وقال تعالى: {وَاذكُر عِبَادَنَا إبرَاهِيمَ وَإِسحَاقَ وَيَعقُوبَ أُولِي الأَيدِي وَالأَبصَارِ، إِنَّا أَخلَصنَاهُم بِخَالِصَةٍ, ذِكرَى الدَّارِ، وَإِنَّهُم عِندَنَا لَمِن المُصطَفَينَ الأَخيَارِ} وقال تعالى: {إِنَّا أَوحَينَا إِلَيكَ كَمَا أَوحَينَا إِلَى نُوحٍ, وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعدِهِ وَأَوحَينَا إِلَى إِبرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسحَاقَ وَيَعقُوبَ وَالأَسبَاطِ} الآية.
وقال تعالى: {أَم تَقُولُونَ إِنَّ إِبرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسحَاقَ وَيَعقُوبَ وَالأَسبَاطَ كَانُوا هُوداً أَو نَصَارَى قُل أَأَنتُم أَعلَمُ أَم اللَّهُ}. الآية.
فذكر الله عنه كل صفة جميلة وجعله نبيه ورسوله، وبرأه من كل ما نسب إليه الجاهلون. وأمر بأن يؤمن بما أنزل عليه عباده المؤمنون.
وذكر علماء النسب وأيام الناس: أنه أول من ركب الخيل وكانت قبل ذلك وحوشاً فأنسَّها وركبها. وقد قال سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه حَدَّثَنا شيخ من قريش، حَدَّثَنا عبد الملك بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: \"أول من فتق لسانه بالعربية البينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة\"، فقال له يونس: صدقت يا أبا سيار، هكذا أبو جرى حدثني.
وقد قدمنا أنه تزوج لما شبَّ امرأة من العماليق، وأن أباه أمره بفراقها ففارقها. قال الأموي: هي عمارة بنت سعد بن أسامة بن أكيل العماليق. ثم نكح غيرها فأمره أن يستمر بها فاستمر بها، وهي السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي وقيل هذه ثالثة فولدت له اثني عشر ولدا ذكراً. وقد سمّاهم مُحَمد بن إسحاق رحمه الله، وهم نابت، وقيذر وازبل، وميشى، ومسمع، وماش، ودوصا، وآرر، ويطور، ونبش، وطيما، وقيذما. وهكذا ذكرهم أهل الكتاب في كتابهم. وعندهم أنهم الاثنا عشر عظيماً المبشر بهم المتقدم ذكرهم. وكذبوا في تأويلهم ذلك.
وكان إسماعيل عليه السلام رسولاً إلى أهل تلك الناحية، وما والاها من قبائل جرهم والعماليق وأهل اليمن صلوات الله وسلامه عليه. ولما حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق وزوج ابنته نسمة من ابن أخيه العيص بن إسحاق، فولدت له الروم. ويقال لهم بنو الأصفر لصفرةٍ, كانت في العيص. وولدت له اليونان في أحد الأقوال. ومن ولد العيص الأشبان قيل منهما أيضاً. وتوقف ابن جرير رحمه الله.
ودفن (نبي الله) إسماعيل نبي الله بالحجر مع أمه هاجر، وكان عمره يوم مات مائة وسبعاً وثلاثين سنة. وروى عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: شكى إسماعيل عليه السلام إلى ربه عز وجل حرَّ مكة، فأوحى الله إليه أنى سأفتح لك باباً إلى الجنَّة، إلى الموضع الذي تدفن فيه يجري عليك روحها إلى يوم القيامة.
وعربُ الحجاز كلهم ينتسبون إلى ولديه نابت وقيذار.<span dir="ltr" style="\"FONT-SIZE:" 10pt;="" font-family:="" tahoma\"="">
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد