كنائس في جنوب أفريقيا تدعو لتفوق البيض


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 



بعد مضي حوالي عشر سنوات على نهاية نظام الفصل العنصري، الأبارتايد، في جنوب أفريقيا، عادت الجماعات الدينية المسيحية التي تمثل اليمين المتطرف لتطل برأسها من جديد داعية إلى التفوق العرقي للبيض.



ويقول مراسلنا في جنوب أفريقيا بارنبي فيليبس إن هذه الجماعات تجد من يعتنقون أفكارها من الإفريكانز - البيض في جنوب أفريقيا - الذين باتوا يشعرون بعدم أمان متزايد في ظل مجتمع متعدد الأعراق.



ومن بين الزعماء الروحيين لهذه الجماعات القس ويلي سميث الذي أسس كنيسة \" الأمل الحي\" والتي تحمل رسالة مفادها أن البيض هم شعب الله المختار.

ويقول القس ويلي: إن كنيسته لها 30 مجمعا ويتبعها آلاف في مختلف أنحاء جنوب أفريقيا.



إيمانويل كجوبودثاتي عمدة بلدة كورومان يدعو لوحدة جنوب أفريقيا حفاظا على المستقبل.

ويرى معظم البيض في جنوب أفريقيا أن رسالة تلك الكنيسة تنطوي على قدر من الإهانة، لكن أقلية منهم أقلية منهم ترى أنها تمنحهم بعض التطمينات في بلد يتغير سريعا من حولهم.

ويقول القس سميث \" : نحن نعرف أننا الشعب الذي اختاره الرب، وهو يحظر علينا الاختلاط بشعوب أخرى أو التزاوج معهم أو الحياة معهم على نفس المستوى، ونرى أن الحكومة الحالية التي يقودها المؤتمر الوطني الأفريقي هي عقاب لنا من الرب لأننا تخلينا عن سياسة التمييز العنصري\".



مخاوف الفلاحين

في منطقة نورثرن كيب الجميلة ذات التضاريس القاسية يمكن للمرء أن يلمس كيف تجد تلك الدعوات آذانا صاغية.

كنت أقود سيارتي نحو المناطق الريفية بحثا عن الأسباب التي تجعل الناس يقبلون على تلك الأفكار.

خوان كريستين الذي يعمل في تربية الماشية يشبه الكثيرين من أعضاء الكنيسة الجديدة فهو شخصية محافظة للغاية ويشعر بتهديد متزايد في جنوب أفريقيا الجديدة.



ويشعر كريستن بقلق متزايد إزاء حوادث مقتل مئات من المزارعين البيض في جنوب أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، كما أنه يرى أن اللغة الأفريكانية تموت ببطء.



وقد شهدت جنوب أفريقيا في مايو/ أيار الماضي محاكمة 22 شخصا من مواطنيها البيض بتهمة التآمر للإطاحة بحكومة المؤتمر الوطني الأفريقي.



ويكشف القس سميث النقاب عن أنه عرض على المتهمين أن يكون زعيمهم الروحي وهو ما يبرر الاهتمام الذي باتت السلطات توليه لكنائس البيض الجديدة.



\"غضن زيتون\"

ورغم ذلك فإن ما يشغل بال الأغلبية السوداء في مقاطعة نورزرن كيب ليس المد اليميني في أوساط البيض وإنما لقمة العيش والعمل والرعاية الصحية.

ويؤكد إيمانويل كجوبودثاتي عمدة بلدة كورومان إنه سيمد غصن زيتون إلى أي من الجماعات المتطرفة. \"سوف ندعوهم ليضعوا أيديهم في أيدينا لنعمل معا حتى لا يضيع هذا البلد، نريد أن نناقش معهم ما يقلقهم لنؤكد لهم أن مستقبلهم آمن في ظل الحكومة الراهنة\"



والملاحظ هنا أن قليل من البيض لم يتمكنوا من استيعاب التغيرات الهائلة التي طرأت على جنوب أفريقيا خلال العقد الماضي وهم يحاولون إعادة عقارب الساعة للوراء بينما تمضي جنوب أفريقيا قدما.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply