بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
أضاف الله - تعالى -الروح إليه إضافة تشريف كما أضاف إليه الناقة في قوله - تعالى -: {ناقة الله} وفي قولنا: \" بيت الله \".
وكذا خصَّ الله - تعالى -ذِكر روح عيسى وآدمº فروح آدم هي أصل خلق الإنسان، وروح عيسى كانت معجزة لأنه كان من غير أب فشرَّف هاتين الروحين للإعجاز في خلقهما، وليس أنهما من ذات الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
لا تكون الإضافة تشريفا حتى يكون في المضاف معنى أفرده به عن غيره فلو لم يكن في الناقة والبيت من الآيات البينات ما تمتاز به على جميع النوق والبيوت لما استحقا هذه الإضافة. \" مجموع الفتاوى \" (6 / 369).
وقد ذكر - رحمه الله - ضابطاً مهماً في الإضافة إلى الله فقال:
كل ما يضاف إلى الله: إن كان عيناً قائمةً بنفسها: فهو ملك له، وإن كان صفةً قائمةً بغيرها ليس لها محل تقوم به فهو صفة لله.
فالأول:
كقوله {ناقة الله وسقياها}، وقوله {فأرسلنا إليها روحنا} - وهو جبريل - {فتمثل لها بشراً سويّاً قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيّاً}، وقال {ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا}، وقال عن آدم {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}.
والثاني:
كقولنا \" علم الله \" و\" كلام الله \" و\" قدرة الله \" و\" حياة الله \" و\" أمر الله \".
\" مجموع الفتاوى \" (9 / 290، 291).
وبه يعرف ضلال النصارى في عيسى حيث جعلوه جزءاً من الله و قالوا هو ابن الله.
ولا شك أنه مخلوق وأن نفسه مخلوقه.
والله أعلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد