التحالف اليهودي الفارسي منذ قدم التاريخ


 

بسم الله الرحمن الرحيم



اعلم يا رعاك الله أن اليهود كانوا مكروهين من جميع الشعوب التي أحاطتهم. فقد عاداهم المصريون واللآراميون والفلسطينيون الكنعانيون واللآشوريون والبابليون والكلدانيون والإغريق ممن خلفو الإسكندر المقدوني والروم والنصارى والأنباط ثم العرب المسلمون. ولم يصادق اليهود في كل تاريخهم القديم إلا المجوس الفرس الذين حالفوهم ونصروهم.

في سنة 721 ق. م. قام الآشوريون بنقل سكان مملكة إسرائيل إلى حران والخابور وكردستان وفارس وأحَلّو محلهم جماعات من الآراميين، ثم اندمج الإسرائيليون تماماً في الشعوب المجاورة لهم في المنفى فلم يبقى بعد ذلك أثر للأسباط العشرة من بني إسرائيل. ولم يبقى إلا مملكة يهودا التي فيها سبطي بنيامين ويهوذا والتي بدورها هوجمت من قبل المصريون والفلسطينيون العرب ثم سقطت في عام 597 ق. م. بيد نبوخذ نصر (بختنصر) الذي سبى اليهود إلى بابل وأذلهم.

و لاحت الفرصة لليهود للعودة مرة ثانية أخرى إلى فلسطين عندما أسقط الامبراطور الفارسي قورش الثاني الدولة البابلية الكلدانية 539 ق. م. بمساعدة يهودية، وانتصر على ميديا، ومد نفوذه إلى فلسطين التي دخلت في عصر السيطرة الفارسية 539-332 ق. م. فقد سمح قورش بعودة اليهود إلى فلسطين كما سمح لهم بإعادة بناء الهيكل في القدس، غير أن القليل من اليهود انتهزو الفرصة لأن الكثير من السبي أعجبتهم الأرض الجديدة، ولكن القلة المتشددة التي عارضت الاندماج حفظت بني إسرائيل من الاندثار. وتمتع اليهود في منطقة القدس بنوع من الاستقلال الذاتي تحت الهيمنة الفارسية.



وحتى اليوم يقوم الرأي الإيراني حول اليهودية على الأساس نفسه الذي وضعه الإمبراطور قورش عند تحريره اليهود من السَّبي البابلي، وهو أن اليهود جنس له شبه كبير بالجنس الآري (الفارسي)، ويمكن الاستفادة منه من خلال إغرائه بالمال.



وما لبثت هذه المدة إلا أن آلت إلى الزوال بقدوم الاسكندر الأكبر ثم السلوقيون الإغريق من بعدهم، وهؤلاء قاموا باضطهاد اليهود وطبعوهم بطابع إغريقي. إلى أن جاء الرومان وجاء المسيح عيسى ابن مريم - عليه السلام -، ثم ثار اليهود على حكم الرومان الظالم في عام 66م واستطاع الرومان إخماد ثورة اليهود ودخلوا القدس بعد حصار شديد وأعملوا القتل والنهب والحرق، ودمرو الهيكل حتى لم يبقى حجر على حجر وأصبحت مدينة القدس قاعاً صفصفاً، وبيع كثير من الأسرى عبيداً في أسواق الامبراطورية الرومانية بأبخس الأثمان. ثم ثارو مرة أخرى فنكل الرومان بهم أشد تنكيل، وحظرو عليهم دخول إيلياء، المدينة التي بناها الرومان على أنقاض القدس. ثم دخل الرومان النصرانية فازدادوا عداءً لليهود الذين يزعمون قتل المسيح. ثم إن الفرس لما ملكوا بيت المقدس وقتلوا النصارى وهدموا الكنائس أعانهم اليهود على ذلك وكانوا أكثر قتلا وفتكاً في النصارى من الفرس. فلما سار هرقل إليه استقبله اليهود بالهدايا وسألوه أن يكتب لهم عهدا ففعل فلما دخل بيت المقدس شكا إليه من فيه من النصارى ما كان اليهود صنعوه بهم. فقال لهم هرقل: وما تريدون مني. قالوا: تقتلهم. قال: كيف أقتلهم وقد كتبت لهم عهدا بالأمان وأنتم تعلمون ما يجب على ناقض العهد. فقالوا له: إنك حين أعطيتهم الأمان لم تدر ما فعلوا من قتل النصارى وهدم الكنائس وقتلهم قربان إلى الله - تعالى -و نحن نتحمل عنك هذا الذنب ونكفره عنك ونسأل المسيح أن لا يؤاخذك به ونجعل لك جمعة كاملة في بدء الصوم نصومها لك ونترك فيها أكل اللحم ما دامت النصرانية ونكتب به إلى جميع الآفاق غفراناً لما سألناك. فأجابهم وقتل من اليهود حول بيت المقدس وجبل الخليل مالا يحصى كثرة.

هذا هو تاريخ اليهود.ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤو بغضب من الله.هذا الشعب الذي جعل الله منه قردةً وخنازيراً لم يعرفوا حليفاً لهم في تاريخهم القديم إلا المجوس الفرس.و ما أشبه اليوم بالبارحة!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply