قراءة معاصرة في فكر عبد الله بن أبي بن سلول


 

بسم الله الرحمن الرحيم



يعد النفاق و المنافقون من أشد ما واجه ويواجه الإسلام و أهله، وهذا الأمر ليس خافياً على أحد من المسلمين، ولكن لمّا كان من طبيعة هذا التيار(إن صح التعبير) التلون و التشكل في قوالب متعددة، فإنه قد يصعب على البعض معرفة حقيقة الأهداف التي يرمي إليها و التي عادة ما تغلف بشعارات الإصلاح وحب الخير، إلى آخر ما تتضمنه تلك الدعوات من تضليل قد ينطلي على الكثيرين من الطيبين.



بيد أن المتأمل في تأريخ النفاق و أهله وما وصفهم الله به من صفات في كتابه أو وصفهم بها نبيه، أو تأمل في طبيعة الدور الذي لعبوه عبر التاريخ الإسلامي منذ عصر النبوة و إلى عصرنا الحاليº يخرج بنتيجة مفادها أنه و إن تغيرت الشعارات و الخطط فإن الأساليب المتبعة فضلاً عن الأهداف تظل واحدة.



وموضوعي الذي سأتحدث عنه في هذه المقالة المتواضعة والذي بعنوان (قراءة عصرية في فكر عبد الله بن أبي بن سلول) أو (الفكر السلولي) كإشارة إلى أكبر المنظرين لهذا الفكر، يهدف إلى دراسة أفكار أحد أبرز التيارات التي عاصرت وقت النبوة وكانت من أشدها خطراً على الإسلام، وقد قصدت من ذلك المقارنة بين تلك الأساليب التي اتبعها أصحاب هذا الفكر في عصره، وبين ما يتبعه أصحاب هذا الفكر من المعاصرين ليكتشف القارئ العزيز أن الدعوات المعاصرة ما هي إلا دعوات قديمة أُلبست ثوباً جديدا.



وسيكون حديثي منصباً على أبرز تلك الدعوات مع لفت النظر إلى صورتها الحديثة، فمن ذلك:



(1) الدعوة إلى الإصلاح.

فإن من الشعارات التي مافتئ المنافقون يتبجحون بها هي الدعوة إلى الإصلاح ولكن حسب مقاييسهم الباطلة، وجعله جسراً لتمرير مخططاتهم وأهدافهم الفاسدة، ويكفي في بيان ذلك إخبار الله عنهم بقوله {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} (البقرة 11)، قال السُدي في تفسيره عن ابن عباس وعن ابن مسعود وعن أناس من صحابة رسول الله: هم المنافقون، لكن الله بين حقيقتهم بقوله: {أَلا إِنَّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشعُرُونَ}، وما أكثر من يدعو في هذا الزمان إلى أمور هي في حقيقتها إفساد بحجة الإصلاح، وخذ على سبيل المثال: الدعوات المتعلقة بالمرأة كقيادة السيارة والمشاركة في جميع المجالات جنبا إلى جنب مع الرجل بحجة أن العصر يقتضي هذه الأمور وأنها من الإصلاح الاجتماعي الضروري، بينما يجد المتأمل أن الهدف من ذلك كله هو إفساد المرأة و المجتمع، وقد أعجبني قول بعض العارفين بأنه لو قدِّر بأن سمح بقيادة المرأة للسيارة فإننا سنرى كثيراً من هؤلاء المفسدين يستقدمون سائقات بدلاً من السائقين إمعاناً في الإفساد.



ومن الدعوات كذلك الدعوة إلى التقارب و الحوار بين أهل السنة وبعض الفرق الضالة و الاعتراف بأحقية كل طرف في ممارسة ما يزعمون أنها حقوق مشروعة، بحجة الشراكة في الوطن، وغير ذلك، بينما نجد أن الهدف هو إيجاد كيانات لهذه الفرق وسط أهل السنة.



(2) الدعوة إلى التعددية الفكرية.

ويدلل لنا على وجود هذه الدعوة لدى أصحاب هذا الفكر قصة مسجد الضرار والأهداف الكامنة من وراء إنشاءه، فقد قرر مجموعة من أرباب هذا التيار أن يبنوا مسجداً قبيل غزوة تبوك ليجتمعوا فيه ويناقشوا القضايا التي لا يمكنهم مناقشتها في مكان غيره، نظراً لمبدأ الإقصاء الذي يُمارس ضد أفكارهم كما يتصورون، وكذلك تشكيل ما يمكن أن يطلق عليه بالمفهوم الحديث (رابطة) تمارس بعض الأنشطة الفكرية و السياسية السرية، وزعموا أنهم بنوه للمنفعة والتوسعة على أهل الضعف والعلة ومن عجز عن المسير إلى مسجد النبي، وطلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي فيه خداعاً للناس، ولكن الله فضح نواياهم عندما نزل هذه الآيات: {والذين اتخذوا مسجداً ضراراً} إلى قوله: {المطِّهرين} (التوبة18).



ولك أن تقارن هذه المزاعم القديمة بما نسمع ويتردد على مسامعنا من ضرورة التعددية الفكرية والمذهبية و أن المنهج السائد في هذه البلاد فرض أسلوب الفكر الواحد أو (أحادية الفكر)، وأنه يمارس نوعاً من الإقصاء لأي فكر لا ينسجم مع خططه و أهدافه.



(3) الدعوة إلى الإقليمية.

وغيرها من العصبيات المختلفة ومحاولة إثارة النعرات بهدف شق صفوف المسلمين كما حدث في غزوة بني المصطلق، فقد كان رسول الله صلى اله عليه وسلم كما في البخاري (1/499) ومسلم (2584) مقيماً على المريسيع، ووردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير يقال جهجاه الغفاري فازدحم هو وسنان بن وبر الجهني على الماء فاقتتلا، فصرخ الجهني يا معشر الأنصار و صرخ جهجاه يا معشر المهاجرين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟! دعوها فإنها منتنة)، وبلغ عبد الله بن أبي ذلك فغضب - وعنده رهطٌ من قومه فيهم زيد بن أرقم غلام حدث - فقال كما عند ابن هشام (3/42-43): \"أوقد فعلوها، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا و والله ما أعدنا وجلابيب قريش إلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ثم أقبل على من حضره فقال لهم: هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم... الحديث.



ومثال ذلك حديثاً ما نسمعه ونقرأه ونشاهده في كثير من الأحيان من الدعوات إلى إذكاء وإحياء روح الانتماء إلى المنطقة الفلانية أو الاهتمام بتراث بتلك المدينة، بما في ذلك ما كان يحدث من عادات جاهلية أو محرمة (كبعض ألوان الغناء) أو ما يسمونه الفن الشعبي، وكذلك ما كان من بدع (كالموالد) أو ما يسمى بـ(موكب الهجرة)، مما قد يولد شعوراً بالقهر لدى أبناء تلك الناحية بسبب اندثار تلك الأمجاد القديمة و التي كانت في حقيقتها بعداً عن الدين، بينما كان الواجب حمد الله على نعمة الوحدة الإسلامية العظيمة القائمة على كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - والتي جعلت المسلم في هذه البلاد (بل وخارجها) يشعر بأنه ابن لكل هذا الوطن وليس لمنطقة معيَنه.



(4) يرى أصحاب هذا التيار أن الجهاد أمر لا داعي و لا مبرر له.

وهذا يفسر تحاشيهم المتكرر عن المشاركة في الغزوات والمعارك متعذرين في كل مرة بأسباب واهية فضحها القرآن وبين خزيها، كما أخبر الله عنهم {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت عن كنتم صادقين} (آل عمران 168)، قال مجاهد عن جابر بن عبد الله: \"نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي بن سلول\". وكذلك فإنهم كانوا يرون أن في أحكام النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق اليهود إجحاف وظلم وعدم إنصاف كما ورد في قصة بني قينقاع عندما حاصرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلوا على حكمه على أن لهم أموالهم، وأن لهم النساء والذرية، فأمر بهم فكتفوا، ثم تدخل عبد الله بن أبي وألح قائلاً: \"أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع منعوني من الأحمر والأسود و تحصدهم في غداة واحدة؟! \" فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحاول أن يثنيه فأبى ولم يرى مسوغاً لقتلهم مع أنهم كانوا قد نقضوا عهدهم معه - صلى الله عليه وسلم -، واعتدوا على المسلمات في سوقهم، عندئذ ٍ,قال له - صلى الله عليه وسلم -: \"هم لك، وأمر بهم أن يجلوا عن المدينة\" (ابن هشام).



وهذا كثيراً قول بعضهم في هذا الزمان \"إن في تدريس الولاء و البراء تحريض على العنف والقتل والكراهية\" أو قولهم إن الدعوة السلفية أو كما يصفونها (الوهابية) تحرض على الكراهية و العنف\" بينما هم يريدون أن يميعوا عقيدة الولاء و البراء في قلوب المسلمين.



(5) يركز أصحاب هذا التيار على إفساد المجتمع المسلم من خلال هدم الفضيلة و نشر الفواحش في صفوف المسلمين ومحبة ذلك بل وجعله وسيلة من وسائل الكسب المادي، وقد ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف أن الآية الكريمة في قوله - تعالى -{ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء أن أردن تحصناً لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} (النور 33) أن هذه الآية نزلت في شأن عبد الله بن أبي بن سلول، فإنه كان له إماء يكرههن على البغاء طلباً لخراجهن، ورغبةً في أولادهن ورياسة منه فيما يزعم، وغير بعيد من هذا ما يفعله أصحاب القنوات الفضائية المختلفة من كسب مادي على حساب الفضيلة و العفاف.



(6) من مميزات أصحاب هذا الفكر أنهم يرون أنفسهم هم النخبة وأنهم أصحاب الفكر الصائب وغيرهم لا يرقى إلى مستوى تفكيرهم، قال قتادة في تفسير قوله - تعالى -: {يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين} (لتوبة 62) قال: ذكر لنا أن رجلاً من المنافقين (أي بعدما نزل القرآن وذكرهم الله بما ذكر مما أنزل في المنافقين) قال: والله إن هؤلاء لخيارنا و أشرافنا، وإن كان ما يقول محمداً حقاًَ، لهم شرٌ من الحمير\" (الطبري 14/329). فهكذا هم دائماً أهل النفاق يرون أنفسهم أفضل الناس وأن ما يمارسونه من نفاق هو في حقيقته تطور وحداثة وثقافة، بينما غيرهم يعيش في أوحال الرجعية و الماضوية و تقييد النصوص.



(7) من أكثر ما يكيد به أصحاب هذا الفكر أهل الحق مناصرة إخوانهم أهل الباطل بمختلف مذاهبهم ونحلهم وتولي الدفاع عنهم وعن قضاياهم و إبرازهم أنهم أصحاب حق مجني عليهم، ويبرز ذلك من مواقف عبد الله بن أبي بن سلول من قصة إجلاء بني قينقاع وكذلك بني النضير، وقد بقيت سُنة متبعة في أصحاب هذا التيار، فإنك تعجب من دفاع بعض المعاصرين منهم عن إخوانهم من المنتسبين إلى الفرق الضالة، يقول أحد الدعاة المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الثاني و الذي أُقيم في مكة في ذي القعدة من عام 1424هـ: \"إن أكثر ما أثار دهشتنا هو الدفاع المستميت مِن مَن يسمون أنفسهم بالليبراليين عن بعض أهل الأهواء و البدع أكثر من دفاع أولئك عن أنفسهم.



(8) أصحاب هذا الفكر لا يجدون غضاضة في التزلف والتصنع والتملق وتبديل الجلود والظهور بمظهر الغيور على دينه ووطنه، ومن ذلك ما كان يفعله بن سلول من أنه يقوم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل جمعة حين يجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للخطبة، فيقول هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهركم، أكرمكم الله و أعزكم به، فانصروه وعزروه، واسمعوا له وأطيعوا، ثم يجلس، فيقوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخطب، وكان من أمره أن فعل ذلك في الجمعة التي أعقبت معركة أحد فقام ليقول ما كان يقوله من قبل، فأجلسه المسلمون بثيابه وقالوا: اجلس يا عدو الله فلست لذلك بأهل وقد فعلت ما فعلت... (ابن هشام 2/15).



ومثال ذلك ما نراه من تزلف هؤلاء في هذا الزمن لولاة الأمور، الأمر الذي أوصل بعضهم إلى جعل أعمالهم (أي الولاة) تشريعاً، يقول أحدهم: (لقد أدى الملك عبد العزيز العرضة على الطبل وكذلك أولاده من بعده، ثم يأتي الآن من يقول بأن الطبل حرام). ومن الأمثلة كذلك المزايدات المكشوفة حيال بعض الموضوعات كـ (الوطنية) وذلك بالإصرار على إعطاء الأمة (شعباً وحكام) تصوراً أنها أي (الوطنية) حكراً على تيار معين، وكذلك الإصرار على وضع معايير معينة دون غيرها للدلالة عليها كالوقوف للعلم ونحو ذلك، والأخذ في اتهام كل من خالفهم بعدم حب الوطن حتى وإن كان مفهومه لذلك الأمر هو العمل لنفع البلاد والعباد وفق شرع الله بعيداً عن بعض الشعارات الرنانة. في الوقت نفسه نجد أن أكثر هؤلاء (المتزلفون) يدندنون حول أمور تخالف ما قام عليه هذا الوطن من ثوابت.



(9) من أبرز صفات حملة هذا الفكر الاستهزاء بالدعاة والمتدينين والمطّوعين ومحاولة الإساءة إليهم بالغمز واللمز، قال - تعالى -: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم يسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم} (التوبة 79) وكذلك بالوقوع في أعراضهم وتشويه صورتهم لدى العامة بُغية صد الناس عن الحق الذي معهم، ومن صور ما وقع في عهده - صلى الله عليه وسلم - وهو (بأبي هو وأمي) إمام الدُعاة من إساءة وتشويه لسمعته، فقد زعموا أنه قرر التزوج بزينب بنت جحش زوجة ابنه بالتبني، وهذا كان من أشد الأمور عند الناس، لأنه رآها فأعجبته وحشوا في ذلك كلاماً مازال أثره باقياً في بعض كتب التفسير، حتى نزل القرآن بإبطال كلامهم وزعمهم وبيان السبب الحقيقي وهو لكي يعلم الناس أن زواج زوجة الابن بالتبني جائز، كذلك ما كان من حديث الإفك، وكذلك ما أخبر الله عن بعضهم: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أُذن} الآية (التوبة 61)، وكقول بعضهم في غزوة تبوك ما وجدنا مثل قرائنا أرغب بطوناً ولا اكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء، والشواهد عديدة في هذا الباب. و أما ما يحدث منهم في هذا الزمان من هذا الأمر فحدث و لا حرج.



(10) من أبرز صفات هذا التيار أنه يمثل الطابور الخامس في المجتمع المسلم، فما زال أعداء الدين من نصارى و يهود ومشركين يمررون مخططاتهم عن طريق أصحاب هذا التيار، ويشهد على ذلك مواقفهم المتعددة، ومن مواقفهم في العهد النبوي ما حدث في معركة أحد، وتعاونهم المستمر مع اليهود ومشركي قريش ومن أمثلة ذلك ما فعله أبي عامر الفاسق الذي ذهب إلى هرقل يطلب منه أن يمده بجيش لحرب المسلمين، ومازال هذا الأمر مستمراً فإن الدول الكافرة تعول على هذه الفئة آمال كبيرة وتعد بتقديم الدعم لهم. *



(11) لعل من أبرز ما يميزهم أيضا أنهم لا يشتد شرهم وخطرهم إلا عند اشتداد الأزمات وحلول الشدائد على المسلمين ويشهد لهذا ما حدث في غزوة الأحزاب وغيرها، قالت عائشة - رضي الله عنها -: لما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتدت العرب ونجم النفاق واشرأبت اليهودية.



وبعد فهذا مجمل لأهم ما تميز به ذلك الفكر ولعل في ذلك ما يجدر بنا الوقوف عنده والتأمل فيه والحذر من وجود من يحمل هذا الفكر بيننا أو أن يعتنق أحدنا ذلك الفكر دون قصد فيجني على نفسه وعلى أمته وهو يظن أنه يحسن صنعاً.



وأخيراً أقول ما أحوجنا إلى المزيد من الوقفات مع السيرة النبوية لاستنباط ومعرفة الأساليب النبوية في التعامل مع مختلف التوجهات الفكرية المعادية للإسلام الصحيح ونهج منهجه - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، حمى الله دينه وسنة نبيه وهذه البلاد المباركة... والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply