علامات الساعة في الكتب السابقة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 




من الأصول: عدم التسليم لكل ما ورد في الكتب السابقة على القرآن:

قال - تعالى -: {مٌنّ الذٌينّ هّادٍ,وا يٍ,حّرٌَفٍ,ونّ الًكّلٌمّ عّن مَّوّاضٌعٌهٌ ويّقٍ,ولٍ,ونّ سّمٌعًنّا وعّصّيًنّا} (سورة النساء: 46). وقال: {يّا أّهًلّ الكٌتّابٌ قّدً جّاءّكٍ,مً رّسٍ,ولٍ,نّا يٍ,بّيٌَنٍ, لّكٍ,مً كّثٌيرا مٌَمَّا كٍ,نتٍ,مً تٍ,خًفٍ,ونّ مٌنّ الكٌتّابٌ ويّعًفٍ,و عّن كّثٌيرُ} (سورة المائدة: 5). ففي هذه الآيات وغيرها دلالة واضحة على تحريف اليهود والنصارى لكتبهم المنزلة على رسلهم والواقع يثبت هذا التحريف، وفي الحديث: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: {قٍ,ولٍ,وا آمّنَّا بٌاللَّهٌ ومّا أٍ,نزٌلّ إلّيًنّا} (سورة البقرة: 136). الآية.



وقد جعل شيخ الإسلام ابن تيمية الإسرائليات على ثلاثة أقسام:

1 ـ ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.

2 ـ ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه، فذاك كذب.

3 ـ ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا، فلا تصدق به ولا تكذبه.

وقد ذكر - رحمه الله - أن ما ينقل من الإسرائيليات ونحوها، فعلماء الدين لا يكترثون بضبطها ولا بأحوال نقلتها، لأن أصلها غيرمعلوم، وغايتها أن تكون عن واحد من علماء أهل الكتاب أو مَن أخذه عن أهل الكتابº لما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إذا حدثم أهل التاب فلا تصدقوهم ولا تذبوهم»(1) فقد نُهينا عن تصديق ما يُنقل عن أهل الكتاب إلا أن يكون مما يجب علينا تصديقه مثل ما أخبر به نبينا عن الأنبياء وأممهم، فإن ذلك يجب تصديقه مع الاحتراز في نقلته. اهـ.

إن أهل الكتاب ليسوا أهلاً أن يُؤخذ عنهم شيءٌ من دين الله، وإذا كان علماء الإسـلام لا يثبتـون الأحكـام بما يرويه المسلم ضعيف الضبط، فكيف يحق لقوم مؤمنين أن ينقلوا تحديد انتهاء العالم وزمن نزول المسيح وخروج الدجال عن كافر ساقط العدالة؟!!



خطأ تعطيل الطاعات انتظارًا لظهور المهدي أو نزول عيسى - عليه السلام -:

ظن البعض أن هذا الانحطاط الذي يعيش فيه المسلمون اليوم يستحيل تصحيحه وأن أمره غير قابل للتغير والإصلاح، وما عليهم إلا أن يجلسوا غرباء ينتظرون نزول المسيح - عليه السلام - في آخر الزمان وظهور المهدي الذي صرحت الأحاديث الصحيحة بمجيئه، وأنه يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلمًا وجورًا، وقد يحتجون على ذلك أيضًا بما ورد من أحاديث عن ظهور الفساد وانتشاره، وأنه لن يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شرٌ منه، حتى أن القابض على دينه كالقابض على الجمر، هذا بالإضافة إلى تصريح البعض بأنه لم يبق من أمارات الساعة إلا العشر الكبرى والتي تبدأ بظهور المهدي.. وهي شبهة غريبة، وما أكثر الشُبه التي التبس أمرها على طوائف من الناس نتيجة غربة الحال وتبدل الأوضاع وظهور الجهل، وقد تناسى هؤلاء أن الجهاد ماضٍ, في الأمة حتى يرسل الله الريح الطيبة التي تقبض روح كل مؤمن، ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر، عليهم تقوم الساعة، وهذه الطائفة قد تقل هنا وتكثر هناك، ولكن ما خلت الأرض من قائمٍ, لله بحجة، يقيمون حجج الله وبيِّناته على العباد، وبذلك كله وردت أيضًا النصوص الشرعية فلا داعي لأن تُضرب النصوص بعضها ببعض وقد خرجت جميعًا من مشكاة واحدة.

وقد وردت الأحاديث تبشرنا بأن المستقبل للإسلام بغلبته وظهوره على الأديان كلها، وهذا يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم ومادياتهم وسلاحهم، فلا داعي لليأس: {إنَّهٍ, لا يّيًأّسٍ, مٌن رَّوًحٌ لَّهٌ إلاَّ ًقّوًمٍ, ًكّافٌرٍ,ونّ} (سورة يوسف: 87). وفي الحديث: «إن الله زوي لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها» (رواه مسلم وغيره).

وروى ابن حبان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام وذلاً يذل به الفر».

فالواجب أن نعيش طاعة الوقت، وأن نعلم أن الأمر القدري لا يمنع من القيام بالدعوة وطلب العلم النافع ومتابعته بالعمل الصالح والجهاد في سبيل الله..وغير ذلك من الواجبات ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلاً، حسب مقدرته وإمكانياته {وّالًعّصًرٌ (1) إنَّ الإنسّانّ لّفٌي خٍ,سًرُ (2) إلاَّ الذٌينّ آمّنٍ,وا وعّمٌلٍ,وا الصَّالٌحّاتٌ وتّوّاصّوًا بٌالًحّقٌَ وتّوّاصّوًا بٌالصَّبًرٌ} (سورة العصر:1-3) .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply