المرأة الإسرائيلية التي يغار منها أولمرت


 

بسم الله الرحمن الرحيم



يتصاعد نجم وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني عميلة الموساد سابقاً في الحياة السياسية الإسرائيلية بشكل مطرد، ولعل ما يساعد على سطوع اسمها ابتعاده عن دائرة الفساد المشتعلة حالياً في مؤسسات الحكم الإسرائيلية، وتمتعها بقدرة على اتخاذ القرار، ولا تخفي ليفني طموحها بالوصول إلى كرسي رئيس الوزراء في إسرائيل، وجاء ذلك على لسانها في عدة مقابلات صحافية سابقة، ويمدها في تطلعها هذا قوة أسهمها عند واشنطن والغرب، كما أن آخر استطلاعات الرأي أظهرت أن (70%) من الإسرائيليين غير راضين عن أداء رئيس وزرائهم، وبين استطلاع آخر أن ليفني تجاوزت شعبية أولمرت في حزب (كاديما) الحاكم الذي يقوده.

وُلدت ليفني التي بات صعودها القوي يطرد النوم من عيون الساسة المنتقدين لها في الثامن من يوليو 1958م، وهي من عائلة بولندية هاجرت إلى فلسطين، وعملت مع الموساد الإسرائيلي وشبكاته في أوروبا على مدى أربع سنوات من العام 1980 وحتى العام 1984م قبل أن تكون محامية، مما أعطاها خبرة في التعامل مع السياسة الغربية.

وتأتي الدلائل المتراكمة تباعاً لتؤكد عمق الخلاف بين أولمرت وليفني، وتعزز الصراع الدفين الذي لم تستطيع الأيام دفنه على ما يبدو، فمنصب رئاسة الوزراء ما زال يساور ليفني التي تحاول كلما تسنت لها الفرصة التأكيد على أن خطها السياسي مختلف عن خط رئيس حكومتها، وهي تحاول اقتناص كل فرصة للظهور، ولهذا تقدمت بخطة \"سلام\" قبل أشهرº ولكن جوبهت بالرفض من أولمرت الذي يريد الإبقاء على خيوط \"اللعبة\" بيده فقط.

وكتب المحلل السياسي الإسرائيلي مردخاي غيلات في صحيفة (يديعوت) الصادرة الثلاثاء الماضي مقالاً تحت عنوان \"تسيبي لفني تطلق النار على إيهود أولمرت\" عبر خلاله عن الصفات التي تتمتع بها ليفني مقابل أولمرت الذي تحوم حوله تهم الفساد، ويقول غيلات: من الأجدر بايهود أولمرت أن يتعلم أمراً أو اثنين من الوزيرة تسيبي لفني التي لا تقوم بإخراج الجنين مع الماء حتى عندما تكون لديها انتقادات على الجهاز القضائي، هي حذرة جداً.

وأضاف: لفني ليست متهمة أو مشبوهة بشيء، هي ليست مقربة من الجناة أصحاب السوابق، ولا ضالعة في الصفقات القبيحة، ولا مشغولة في الإساءة لمراقب الدولة، ومحاولات إشعال النار في محكمة العدل العليا، هذه ليست أجندتها، وليس لديها ما تخشاه.

ويقول غيلات: مع مثل هذا الرصيد كان بإمكان تسيبي لفني بالأمس الأول في مراسم استقبال بديلها البروفيسور دانييل فريدمان بأن توجه له ولرئيس الوزراء عبارات صعبة: \"في إسرائيل لا يحبكون الملفات لا هنا ولا في أي مكان\"، هي أرادت أن تقول إنها ترفض باشمئزاز كل قضية حبك الملفات الجنائية لحاييم رامون، ويعقوب نئمان، إن كان هذا الجهاز عزيزاً عليك يا سيدي الوزير فعلاً فلتتوقف عن بيع الجمهور هذه الحكاية التي لا توجد لها إيادٍ, ولا أقدام، وحسب غيلات فإن هذه الكلمات الواضحة لم تكن زلة لسان، هي بدت واضحة ومحسوبة، وفي موقف آخر كان الحضور يصفقون لها، هذه كانت في الواقع خطوة لإعلان استقلالية تسيبي لفني أمام ايهود أولمرت.

ويُشار أن ليفني بدأت تظهر على ساحة حزب الليكود الحاكم سابقاً في نهاية العام 1998م، والعام 1999م، وعُرفت بأنها من أقرب الشخصيات لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إرييل شارون، وكانت بمثابة كاتمة أسراره، وانتقلت معه لحزب (كاديما).

وحين سقط شارون أول مرة على فراش المرض في منتصف شهر ديسمبر/ 2005 طُرح السؤال: من هو خليفة شارون في حال غاب عن الساحة بشكل كلي؟ وكان التنافس واضحاً بين إيهود أولمرت وليفني، إلاّ أن شارون بت في الأمر بجعل أولمرت في المكان الثاني، وليفني بعده مباشرة، وقبلت جاسوسة الموساد السابقة بهذا الاختيار لاعتقادها أنها تقدمت في تلك اللحظة بما فيه الكفاية تجاه القمة التي تطمح لها، ولكن رغم كل ذلك يبقى مأزق ليفني كبيراً كونها لا تتمتع بشبكة علاقات اجتماعية، ويُضاف لذلك أنها ليست من المؤسسة العسكرية وإن جاءت من خلفية الموساد.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply