حواء موحدة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 




حاجة المرأة لأن تكون موحدة حق التوحيد أعظم من حاجتها إلى طعام يسد موتها وشراب يبل عروقها، وأشد ضرورة من حاجتها لبيت تسكنه، وزوج يصونها، وأطفال يملؤن حياتها، ويشبعون عاطفتها.



ذلك أن التوحيد هو سر الوجود كله، وسبب الاستخلاف الآدمي برمته.



ولن يقر لحواء قرار ولن يهدأ لها بال إلا حين يمتلئ قلبها تعظيماً لخالقها واعترافاً بفضله ونعمائه المترادفة، وإيماناً بحقه الخالص بالعبادة والخضوع.



ومتى أدركت ذلك عرفت أنها مأمورة بوجوب التوكل عليه وحتمية المحبة له، ولزوم الخوف والخشية منه إلى غير ذلك من منظومة أعمال القلوب وأقوالها.



إن تحقق التوحيد في قلب حواء هو الذي يجعله دائمة التفكر في آلاء الله، دائمة التفكر في أسرار الوجود، دائمة التفكر في عواقب الأمور.



وبذلك تنجو من الغفلة حين يغفل الأخريات، وتسلم من القلق حين تحار الكثيرات ولم لا؟



أليست عارفة لربها، خاضعة لخالقها؟ منيبة لبارئها؟ أليست تعرف أنها مستخلفة في هذه الحياة إلى أمد قصير تنقضي بعدها أيامها وينصرم أجلها المحتوم؟!



أليست تعرف أن وراء الموت قبراً؟ أو أن وراء القبر بعثاً؟ وأن وراء البعث حساباً؟ وأن وراء الحساب جنة أو ناراً؟



لقد حاز الكثيرات على العديد من النجاحات الموهومة، وحققن الكثير من الآمال والطموحات: الشهادات العليا، المناصب البراقة، الثروات الطائلة، الشهرة العريضة... لكنهن عجزن عن معرفة الخالق العظيم، ومن ثم إفراده بالعبادة والوحدانية فيا لها من نجاحات موهومة، وإنجازات من سراب.



أما أنت يا ابنة الإسلام فما يضيرك أن فقدت ذلك الحطام، بعد أن تكوني فزت بتوحيد الملك العلام وهو لعمرك أعظم وسام، وأغلى ما يعد ليوم التغابن والملام( يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ*إِلَّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ, سَلِيمٍ,) (الشعراء: 88-89).



والقلب السليم هو القلب الموحد الخالي من تعظيم غير الله أو محبة أحد سواه.



فاحرصي بارك الله فيك على تحقيق التوحيد الخالص بأي ثمن ولو كلفك العمر كله تعلماً وبحثاً لمسائله وأركانه وحدوده ومتطلباته وواجباته وحين يتحقق التوحيد فأي فائت بعد ذلك فهو جلل والله المستعان.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply