صفات اليهود ومشروعية جهادهم


 

بسم الله الرحمن الرحيم



الخطبة الأولى:

أما بعد: فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - عز وجل -، فاتقوا الله رحمكم الله.

عباد الله: أمة اليهود أمة ملعونة في كتاب الله، وعلى لسان رسول الله ورسل الله من قبل، هي الأمة التي تعتدي اليوم على مقدسات المسلمين، وعلى دمائهم وبيوتهم وأولادهم، هي الأمة الملعونة التي لا ترقب في مؤمن إلاًّ ولا ذمة.

وقد بين الله لنا صفات اليهود وأفعالهم في كتابه العزيز في مواضع كثيرة من القرآن الكريم:

ومنها الكفر بالله، ونسبة الفقر إلى الله، وقتل الأنبياء قال - تعالى-: (( لَّقَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحنُ أَغنِيَاء سَنَكتُبُ مَا قَالُوا وَقَتلَهُمُ الأنبِيَاء بِغَيرِ حَقٍ, وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ ))[آل عمران: 181].

ومنها أنهم ينسبون الولد إلى الله قال - تعالى-: (( وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَـارَى نَحنُ أَبنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُل فَلِمَ يُعَذّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَل أَنتُم بَشَرٌ مِمَّن خَلَقَ يَغفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذّبُ مَن يَشَاء وَللَّهِ مُلكُ السَّمَـاواتِ وَالأرضِ وَمَا بَينَهُمَا وَإِلَيهِ المَصِيرُ ))[المائدة: 18]، وكذلك من كفرهم وإفسادهم أنهم ينسبون البخل إلى الله، ويشعلون نار الحروب قال - تعالى-: (( وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغلُولَةٌ غُلَّت أَيدِيهِم وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَل يَدَاهُ مَبسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مّنهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبّكَ طُغيَـاناً وَكُفراً وَأَلقَينَا بَينَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغضَاء إِلَى يَومِ القِيَـامَةِ كُلَّمَا أَوقَدُوا نَاراً لّلحَربِ أَطفَأَهَا اللَّهُ وَيَسعَونَ فِي الأرضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبٌّ المُفسِدِينَ ))[المائدة: 64].

ومن قبيح أفعالهم استهزاؤهم بالمؤمنين قال - تعالى-: (( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءامَنُوا قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوا إِلَى شَيَـاطِينِهِم قَالُوا إِنَّا مَعَكُم إِنَّمَا نَحنُ مُستَهزِءونَ اللَّهُ يَستَهزِىء بِهِم وَيَمُدٌّهُم فِي طُغيَـانِهِم يَعمَهُونَ )) [البقرة: 14، 15].

ومنها اتباعهم الشيطان قال - تعالى-: (( وَاتَّبَعُوا مَا تَتلُوا الشَّيَـاطِينُ عَلَى مُلكِ سُلَيمَـانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَـانُ وَلَكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا ))[البقرة: 102].

ومنها اتباعهم الهوى، قال - تعالى-: (( وَلَقَد ءاتَينَا مُوسَى الكِتَـابَ وَقَفَّينَا مِن بَعدِهِ بِالرٌّسُلِ وَءاتَينَا عِيسَى بنَ مَريَمَ البَيِّنَـاتِ وَأَيَّدنَـاهُ بِرُوحِ القُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُم رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهوَى أَنفُسُكُم استَكبَرتُم فَفَرِيقاً كَذَّبتُم وَفَرِيقاً تَقتُلُونَ ))[البقرة: 87].

ومنها تبديلهم أوامر الله قال - تعالى-: (( فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَولاً غَيرَ الَّذِي قِيلَ لَهُم فَأَنزَلنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجزاً مّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُوا يَفسُقُونَ ))[البقرة: 59].

ومنها تحريفهم التوراة وكتمانهم الحق قال - تعالى-: (( أَفَتَطمَعُونَ أَن يُؤمِنُوا لَكُم وَقَد كَانَ فَرِيقٌ مّنهُم يَسمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرّفُونَهُ مِن بَعدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُم يَعلَمُونَ ))[البقرة: 75]، قال - تعالى-: (( الَّذِينَ آتَينَـاهُمُ الكِتَـابَ يَعرِفُونَهُ كَمَا يَعرِفُونَ أَبنَاءهُم وَإِنَّ فَرِيقاً مّنهُم لَيَكتُمُونَ الحَقَّ وَهُم يَعلَمُونَ الحَقٌّ مِن رَّبّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُمتَرِينَ ))[البقرة: 146، 147].

ومنها صدهم عن سبيل الله، وأكل الربا، وأكلهم أموال الناس بالباطل قال - تعالى-: (( قُل يا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَكفُرُونَ بِـآَيَـاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعمَلُونَ قُل يا أَهلَ الكِتَـابِ لِمَ تَصُدٌّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَن ءامَنَ تَبغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُم شُهَدَاء وَمَا اللَّهُ بِغَـافِلٍ, عَمَّا تَعمَلُونَ ))[البقرة: 98، 99]، قال - تعالى -: (( فَبِظُلمٍ, مّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمنَا عَلَيهِم طَيّبَـاتٍ, أُحِلَّت لَهُم وَبِصَدّهِم عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً وَأَخذِهِمُ الرّبَا وَقَد نُهُوا عَنهُ وَأَكلِهِم أَموالَ النَّاسِ بِالبَـاطِلِ وَأَعتَدنَا لِلكَـافِرِينَ مِنهُم عَذَاباً أَلِيماً ))[النساء: 160، 161]، (( يَـا أَيٌّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِنَّ كَثِيراً مّنَ الأحبَارِ وَالرٌّهبَانِ لَيَأكُلُونَ أَموَالَ النَّاسِ بِالبَـاطِلِ وَيَصُدٌّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ))[التوبة: 34].

ومن قبيح أفعالهم طلب عبادة الأصنام قال - تعالى -: (( وَجَـاوَزنَا بِبَنِي إسرائيلَ البَحرَ فَأَتَوا عَلَى قَومٍ, يَعكُفُونَ عَلَى أَصنَامٍ, لَّهُم قَالُوا يا مُوسَى اجعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُم ءالِهَةٌ قَالَ إِنَّكُم قَومٌ تَجهَلُونَ إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُم فِيهِ وَبَـاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعمَلُونَ ))[الأعراف: 138، 139].

ومنها الخيانة والمكر والكذب، والحسد والمراوغة، ونقض العهود وإشعالهم للحروب، والغرور وقسوة قلوبهم، وجبنهم في الحروب، وحرصهم على الدنيا، وكفر النعم، ومسارعتهم في الإثم والعدوان والعناد.

وأخبر الله أنهم يزعمون كذباً وزوراً أنه لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى قال - تعالى-: (( وَقَالُوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَو نَصَـارَى تِلكَ أَمَانِيٌّهُم قُل هَاتُوا بُرهَـانَكُم إِن كُنتُم صَـادِقِينَ بَلَى مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبّهِ وَلاَ خَوفٌ عَلَيهِم وَلاَ هُم يَحزَنُونَ ))[البقرة: 110، 111]، وقال - تعالى-: (( قُل إِن كَانَت لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صَـادِقِينَ وَلَن يَتَمَنَّوهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَت أَيدِيهِم وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّـالِمينَ وَلَتَجِدَنَّهُم أَحرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ, وَمِنَ الَّذِينَ أَشرَكُوا يَوَدٌّ أَحَدُهُم لَو يُعَمَّرُ أَلفَ سَنَةٍ, وَمَا هُوَ بِمُزَحزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعمَلُونَ ))[البقرة: 94-96].

ويزعمون قصر الهدى عليهم قال - تعالى-: (( وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَو نَصَـارَى تَهتَدُوا قُل بَل مِلَّةَ إِبراهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ المُشرِكِينَ ))[البقرة: 135]، ويزعمون محبة الله لهم قال - تعالى-: (( وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَـارَى نَحنُ أَبنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُل فَلِمَ يُعَذّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَل أَنتُم بَشَرٌ مِمَّن خَلَقَ يَغفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذّبُ مَن يَشَاء وَللَّهِ مُلكُ السَّمَـاواتِ وَالأرضِ وَمَا بَينَهُمَا وَإِلَيهِ المَصِيرُ ))[المائدة: 18].

وزعموا أنهم ينجون من النار: (( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعدُودَةً قُل أَتَّخَذتُم عِندَ اللَّهِ عَهداً فَلَن يُخلِفَ اللَّهُ عَهدَهُ أَم تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعلَمُونَ ))[البقرة: 80].

أيها المسلمون سمعتم ما تقدم من أوصاف اليهود قتلة الأنبياء، وما ذكرته ليس إلا غيض من فيض، وقليل من كثير من أوصافهم الواردة في القرآن الكريم، فليس غريباً ممن قتل الأنبياء، ومن كانت هذه صفاتهم لا عجب أن يدكوا بالصورايخ والطائرات منازل الفلسطينيين فوق رؤوسهم وفيها الأطفال والنساء والشيوخ الكبار، ويغتصبوا أرضهم، ويستبيحوا دماءهم، ولا عجب أن يسحقوا أجسادهم بالدبابات، ويرتكبوا المجازر التي تتفطر لها القلوب، ويشيب من هولها الولدان في حق مسلمي فلسطين.

هؤلاء الذين أظهر الله مكرهم، وأظهر الله بغضهم، وكشف الله سترهم وشرهم، وجعلهم بصفة مستمرة أعداءً للمسلمين، وتثبت الأحداث التي يقدرها رب العالمين استمرار عداوة اليهود للمسلمين، وكلما قارب السلم المزعوم على الانعقاد يجري الله حدثاً.

أيها المسلمون: لا يخفى على ذي قلب أن المسلمين في فلسطين يذودون عن حياض الإسلام ومقدساته، ويتعرضون للقتل بوحشية وهمجية من اليهود المعتدين، والعالم كله شرقاً وغرباً في موقف المتفرج الذي يلوم المعتدى عليه، ولا يجرؤ أن يعاتب المجرم فضلاً أن يوقفه عند حده.

أيها المسلمون: إن جُرح فلسطين أعظم جرح، وكارثتها أعظم الكوارث، أرض فلسطين ليست ملكاً للفلسطينيين وحدهم بل هي للمسلمين جميعاً، هي أمانة في أعناقهم، فهي ميراث نبيهم، وقد تسلط اليهود عليها وطردوا أهلها، وسفكوا الدماء بها، ولا زالوا منذ أكثر من خمسين سنة يرتكبون فيها المظالم والتصرفات الوحشية تحت حماية الدولة الأمريكية.

أيها المسلمون: إنه لن تحل قضية فلسطين إلا بالجهاد في سبيل الله، فالجهاد في سبيل الله ذروة سنام هذا الدين، ولا قيام لهذا الدين في الأرض إلا به، فإن هذا الدين قام تحت ظلال السيوف، وبالجهاد نال المسلمون العز والتمكين في الأرض، وبسبب تعطيله حصل للمسلمين الذل والهوان والصغار، وتحكم فينا الكفار، وتداعت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، وأصبح المسلمون مع كثرتهم غثاءً كغثاء السيل، نزع الله المهابة من قلوب أعدائهم.

وقد شرع الجهاد لحماية الدين وأن يكون دين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان قال - تعالى -: (( وَقَـاتِلُوهُم حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ للَّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَلاَ عُدوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّـالِمِينَ ))[البقرة: 193]، وشرع الجهاد لصد العدوان على المسلمين ورفع الظلم عنهم قال - تعالى-: (( الشَّهرُ الحَرَامُ بِالشَّهرِ الحَرَامِ وَالحُرُمَـاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعتَدَى عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدَى عَلَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ ))[البقرة: 194]، وقال - تعالى-: (( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَـاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصرِهِم لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيَـارِهِم بِغَيرِ حَقّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبٌّنَا اللَّهُ وَلَولاَ دَفعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ, لَّهُدّمَت صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَسَـاجِدُ يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىُّ عَزِيزٌ ))[الحج: 39، 40].

وأمر الله المسلمين بالإعداد للجهاد، وبذل الأموال والأنفس في سبيله، والإعداد له بوحدة الصف، ووعد المجاهدين بالأجر العظيم، وأمرهم بالصبر على مشقته، وسوف ينال المجاهد إحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة في سبيل الله.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply