هذه الفوائد والعبر ما يلي:

1-      فضيلة الأمراء الثلاثة زيد، وجعفر، وابن رواحة-رضي الله عنه-.

2-      مشروعية توديع المسافر إلى سفر صالح كالجهاد، والحج، ونحوهما.

3-      عظم خشية عبد الله بن رواحة وخوفه النار.

4-   بيان حقيقة كشف عنها ابن رواحة وهي أن المسلمين لا يقاتلون بعدد ولا قوة، وإنما يقاتلون بالدين فإن كانوا صالحين مستقيمين انتصروا، وإلا انكسروا.

5-      مشروعية مخاطبة النفس وترويضها على الطاعات.

6-   آيات النبوة المحمدية تتجلى في إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- أهل المدينة بسير المعركة ووصفه لها كأنه يديرها ويشاهد سير القتال  فيها، ولم يخطئ في شئ منها ولو قل، ولم يكن يومئذ أخبار سلكية ولا سلكية، ولا عرض تلفاز، ولا فيديو فكان إخباره أعظم آية على أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتلقى الوحي من الله -عزوجل-.

7-      بيان فضل خالد، وسبب تلقبه بسيف الله.

8-      بيان تألم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لموت الأمراء وخاصة جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

9-   مشروعية صنع الطعام لأهل الميت لانشغالهم بالمصيبة وحزنهم على فقيدهم، وأن أول طعام صنع لهذا الغرض هو ما صنعه الرسول -صلى الله عليه وسلم- لآل جعفر فكان سنة قولية عملية.

10-     مشروعية حمل الطفل الصغير وشمه وتقبيله رحمة به وشفقة عليه.

راجع: \" هذا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- يا محب \" للشيخ أبي بكر الجزائري-رحمه الله- صـ (387- 388).

11-  دلت توصية النبي -صلى الله عليه وسلم- على أنه يجوز للخليفة أو رئيس المسلمين أن يعلق إمارة أحد الناس بشرط، وأن يوليّ المسلمين عدة أمراء بالترتيب، كما فعل النبي- صلى الله عليه وسلم- في تولية زيد، ثم جعفر، ثم عبد الله بن رواحة، قال العلماء: \" والصحيح أنه إذا أمر الخليفة بذلك فإن ولاية الكل تنعقد، بوقت واحد، في الحال، ولكنها لا تنفذ إلا مرتبة \"(1).

12-  دلت توصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- أيضاً، على مشروعية اجتهاد المسلمين في اختيار أميرهم، إذا غاب أميرهم، أو وكل إليهم الخليفة اختيار من يرون. وقال الطحاوي:\" هذا أصل يؤخذ منه أن على المسلمين أن يقدموا رجلاً إذا غاب الإمام يقوم مقامه إلى أن يحضر \". كما دلت هذه التوصية على مشروعية اجتهاد المسلمين في حياه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

راجع: \" فقه السيرة النبوية \" للدكتور/ محمد سعيد البوطي صـ (261- 262).

13-  لم تكن غزوة مؤتة سوى حملة تأديبية شنها الجيش الإسلامي انتقاماً لرجل من رجا لات الدولة اعتدى عليه عملاء الروم من العرب.

14-  كان لهذه المواجهة والتصميم على منازلة الروم مع كل هذه الظروف آثار بعيدة المدى في نفوس الرومº لأنهم كانوا لا يتصورون قط أن العرب يجرؤون على الدخول معهم في معركة عسكريةº وأنى لهم ذلك وهم الضعفاء الفقراء؟. راجع: \" تأملات في سيرة الرسول\" محمد الوكيل (241).

15-  وفي الأخير من الفوائد والعبر من غزوة مؤتة ما ذكره الحافظ  ابن حجر – رحمه الله – حيث قال ما ملخصه:

وفي الحديث جواز الإعلام بموت الميت، ولا يكون ذلك من النعي عنه، وفيه جواز تعليق الإمارة بشرط وتولية عده أمراء على الترتيب، واختيار الإمام مقدم على غيرهº لأنه أعرف بالمصلحة العامة، وفيه جواز التأمر في الحرب بغير تأمير.

و قال الطحاوي- رحمه الله-: هذا أصلٌ يُؤخذ منه أنَّ على المسلمين أن يقدموا رجلاً إذا غاب الإمام يقوم مقامه إلى أن يحضر، وفيه جوازُ الاجتهاد في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وفيه عَلَمٌ ظاهرٌ من أعلامِ النبوة، وفضيلةٌ ظاهرةٌ لخالد بن الوليد-رضي الله عنه- ولمن ذُكر من الصحابة. بمثل هؤلاء الفرسان وبمثل هذه الشجاعة والبطولة يُمكن للإسلام وأهله. ومتى يصل المسلمون إلى درجة اليقين بالآخرة والرغبة في الجنة، والشهادة إلى هذه الدرجات العلى؟ ومتى يظهر فيهم زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وخالد بن الوليد ؟ والله إنهم فخر للبشرية، ومثال للنفس البشرية إذا آمنت بالله ورسوله، وتعلقت القلوب بالجنة وكانت الهمم أعلى من حطام الدنيا.

راجع: \" وقفات تربوية مع السيرة النبوية \" للشيخ أحمد فريد - حفظه الله-  صـ (329- 330).

 

للمزيد راجع:

\"زاد المعاد\" لابن قيم الجوزية (3/381-385)، و\"الرحيق المختوم\" للمباركفوري (435-442)، و\"ابن هشام\" (4/11-28)، و\"عيون الأثر في سيرة خير البشر\" لابن سيد الناس (2/208-213)، و\"السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية\" لمهدي رزق الله أحمد (543-549).


 


1 - انظر فتح الباري: 7/ 361.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply