استيلاء التتار والنصارى على دمشق ( الحقد الصليبي )


 

بسم الله الرحمن الرحيم





الزمان / 14 جمادى الأولى 658هـ

المكان / دمشق - الشام

الموضوع / جيوش التتار بقيادة هولاكو تحتل دمشق ثم تخرج منها سريعاً.



تبدأ الأحداث من عند الفاجعة العظمى التي ابتليت بها أمة الإسلام عندما اجتاح التتر المتوحشون بلاد الإسلام وأسقطوا حاضرة الخلافة العباسية بغداد وقتل الخليفة وأولاده ومعهم قرابة المليونين مسلم وذلك سنة 656هـ فلما كانت سنة 658هـ كان العالم الإسلامي يتحكم فيه أربعة ملوك باستثناء الشمال الإفريقي.



1- شمال آسيا ويشمل بلاد ما وراء النهر ومعهم العراق ويحكمه هولاكو التتري.



2- البلاد الشامية ويحكمها الناصر بن العزيز بن العادل الأيوبي.



3- بلاد الكرك ويحكمها المغيث بن العادل.



4- بلاد مصر ويحكمها السلطان قطز المملوكي.



والعجب كل العجب لملوك يتحاربون من أجل الملك ويذهلون عن أعدائهم فلما اتفق الناصر مع المغيث على قتال قطز لأخذ الديار المصرية منه عنوة وإعادة حكم الأيوبيين عليها وفي هذه الأثناء عبر هولاكو بجيوشه الجرارة نهر الفرات ثم اتجه إلى حلب فحاصرها سبعة أيام ثم استسلم أهلها فغدر بهم وأعمل فيهم القتل والسبي فانخلع قلب ملك حماة فأرسل إليه مفاتيح البلد ثم اتجه هولاكو بعدها مباشرة وجعل قائد جيوشه كتبغانوين ولم يجد كتبغا أي مقاومة تذكر في المدينة فدخلوها سريعاً بل تلقاهم كبار المدينة بالرحب والسعة وكتب هولاكو أماناً لأهل البلد ولكن قلعة المدينة لم تستسلم فأحكم عليها التتار الحصار ونصبوا عليها المجانيق وفيهم منجنيق عملاق وظلوا يضربون القلعة ليل نهار حتى تداعت أحجارها وسقطت في 14جمادى الأول فقتلوا متولي القلعة بدر الدين بن قراجا ونقيبها جمال الدين بن الصيرفي ثم سلموا البلد لأمير منهم يقال له إبل سيان ومن هنا تبدأ فصول معاناة جديدة.



كان هذا الرجل لعنه الله معظماً لدين النصارى فاجتمع به أساقفة النصارى في دمشق فعظمهم جداً وزار كنائسهم فصارت لهم دولة وصولة بسبب ذلك حيث ذهب طائفة من النصارى إلى هولاكو وأخذوا معهم هدايا وتحفاً فأعطاهم أماناً وفرماناً من جهته فدخلوا من باب ثوما ومعهم صليب منصوب يحملونه على رؤوس الناس وهم ينادون بشعارهم ويقولون \'ظهر الدين الصحيح دين المسيح\' ويذمون دين الإسلام وأهله ومعهم أواني فيها خمر لا يمرون على باب مسجد إلا رشوا عنده خمراً ويرشون على وجوه الناس وثيابهم ويأمرون كل من يجتازون به الأزقة والأسواق أن يقوم لصليبهم ودخلوا من درب الحجر الصغير والكبير ووقفوا عند رباط الشيخ أبي البيان ورشوا عنده خمراً فتكاثر عليهم المسلمون حتى ردوهم إلى سوق كنيسة مريم فوقف خطيبهم إلى دكة دكان في عطفة السوق فمدح دين النصارى وذم دين الإسلام ثم حاولوا دخول الجامع الكبير بخمر وكان في نيتهم إن طالت مدة التتار أن يخربوا المساجد.



عندها اجتمع قضاة المسلمين والشهود والفقهاء فدخلوا القلعة يشكون هذا الحال إلى الأمير \'إبل سيان\' وظهرت حقيقة الحقد الصليبي عند نصارى الشام وظهر ما كان دفيناً منذ الحروب الصليبية وفي نفس الوقت كان سلطان الشام الناصر بن العزير معه جيوش كثيرة لمحاربة التتار ولكنهم غير مؤتلفين فتفرقوا شذر مذر ولا يدرون ما يخبأه القدر لهم بعدها.



لم يكد يمر على المسلمين في دمشق وسائر بلاد الشام سوى أربعة شهور من المعاناة من التتار الهمج والصليبيين الحاقدين حتى جاءت البشارات بانتصار المسلمين على التتار في عين جالوت وأن جيوش الإسلام تتبع التتار حتى دمشق فعندما طارت الأخبار بذلك فرح المسلمون بذلك فرحاً شديداً وانطلقوا يردون الصاع اثنين للنصارى الحاقدين فاتجه المسلمون إلى كنيسة النصارى التي خرج منها الصليب فأحرقوها وأحرقوا دور النصارى حولها وقتل العوام وسط الجامع شيخاً رافضياً كان مصانعاً للتتار على أموال الناس يقال له الفخر الكنجي كان خبيث الطوية ممالئاً لهم على أموال المسلمين وقتلوا جماعة مثله من المنافقين وقطع دابر الذين ظلموا وأذل الله - عز وجل - النصارى الحاقدين وانطلق المسلمون يقتلون التتار ويفكون الأسارى من أيديهم وكان دخولهم وخروجهم إلى دمشق كسحابة صيف سرعان ما انقشعت ولكنها كشفت حقيقة نصارى الشام ومدى حقدهم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply