بسم الله الرحمن الرحيم
الله سبحانه وتعالى يقدّر ويفعل ما يشاء، ولولا الفتن والبلاء ما استطعنا أن نميّز الصادق من الكاذب ولا الحق من الباطل، ولكن سنة الله وإرادته في خلقه أن يبتليهم بالسراء والضراء،
والعسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان، ونحو ذلك من الفتن التي تصب فيما بعد في بحر فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة، والشهوات المعارضة للإرادة.
وهنا المحك الحقيقي، أمامك طريقان واضحان: الحق والباطل، فمن وقفت أمام الشبهات ثابتةً ثبات الجبال لا تتزلزل بما عندها من قوة إيمان، دل ذلك على خير وقوة إيمان وصدق عقيدة.
ومن صمدت في مواجهة الشهوات، بردِّها، وعدم خوضها امتثالاً لأمر الله ورسوله كانت تلك المؤمنة الصادقة.
أما من مالت نفسها للشبهات والشهوات تلعب بها من كل جانب حتى تصرفها عن أمور دينها وواجباتها، فهي العاصية المبتلية، المفتونة بدنياها.
وهذا ابتلاء من الله ليعلم من تشكر ومن تكفر، وما الجنة إلا لمن شكرت، والنار لمن كفرت والعياذ بالله.
وفي وقت الفتن والنوازل والكوارث والمحن، يبرز دور التوحيد، ولذلك إذا انقطعت في مكان لا ماء فيه ولا طعام زاد التوحيد في قلبك : ﴿فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون﴾.
تلفّت يمنةَ ويسرةَ فهل ترين إلا مبتلى؟ وهل تشاهدين إلا منكوباً؟!
أيهـا الشامت المعير بـالــدهــر **** أأنتَ المبرأُ الموفور؟!
كم من المصائب، وكم من الصابرين، فلست أنت وحدك المصابة بل مصابك أنت بالنسبة لغيرك قليل، كم من مريض تأثّر بنار العدو، وكم من أسير يذوق مر الحياة، وكم من أرملة فقدت رضيعها وزوجها وبيتها، كم وكم؟.
آن لك أن تتعزين بهؤلاء، وأن تعلمي علم اليقين أن هذه الحياة سجن للمؤمن، ودار للفتن والبلاء.
ورددي دائماً)لاحول ولاقوة إلا بالله ) وأبشري بزوال البلاء، وإجابة الدعاء، والنصر على الأعداء.
هذا مقال كتبته لكم لعلكم تستفيدوا منه فالفتن والمصائب أصبحت من أمامنا ومن خلفنا وعن يميننا وعن شمالنا، والله المستعان وعليه التكلان، والمقال هذا لـ د.عائض القرني .
وأخيراً أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم عند البلاء من الصابرين وعند النعماء من الشاكرين آمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد