بسم الله الرحمن الرحيم
قِرَاءَةُ البُردَةِ
سُلت اللجنة الدائمة:
س: ما حكم الكتاب المسمى بـ \" البردة \" بالمديح التي تستعمل في الدعاء في وطننا؟ وهل هذا الكتاب إذا قرأته تثاب أم لا؟ وهل قراءة هذا الكتاب تصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يقول بعض الناس؟
ج: أكثر من قراءة القرآن الكريم، ومن ذكر الله بما ثبت من الأذكار عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستغن بذلك عن قراءة البردة ونحوها، فإن التعبد بقراءتها وقراءة أمثالها بدعة محدثة، وقد ثبن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: \" مَن أَحدَثَ فِي أَمرِنَا هَذَا مَا لَيسَ مِنهُ فَهُوَ رَدُّ \" وفي رواية: \" مَن عَمِلَ عَمَلًا لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدُّ \"، وعلى هذا فلا ثواب في قراءتها بل في بعض أبياتها شرك أكبر مثل:
يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العمم
إلى أن قال:
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي * * * فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها * * * ومن علومك علم اللوح والقلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن قعود
عضو: عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
الرئيس: عبد العزيز بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة (3/22)
كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب في قصيدة البردة
لما نظرت واقع الصوفية مع هذه القصيدة الشركية وشبه إجماعهم على قبولها وإنشادها وحفظها والعمل بها، وجب التحذير منها، وهذا ما قام به عدد من أهل العلم ومنهم الشيخ الإمام.
وهذه هي الوقفة الثالثة وهي التحذير من هذه القصيدة وبيان الشرك الذي احتوته عدد من هذه الأبيات.
وهي كذلك في سِفر التفسير.
والوقفة الرابعة وهي أشد العجب ليس من الجاهليين والذين ليس عندهم الهدىºولكن أشد العجب ممن عنده الكتاب والسنةºبل ويشرح بعضها ويفسر بعض الآيات الناهية عن الشرك والغلو ثم هو يقع فيها فما يدري ما يخرج من رأسه!
قال: الإمام محمد بن عبد الوهاب: تفسير سورة الفاتحة من مؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب ص 13 المجلد الخامس - وقد دلني عليها أخي الحبيب الدر المنثور -: \"وأما الملك فيأتي الكلام عليه، وذلك أن قوله: (مَالِكِ يَومِ الدِّينِ) وفي القراءة الأخرى (مَلِكِ يَومِ الدِّينِ) فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله ك (وَمَا أَدرَاكَ مَا يَومُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدرَاكَ مَا يَومُ الدِّينِ {18} يَومَ لَا تَملِكُ نَفسٌ لِّنَفسٍ, شَيئاً وَالأَمرُ يَومَئِذٍ, لِلَّهِ {19} ([سورة الانفطار الآيات: 17/19].
فمن عرف تفسير هذه الآية، وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم، مع أنه - سبحانه - مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره، عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها، وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها، فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها، فأين هذا المعني والإيمان بما صرح به القرآن، مع قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ)) [أخرجه البخاري في صحيحة: كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب رقم: 2753، والنسائي في سننه: كتاب الوصايا إذا أوصى لعشيرته الأقربين (6/ 248-250) رقم: 3644، 3646، 3647، من حديث أبي هريرة.
من قول صاحب البردة:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي *** إذا الكريم تحلي بأسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي *** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي *** فضلاً وإلا فقل يازلة القدم
فليـتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها، ومن فتن بها من العباد، وممن يدعى أنه من العلماء واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن.
هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله: (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) وقوله: : ((يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ)) لا والله، لا والله لا والله إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق، وأن فرعون صادق، وأن محمداً صادق على الحق، وأن أبا جهل صادق على الحق. لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان.
فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة، ومن فتن بها عرف غربة الإسلام وعرف أن العدل واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا، ليس عن التكفير والقتال، بل هم الذين بدءونا بالتكفير وعند قوله: (فَلَا تَدعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) [سورة الجن الآية: 18]. وعند قوله: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيٌّهُم أَقرَبُ) [سورة الإسراء: الآية: 57]. وقوله: (لَهُ دَعوَةُ الحَقِّ وَالَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَستَجِيبُونَ لَهُم بِشَيءٍ,) [سورة الرعد الآية: 14].
فهذا بعض المعاني في قوله: (مَالِكِ يَومِ الدِّينِ) بإجماع المفسرين كلهم، وقد فسرها الله - سبحانه - في سورة (إِذَا السَّمَاء انفَطَرَت) (الإنفطار: 1) كما قدمت لك. \"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في أحد رسائلهِ الشخصية كما في الدرر السنية 2/44- إلى الأخ حسن:
\" وأما ما ذكرت من أهل الجاهلية كيف لم يعرفوا الإلهية إذا أقروا بالربوبية هل هو كذا أو كذا أو غير ذلك. فهو لمجموع ما ذكرت وغيره.
وأعجـب من ذلك ما رأيت وسمعت ممن يدعي أنه أعلم الناس، ويفسر القرآن، ويشرح الحديث بمجلدات، ثم يشرح (البردة) ويستحسنها، ويذكر في تفسيره وشرحه للحديث أنه شرك، ويموت ما عرف ما خرج من رأسه، هذا هو العجب العجاب!! أعجب بكثير من ناس لا كتاب لهم ولا يعرفون جنة ولا ناراً، ولا رسولاً ولا إلهاً. \"
وراجع إن شئت:
(حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - الله عليه وسلم بين الإجلال والإحلال) من إصدار المنتدى الإسلامي.
(السيف المسلول على عابد الرسول) للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي - رحمه الله - فقد تطرق لهذه القصيدة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد